استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

مسألتان أمام أوروبا حول الهجرة

الأربعاء 4 يوليو 2018 07:07 ص

في السجال الدائر داخل الدول الأوروبية، وفيما بينها، حول قضية اللاجئين، الذين ازداد تدفقهم إليها في السنوات الأخيرة، لا تواجه أوروبا مسألة اللاجئين وطريقة التعامل معها فحسب، وإنما تواجه، وربما قبل ذلك، نفسها.

لقد تفاقمت، بالفعل، مسألة اللاجئين إلى البلدان الأوروبية، وتحولت إلى قضية داخلية معقدة، سواء في البلدان التي تستقبل الهجرة، أو تلك التي تغلق الأبواب بعناد في وجهها، حتى لو استدعى الأمر إعادة من أتوا إليها، لاجئين، بالقوة، من حيث أتوا، أو حملهم على مغادرة أراضيها نحو بلدان أوروبية أخرى، أكثر مرونة وتسامحاً معهم.

بل إن قضية اللاجئين، وطريقة التعاطي معها أصبحتا عاملين فاعلين وضاغطين في الانتخابات التشريعية التي تجري في هذه البلدان، إذ تحوّل الموقف المتشدد إزاء اللاجئين، الذي قد يبلغ في بعض صوره حد العنصرية، إلى موجة، عليها صعدت أحزاب اليمين المتطرف، لتصل إلى السلطة، أو تكون على مشارف الوصول إليها، فيما تراجعت أسهم الزعماء الذين أبدوا شيئاً من المرونة في التعامل مع القضية، على نحو ما جرى للمستشارة الألمانية ميركل.

ميركل، بالذات، هي من حمل في قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة التي خصصت لبحث الهجرة، راية أن تتقاسم الدول الأوروبية تحمل عبء اللاجئين المتدفقين إليها من كل حدب، فلا يصح أن يلقى العبء كاملاً على دول بعينها، كانت ألمانيا في مقدمتها، فيما تتهرب دول أخرى من تحمل ولو القليل من هذا العبء.

وطرحت ميركل ومن شاطرها الرأي الأمر على النحو التالي: كيف يصح للدول الأوروبية، خاصة حديثة العهد في الانضمام للاتحاد الأوروبي، أن تنعم بامتيازات هذه العضوية، فيما تتنصل من مسؤولية المشاركة فيما يواجهه الاتحاد من تحديات، قضية اللاجئين هي أبرزها اليوم.

سعت القمة الأوروبية حول الهجرة إلى إيجاد مخارج تخفف من العبء، بينها إشراك بعض الدول الإفريقية في استيعاب المهاجرين، على أن تتولى أوروبا مساعدة هذه الدول، مالياً، كي تقوم بذلك، لكنّ هناك مسألتين كان على هذه القمة أن تقف أمامهما بتأنٍ ومسؤولية أكبر.

تبرز الأولى، في حقيقة أن «المناحة» الأوروبية حول ضغط الهجرة عليها، تغفل، بتعمد، العبء الواقع على البلدان العربية التي تستوعب أضعاف أعداد اللاجئين إلى أوروبا، والسوريون منهم خاصة، كما هو حال لبنان والأردن.

أما المسألة الثانية، والأهم، فهي ضرورة أن يواجه الغرب نفسه بمسؤوليته، عما آلت إليه أحوال البلدان المصدرة للهجرة، بسبب السياسات الخاطئة، التي أدت إلى تفكيك دول وإشعال الحروب فيها، ما أدى إلى شيوع الفوضى المدمرة التي كان في إمكان أوروبا، والغرب عامة، تفاديها باتباع سياسات أكثر حكمة وبعد نظر، لو أنهم انتبهوا إلى أن ما يفصل بينهم وبين هذه البلدان ليس أكثر من بحرٍ يُقطع في ساعات.

- د. حسن مدن، كاتب من البحرين.

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

أوروبا المهاجرون العنصرية أنغيلا ميركل أحزاب اليمين المتطرف الاتحاد الأوروبي اللاجئون