«نتنياهو» يطلب تنازلات لإتمام «صفقة القرن».. وخلافات مع «الكابينيت»

السبت 30 يونيو 2018 06:06 ص

كشف الإعلام العبري، عن وجود خلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، والحكومة الإسرائيلية المصغرة «الكابينيت»، بشأن تقديم تنازلات لإقناع الجانب الفلسطيني ببدء التفاوض بشأن «صفقة القرن».

وذكرت صحيفة «معاريف»، أن «نتنياهو» يحاول تقديم تنازلات في المستوطنات غير القانونية في شمال وشرق القدس، ليقبلها الطرف الفلسطيني، وهو ما يرفضه «الكابينيت».

ولفتت الصحيفة، إلى أن مناقشات كثيرة جرت في هذا الإطار، طوال الفترة الماضية، دون جدوى.

وحسب المحلل السياسي للصحيفة «نداف هعتسني»، فإن «نتنياهو»، يرى في إخلاء المستوطنات غير الشرعية أو غير القانونية في محيط مدينة القدس، مدخلا لإقناع الفلسطينيين بالدخول في مفاوضات سلام.

ورأى الكاتب الإسرائيلي، أن «صفقة القرن» هي خطة تعزى لـ«نتنياهو» أكثر من الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» نفسه، وتدور حول إقامة دولة فلسطينية ناقصة، عاصمتها جزء من مدينة القدس (لم يسم اسم المدينة المقترحة)، مع التنازل عن بعض المناطق في المدينة نفسها، لكن مع سيطرة إسرائيلية على أجزاء كبيرة من الضفة الغربية وغور الأردن.

وأوضح الكاتب، أن «نتنياهو» يقول «نعم» لـ«صفقة القرن»، لإدراكه أن الفلسطينيين سيرفضون خطة «ترامب» للسلام، وهو مدعوم برأي اليمين في (إسرائيل)، فضلا عن إيمانه بوجود صديق حقيقي في البيت الأبيض، ممثلا في «ترامب»، ويستغل بدوره رفض الفلسطينيين لـ«صفقة القرن»، لتنفيذ ما يرنو إليه.

أمريكا لم تطلب

أما القناة «السابعة» العبرية، فقالت إن طاقم المفاوضات الأمريكي للسلام بقيادة مستشار الرئيس الأمريكي وصهره «جاريد كوشنر»، لم يتحدث مع الحكومة الإسرائيلية حول تقديم تنازلات لإنجاح وتمرير «صفقة القرن».

ولفتت إلى أن الحديث عن هذه التنازلات، يتعلق بكون الجانب الفلسطيني يرفض الحديث مع نظيره الأمريكي، لرفضه، في الأساس، خيار السلام الذي قدمه «ترامب».

نقلت القناة على موقعها الإلكتروني، على لسان مصدر أمريكي بارز (لم تسمه)، أن الطرف الإسرائيلي يرغب في الحديث عن سلام اقتصادي أعمق وأفضل من السلام السياسي، وأن ما يعرقل إتمام «صفقة القرن»، هو رفض الفلسطينيين مجرد الجلوس مع الأمريكيين.

يأتي ذلك، رغم أن جولة «كوشنر» المكوكية في منطقة الشرق الأوسط، ناقشت الأمر نفسه مع الدول العربية، في مصر والسعودية والأردن وقطر و(إسرائيل).

توقعات متدنية

وكانت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية، ذكرت، أن طاقم المفاوضات الأمريكي للسلام بين الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، خفَّض من مستوى توقعاته حول نجاح «صفقة القرن»، نتيجة لرفض الفلسطينيين خطة السلام الأمريكية.

وأكدت الصحيفة العبرية، أن «صفقة القرن» تحتاج إلى بعض التعديلات والإضافات، خاصة فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي لقطاع غزة، وليس من الناحية السياسية فحسب.

كما أن هناك بعض الدول العربية، حسب الصحيفة، رفضت خيار السلام الأمريكي، خاصة أن العاهل الأردني الملك «عبدالله الثاني»، قد أوضح خلال زيارته للولايات المتحدة أنه لا يمكن إتمام الصفقة بدون موافقة الطرف الفلسطيني، وسيكون بمثابة «كارثة».

و«صفقة القرن» هي خطة تعمل عليها إدارة «ترامب» لمعالجة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات، بما فيها وضع مدينة القدس الشرقية، تمهيدًا لقيام تحالف إقليمي تشارك فيه دول عربية و(إسرائيل)، لمواجهة الرافضين لسياسات واشنطن و(تل أبيب) وخاصة إيران.

ومحادثات السلام بين (إسرائيل) والفلسطينيين معطلة منذ عام 2014.

وقبل أيام، ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن «صفقة القرن» تعتمد بشكل رئيسي على «إغراءات» من «ترامب» للفلسطينيين، وهي في الأصل حزم من الدعم المالي تقدمها دول خليجية، خاصة السعودية.

وتنص خطة «ترامب»، حسب الصحيفة الإسرائيلية، على إبقاء الأغوار الفلسطينية تحت سيطرة (إسرائيل)، مع إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح وبدون جيش أو أسلحة ثقيلة.

ووفقا لتلك التفاصيل التي كشفت عنها «هآرتس»، فإن «ترامب» يقترح إعلان قرية أبوديس شرق القدس المحتلة، عاصمة للفلسطينيين، مقابل انسحاب إسرائيلي من 3 إلى 5 قرى فلسطينية محيطة بالقدس المحتلة، كانت الحكومات الإسرائيلية ضمتها لمنطقة نفوذ بلدية القدس، بعد الاحتلال في العام 1967.

ولا تتضمن خطة «ترامب» أي مقترحات حول انسحاب إسرائيلي من المستوطنات القائمة أو إخلاء المستوطنات ولا أي انسحاب من الكتل الاستيطانية الكبيرة.

وثارت الشكوك بشأن إمكانية إقامة السلام، الشهر الماضي، عندما تسبب قرار «ترامب»، بنقل السفارة الأمريكية في (إسرائيل) إلى القدس في اندلاع احتجاجات عنيفة قتل فيها عشرات الفلسطينيين.

وأثار قرار «ترامب»، غضبا واسعا في العالم العربي والإسلامي، ودفع الفلسطينيين لتجميد الاتصالات مع المسؤولين الأمريكيين ما يجعل من استئناف جهود السلام «أمرا غير مرجح».

وتؤكد السلطة الفلسطينية أن الخطة الأمريكية المعروفة بـ«صفقة القرن» لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي «مصيرها الفشل».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

صفقة القرن إسرائيل مستوطنات فلسطين نتنياهو الكابينيت