نجل «بوضياف» منتقدا ترسيخ الفساد: «بوتفليقة» مغلوب على أمره

الخميس 5 يوليو 2018 08:07 ص

قال «ناصر» نجل الرئيس الجزائري الراحل «محمد بوضياف» الذي أعلن نيته الترشح لانتخابات الرئاسة الجزائرية المقررة منتصف العام المقبل، إن الرئيس «عبدالعزيز بوتفليقة»، «مغلوب على أمره»، لافتا إلى أن «عصابة حوله تضغط عليه للبقاء في الحكم لمصلحتهم في نهب ثروات البلاد».

وأعرب «ناصر بوضياف»، عن ثقته في إمكانية تحقيق نتائج جيدة سواء ترشح «بوتفليقة» أم لا، وفقا لما نقلته عنه «د ب أ».

ومن المقرر أن تجرى انتخابات الرئاسة الجزائرية في أبريل/نيسان 2019، وسط جدل حول استمرار «بوتفليقة» في قيادة البلاد، خاصة في ظل وضعه الصحي الحالي، حيث لم يعد الرئيس الجزائري يستطيع التحرك دون كرسي متحرك، وأصبح ظهوره نادرا جدا، لكن وجود خليفة له أصبح أمرا صعبا في ظل غياب التوافق السياسي على شخصية تخلفه.

عصابة فساد

وأضاف «بوضياف»: «أنا لا أوجه إهانات لبوتفليقة، فقد قام بدور وطني وله فضل على الجزائر (…) وهو بالأساس مناضل ومجاهد كبير، ولكن العمر تقدم به كثيراً، إنه الآن 82 عاماً، ومن الأفضل أن يستريح».

وتابع: «برأيي، إذا ما ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة فإنه سيكون مغلوباً على أمره (…) هناك عصابة محيطة به وتضغط عليه من أجل البقاء بالحكم، وهذا كله بهدف أن تستمر في نهب ثروات وخيرات الجزائر».

واستطرد «ناصر بوضياف»: «أشعر أنه لولا هذه العصابة، ولولا المرض الملم بالرجل شفاه الله، لسلم السلطة لجيل الاستقلال».

وزاد: «نحن لا نتكلم عن شخص أو اثنين أو ثلاثة، إنها عصابة معروفة متشعبة الأطراف (…) مسؤولون بمستويات قيادية عدة ورجال أعمال بارزون، والجميع بالإعلام والشارع يتحدثون عنهم، ومن ثم فلا داع لتحديدهم».

وانتقد «بوضياف» (63 عاماً) بشدة المناشدات الموجهة لـ«بوتفليقة» للترشح مجدداً من قبل كبار المسؤولين ورؤساء أحزاب الموالاة والنقابات الرسمية والروابط الممولة من طرف الدولة، معتبراً إياها «جزءاً لا يتجزأ من مخطط الاستفادة من بقاء الرجل بموقعه».

وقال: «كل من يطالب بالعهدة الخامسة لا يهدف إلا لتأمين مصالح خاصة به في الدولة، لا مصلحة الجزائر ولا حتى بوتفليقة نفسه (…) لو كان هؤلاء يخافون الله لما فعلوا ذلك».

وأضاف المرشح الرئاسي المحتمل: «بوتفليقة كبير بالسن ومريض ولا يتكلم (…) إنه لم يخاطب شعبه منذ عام 2012، أي منذ ست سنوات تقريباً، فهل هذا مقبول من رئيس دولة؟».

وتعرض «بوتفليقة» (82 عاما) لجلطة دماغية في أبريل/نيسان 2013، أفقدته القدرة على الحركة وحتى إلقاء خطابات على مواطنيه، رغم أنه يظهر في التليفزيون الحكومي بشكل مستمر، وهو يستقبل مسؤولين في الدولة وضيوفا أجانب.

 

 

 

 

وتابع المرشح الرئاسي المحتمل: «اتركوه يرتاح، الجزائر بها الكثير من الرجال الأكفاء (…) المدافعون بضراوة عن العهدة الخامسة ربما يتخوفون من أن يأتي رئيس جديد يخلص الجزائر وأهلها، وعندئذ قد يتعرضون للمحاسبة».

وزاد: «لذلك يتحدثون كثيراً ويحاولون إخافة الناس بالحديث المتكرر عن محاولات لتخريب البلاد ووجود أياد خارجية».

وشدد «بوضياف»، على أن الهدف الرئيسي من ترشحه هو إنقاذ الجزائر مما آلت إليه أوضاعها، وقال: «البلاد تعيش أوضاعاً بالغة الصعوبة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، رغم كل ما تتمتع به من ثروات طبيعية وبشرية ومساحة واسعة».

وأضاف: «المشكلة بالجزائر هي سوء التدبير لا قلة الإمكانيات وحان الوقت لنغير ذلك».

وتابع: «لا أقول إن بوتفليقة أو غيره مسؤول مسؤولية منفردة عن تدهور أوضاع الجزائر لهذا الحد».

واستطرد: «برأيي، كافة المسؤولين وعلى كل المستويات وعلى مدار السنوات، مشاركون في المسؤولية عما حدث».

الشعب هو الحكم

واستنكر «بوضياف» بشدة انتقادات البعض لقراره الترشح للرئاسة نظراً لكونه لا يتمتع بسابق ممارسة أو خبرة في المجال السياسي، واعتماده المطلق على اسم والده، الذي تم اغتياله عام 1992، ورصيده السياسي والشعبي.

