«هندرسون»: الإمارات تقود السعودية بالحديدة.. والمعارك لن تنتهي قريبا

الأحد 1 يوليو 2018 01:07 ص

تأخرت الأزمة الإنسانية العالمية المنتظرة، ولكن ربما فقط لأسبوع أو نحو ذلك حيث انخفض مستوى القتال في مدينة الحديدة اليمنية بشكل مؤقت. وتراقب قوات الحكومة المعترف بها دوليا، التي تقودها وتدعمها الإمارات العربية المتحدة، «توقفا» أحادي الجانب، في تقدمها نحو الميناء الاستراتيجي الذي تمر عبره معظم واردات الأغذية الحيوية للبلاد.

ومنذ 23 يونيو/حزيران، منحت الإمارات المبعوث الخاص للأمم المتحدة «مارتن غريفيث» فرصة لتحقيق السلام، وتم إبلاغ الحكومات الأجنبية بأن «التوقف» مستمر لمدة «من 7 إلى 10 أيام».

وتصر الإمارات على أن يتخلى الحوثيون، الذين استولوا على السلطة في العاصمة اليمنية «صنعاء» عام 2014، عن السيطرة على مدينة الحديدة. ولا يظهر الحوثيون، المدعومون من إيران، أي استعداد للقيام بذلك.

وتضع المعارك حياة نحو 20 مليون شخص على المحك، وهم معظم سكان اليمن الذين يعيشون في الجزء الذي يسيطر عليه الحوثيون من البلاد، ويعتمد معظمهم على المساعدات الإنسانية. وحذرت وكالات الإغاثة من أن ما يصل إلى 250 ألف شخص قد يواجهون المجاعة إذا تفاقمت الأزمة.

وتشير أحدث التقارير من خط المواجهة إلى موقف فوضوي. وتواصل القوات التي تقودها الإمارات السيطرة على مطار الحديدة على أطراف المدينة، إلا أن مقاتلي الحوثيين يتحصنون في الضواحي المجاورة.

ووفقا لتقرير فيديو لمراسل الشرق الأوسط في «لندن تايمز»، رأى مسؤولو الإمارات في البداية أن عملية الحديدة ستستمر لـ 6 أسابيع. واستغرقت عملية الاستيلاء على المطار أسبوعا، مما يعني أن 5 أسابيع أخرى من القتال قد تأجلت الآن بسبب التوقف الحالي.

ويعتبر التحدي الذي تواجهه دولة الإمارات، بافتراض عدم وجود تنازلات من الحوثيين، هو التقدم نحو البحر الأحمر، إما للاستيلاء على ميناء «الحديدة»، الذي يقع على الجانب الشمالي من المدينة، أو قطع الطريق الداخلي نحو العاصمة.

غياب سعودي

ويختلف الواقع غالبا عما نراه.  وتدور الأحداث والتعقيدات في الإمارات، التي وصفها وزير الدفاع الأمريكي «جيمس ماتيس»، بـ «اسبرطة الصغيرة». وتتمتع الإمارات بمستوى أكثر دقة من الكفاءة، حيث لا يزال أداؤها أفضل من أداء الجيش السعودي، حليف الإمارات في اليمن. وبشكل تقليدي، تواجه قوات الحوثي تحالفا «بقيادة سعودية»، رغم أن القوات السعودية، بخلاف الضربات الجوية ذات الدقة المشكوك فيها، غائبة على ما يبدو في العملية الحالية.

ولا يبدو أننا على أعتاب أي حل للأزمة اليمنية. ويبدو أن الإمارات والسعودية تواصلان مطلبهما بإجبار الحوثيين على الخروج من العاصمة، والعودة إلى معقلهم التقليدي في «صعدة»، في التلال الواقعة إلى الشمال.

وفي غضون ذلك، ما زال البعد الإيراني يلوح في الأفق. ويوم الأحد الماضي، أبلغت السعودية عن صواريخ أخرى استهدفت الرياض، تم إطلاقها من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون. وكانت الصواريخ إما إيرانية أو إيرانية معدلة، وهي أسلحة حصل عليها الحوثيون من إيران أو استولى عليها الحوثيون عندما أخذوا «صنعاء» لأول مرة. وقد يكون حطام القذائف الذي سقط في الحي الدبلوماسي في العاصمة السعودية، ناتجا عن صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ، التي توفرها الولايات المتحدة، والتي تسقط على الأرض. (ينص البروتوكول الأمريكي على إطلاق صاروخ باتريوت لكل صاروخ قادم، لكن السعوديين قد أطلقوا 5 صواريخ باتريوت لكل صاروخ حوثي).

ولكن، إلى أين تتجه الحرب في اليمن، وماذا يمكن أن تفعل الولايات المتحدة لحلها؟ لقد بدأت الحرب كمواجهة إقليمية، نتيجة للتدخل السعودي، الذي تم اعتباره اندفاعا. وتحولت الآن إلى «عاصفة كاملة»، تضم الخصوم الإقليميين، السعودية والإمارات وإيران.

ولمخاوف واشنطن بعدان؛ فالكونغرس قلق بشأن الذخائر الأمريكية التي تتسبب في سقوط ضحايا من المدنيين، في حين ترغب إدارة «ترامب» في دعم حلفائها السعوديين والإماراتيين.

وتشتمل النهاية المطلوبة للأزمة على العديد من العناصر الحاسمة، مثل تأمين حدزد الزاوية الجنوبية الغربية من شبه الجزيرة العربية، ونهاية التدخل الإيراني، وتخفيف الوضع الإنساني.

ويقود المبعوث الخاص للأمم المتحدة «غريفيث» محاولة تضييق الخلافات، ولكن لا ينبغي لأحد أن يرفع من التوقعات بأنه سينجح في أي وقت قريب.

  كلمات مفتاحية

حرب اليمن ميناء الحديدة الإمارات السعودية الحوثيين