مصادر دبلوماسية: «عباس» رفض لقاء «كوشنر» لبحث «صفقة القرن»

السبت 30 يونيو 2018 07:06 ص

كشفت مصادر دبلوماسية أن السلطة الفلسطينية رفضت عرضا أمريكيا لعقد لقاء جماعي يضم الرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، ومستشار الرئيس الأمريكي صهره «جاريد كوشنر»، وقادة عدد من الدول العربية، لبحث عملية السلام.

وقالت المصادر إن فريق السلام الأمريكي قدم، خلال جولته الأخيرة في المنطقة، اقتراح عقد اللقاء الجماعي، وأن مصر نقلته إلى الرئيس «عباس» الذي رفضه، واعتبره مناورة أميركية لجرّ الفلسطينيين للانخراط في المشروع المسمى «صفقة القرن».

وأضافت أن «عباس» أبلغ الجانب المصري بأنه يعرف نوايا الأمريكيين، وهي جر الفلسطينيين للانخراط في «صفقة القرن»، من خلال الادعاء أن الاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل» لا يشمل القدس الشرقية، وأن رسم حدود المدينة رهن بالمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وفقا لـ«الحياة».

وأوضحت المصادر: «يدرك الفلسطينيون جوهر المسعى الأمريكي، وهو حل سياسي وفق المواصفات الإسرائيلية، لذلك فإنهم يتحصّنون خلف موضوع القدس لإحراج الدول العربية ومنعها من الانخراط في هذه العملية السياسية».

وأردفت: «ما يقلق الفلسطينيين ليس فقط اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، وإنما المسعى الحقيقي للمشروع السياسي، وهو إقامة دولة فلسطينية في غزة وأجزاء من الضفة الغربية، بلا حدود ولا إزالة مستوطنات ولا عودة لاجئين»، وأن الهدف هو «إقامة علاقات إسرائيلية عربية، بعد إيجاد حل للقضية الفلسطينية، لذلك لن يسمحوا لهذه الصفقة بأن تمر على حساب قضيتهم الوطنية».

وخلال الشهر الجاري، أعرب «كوشنر» عن استعداده للتواصل مع الرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، مشيرا إلى أن «صفقة القرن» سيتم طرحها قريبا.

وأضاف «كوشنر»، في حوار مع صحيفة «القدس» المحلية، نشرت تفاصيله الأحد، قائلا: «عباس أكد أنه ملتزم بالسلام وليس لدي أي سبب لعدم تصديقه».

وتابع: «الوصول إلى اتفاق سيكسب كلا الطرفين أكثر مما يعطيان، وسيشعران بالثقة بأن حياة شعبيهما ستكون أفضل حالا بعد عقود من الآن بسبب التنازلات التي يقدمانها».

يشار إلى أن «كوشنر»، والمبعوث الأمريكي الخاص بالسلام في الشرق الأوسط «جيسون غرينبلات»، عقدا الأسبوع الماضي سلسلة اجتماعات، شملت العاهل الأردني الملك «عبدالله الثاني» في عمان، وولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» في الرياض.

كما شملت الاجتماعات كلا من الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» في القاهرة، وأمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» في الدوحة.

ووفقا لمراقبين، فإن جولة «كوشنر» و«غرينبلات» مرتبطة بـ«صفقة القرن» التي تعمل عليها إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»؛ لمعالجة الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقبل يومين، ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن «صفقة القرن» تعتمد بشكل رئيسي على «إغراءات» من «ترامب» للفلسطينيين، وهي في الأصل حزم من الدعم المالي تقدمها دول خليجية، خاصة السعودية.

وتنص خطة «ترامب»، حسب الصحيفة الإسرائيلية، على إبقاء الأغوار الفلسطينية تحت سيطرة (إسرائيل)، مع إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح وبدون جيش أو أسلحة ثقيلة.

ووفقا لتلك التفاصيل التي كشفت عنها «هآرتس»، فإن «ترامب» يقترح إعلان قرية أبوديس شرق القدس المحتلة، عاصمة للفلسطينيين، مقابل انسحاب إسرائيلي من 3 إلى 5 قرى فلسطينية محيطة بالقدس المحتلة، كانت الحكومات الإسرائيلية ضمتها لمنطقة نفوذ بلدية القدس، بعد الاحتلال عام 1967.

ولا تتضمن خطة «ترامب» أي مقترحات حول انسحاب إسرائيلي من المستوطنات القائمة أو إخلاء المستوطنات ولا أي انسحاب من الكتل الاستيطانية الكبيرة.

  كلمات مفتاحية

عباس صفقة القرن كوشنر أمريكا إسرائيل