وقال: «ليس من الضروري أن أكون منخرطاً بقوة في العمل السياسي أو أن يكون لي علاقات بدوائر صنع القرار كي أترشح (…) أنا مواطن جزائري حر ونزيه. وأعتزم طرح برنامجي وأعول على اقتناع الجزائريين به من أجل تأييدي».

وأضاف: «أصوات الشعب هي القادرة فعلياً على إيصالي للسلطة».

 

 

 

 

وتابع: «الناس يعرفونني ويعرفون نزاهتي، كما عرفوا من قبل أبي ونزاهته ونضاله (…) ترشحنا هو مشروع وطني قمنا بدراسته على مدار عام مع أصدقاء ومؤيدين لنا من المخلصين لهذا الوطن، والراغبين في تجديد دمائه من القاعدة لهرم السلطة».

واستنكر «بوضياف»، وصف البعض له بكونه «أرنباً جديداً من أرانب الرئاسيات»، أي المنافسين الذين يلجأ لهم النظام لإكمال الصورة المطلوبة للانتخابات وتصوير الأمر على أن هناك تنافس مع «بوتفليقة» أمام الرأي العام الدولي.

وقال: «الكلام لا تُدفع عليه أموال، ومن يقولون ذلك سياسيون لا يريدون التغيير، وهؤلاء هم من أوصلوا الجزائر للهاوية».

وأضاف: «سندخل الانتخابات ولا نعلم بطبيعة الحال ما هي النتائج التي سنحصل عليه، ولكن نعتقد أنه لو جرت انتخابات نزيهة فإن نتائجنا ستكون جيدة».

وتابع:: «حلمي تخليص بلدنا من هذا النظام الفاسد، ومن جذوره، حيث إننا نملك الحلول في تحقيق العدالة ورفع مستوى العلم والنهوض بالاقتصاد الوطني وتحقيق الديمقراطية الحقيقية وإرجاع حق كل الشعب الجزائري وجعله هو السيد الأول في هذا الوطن».

وأبدى «بوضياف» ثقة كبيرة في جمع التوقيعات المطلوبة دستورياً لترشحه للرئاسة، وعددها 60 ألف توقيع، مستبعداً بدرجة كبيرة قيامه بالتنسيق مع أي من الأحزاب.

وقال: «مع فتح باب الترشح، سنبدأ مباشرة بجمع التوقيعات اللازمة، نحن نمد أيدينا للجميع، ولكننا لا نميل للتنسيق مع الأحزاب بما فيها المعارضة».

وأضاف: «نميل أكثر للتعويل على الشعب، فالشعب يريد التغيير ويريد شخصاً من خارج صفوف النخبة السياسية برمتها».

 

 

 

 

ووصل «بوتفليقة» إلى الحكم في أبريل/نيسان 1999، خلفاً للرئيس «اليامين زروال»، ثم أعيد انتخابه في 2004 لولاية ثانية.

وكان يفترض أن يغادر السلطة في 2009، باعتبار أن الدستور لا يسمح إلا بولايتين، لكنه غير الدستور للترشح لولاية ثالثة ثم رابعة.

واعتبرت أحزاب في المعارضة، أن ترشحه لولاية رابعة في 2014، كان «غير دستوري»، لأنه «غير مؤهل من الناحية الصحية»، خاصة أن رئيس الجمهورية يتمتع بصلاحيات واسعة تتطلب مجهوداً كبيراً للقيام بها، لكن مؤيديه يقولون إنه رغم وضعه الصحي الصعب «يتابع كل شؤون الدولة».

ولخوض غمار الانتخابات وبناء برنامج سياسي واقتصادي كفيل بإقناع الناس، أسس «ناصر بوضياف»، في 2017، حركة سياسة اسمها «الجزائر قبل كل شيء»، وهدفه هو كسب دعم الجزائريين الذين لا يعرفون الكثير عن والده عدا كونه اغتيل بعد ستة أشهر فقط من عودته من المنفى بالمغرب حيث قضى 30 عاما تقريبا.

ويسعى «بوضياف»، دون هوادة لكشف الحقيقة عن مقتل والده منذ 26 عاما، حيث اتهم في مرات عديدة مسؤولين عسكريين وسياسيين كبار في الجزائر بالوقوف وراء هذه العملية.

لكن بالنسبة للعدالة الجزائرية، فإن مدبر اغتيال «محمد بوضياف»، هو الملازم «بومعرافي» الذي لا يزال في السجن.

ويعتبر «محمد بوضياف» من أبرز الشخصيات التاريخية الجزائرية، إذ كان من بين مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» رفقة «عبان رمضان» و«أيت أحمد» و«كريم بلقاسم»، وأخرين رفعوا السلاح ضد المستعمر الفرنسي في 1954.

لكن بعد مرور سنة من الاستقلال أي في 1963، غادر الجزائر ليعيش في المنفى بالمغرب بعد أن انتقد سياسة الرئيسين السابقين «بن بلة» و«بومدين».

ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الجزائرية، يتوقع أن يرتفع عدد المرشحين، في حين لا يزال الغموض يكتنف الولاية الخامسة لـ«بوتفليقة» التي أعلنت شخصيات عديدة اعتراضها عليها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ناصر بوضياف بوتفليقة رئاسيات الجزائر الجزائر فساد عصابة