يتوقع محققون، أن رجل العصابات الفرنسي ذي الأصول الجزائرية «رضوان فايد»، الذي تمكن من الهرب الأحد، من سجنه، بطريقة هوليوودية، قد يكون «متنكراً في زي يهودي أرثوذكسي وفي طريقه لـ(إسرائيل)».

وقالت مصادر فرنسية، إن «فايد لن يستطيع البقاء في حالة فرار داخل أوروبا، فيما ستكون (إسرائيل) وجهة سهلة له بسبب علاقاته مع جماعات إسرائيلية»، وفقا لصحيفة «إيفنينغ ستاندرد» البريطانية.

وقالت الصحيفة إن «فايد»، الذي يلقب بـ«اللص الذكي»، يتحدث العبرية، كان قد عبّر في مذكراته، التي نشرها في 2010 عن رغبته في العيش داخل (إسرائيل)، وأن التنكر في زي يهودي أرثوذكسي، ستكون الطريقة المثلى للفرار من الشرطة.

وذكرت الصحيفة، أن «فايد» عندما تمكن من الهروب، في 2013 من سجن «سيكويدان» (شمال)، سعى للحصول على وثائق مزورة للوصول إلى (إسرائيل)، لكن تم اعتقاله في فندق في فرنسا بعد ثلاثة أسابيع من فراره.

وتمكن «فايد»، من الهروب، الأحد الماضي، من سجنه بعد اقتحام السجن الذي كان موجودا فيه بطائرة مروحية شرق فرنسا، كان على متنها أشخاص مدججون بالسلاح، ودخلوا إلى العنبر الذي كان يقبع به، وأخرجوه منه، واصطحبوه إلى متن الطائرة دون تسجيل أي إصابات ودون احتجاز أي شخص على مستوى السجن الموجود في منطقة «سان إي مارن».

وقالت تقارير إعلامية فرنسية، إن الطائرة المروحية حطت بساحة السجن في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف تقريبا، نزل منها ثلاثة أشخاص مدججين بالسلاح، واقتحموا السجن من أجل تهريب «فايد»، الذي كان يقضي عقوبة بالسجن لمدة 25 سنة، بسبب الحكم عليه في عدة قضايا اعتداء وسرقة.

ولفتت التقارير إلى أن الرجال المسلحين أخذوا معهم السجين، وامتطوا المروحية التي حلقت مبتعدة عن السجن، مشيرة إلى أن العملية تمت دون إراقة دماء، ولا حتى دون عملية احتجاز لرهائن.

فيما قالت إذاعة «آر تي آل» الفرنسية، إن المروحية التي استعملت لتهريب «فايد» تم العثور عليها في منطقة غوناس التابعة لإقليم «فال دواز»، وأنه بعد التحقيق مع قائدها أكد أنه لا دخل له في عملية تهريب السجين، وأنه هو نفسه تعرض إلى اختطاف من طرف المسلحين الذين أجبروه على مساعدتهم في إنجاز هذه العملية على الطريقة الهوليوودية.

وقالت وزيرة العدل الفرنسية «نيكول بيلوبيه»، إن معاوني «الفايد» الثلاثة كانوا أشبه بوحدة كوماندوز مدربين بصورة جيدة، كما رجحت استخدامهم طائرات بدون طيار لمراقبة المنطقة قبل تنفيذ عملية الهروب التي تمت على الطريقة الهوليوودية.

وسارعت السلطات الأمنية الفرنسية إلى إطلاق عملية بحث وتحر للوصول إلى السجين الهارب، إذ تم فتح تحقيق على مستوى محكمة باريس حول قضية تهريب سجين عن طريق عصابة منظمة.

والهارب «رضوان فايد»، البالغ من العمر 46 عامًا، سبق له الهروب سنة 2013 من سجن «سيكويدان» (شمال)، باستخدام متفجرات، لتتمكن قوات الأمن الفرنسية من إلقاء القبض عليه بعد 3 أسابيع من فراره.

وحكم على «فايد» بالسجن النافذ لمدة 25 عاما، بسبب ضلوعه في عملية سرقة تم إحباطها في مايو/أيار 2010، والتي سقطت فيها شرطية، واعتبر «فايد» قائد عملية السرقة هذه.

وأمضى «فايد» عشر سنوات في السجن حتى عام 2009، عندما أفرجت السلطات عنه ووضعته قيد المراقبة ثم أقنع مراقبيه بأنه تغير.

وزادت شهرته منذ ذلك الحين بعد ظهوره في عدة برامج تليفزيونية وإصداره كتبا تحكي عن تاريخه وتحوله إلى مجرم في ضواحي باريس.