شرعت الولايات المتحدة في بناء قنصلية على مساحة ضخمة في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق بتكلفة قاربت 600 مليون دولار.

وحسب ما أفادت به وسائل إعلام كردية بالعراق، سيتم بناء تلك القنصلية على الطريق الدولي في أربيل، وعلى مساحة تبلغ 200 ألف متر مربع، لتكون واحدة من أكبر القنصليات الأمريكية في العالم على الطريق الدولي في أربيل.

وحضر السفير الأمريكي في العراق «دوغلاس سليمان»، الجمعة، حفل تأسيس القنصلية مع رئيس وزراء إقليم كردستان العراق «نيجيرفان بارزاني».

وقال «بارزاني»، في تصريح له، إن علاقات إقليم كردستان العراق مع واشنطن باتت شديدة الأهمية، لا سيما بعد عام 2003، بعد الاجتياح الأمريكي للعراق؛ حيث بات الإقليم يتمتع بحكم شبه مستقل عن بغداد منذ ذلك الوقت.

كانت الولايات المتحدة عام 1991 طرفا رئيسا عندما حصلت الهجرة الجماعية للأكراد، وأنشأت منطقة حظر جوي فوق محافظات الإقليم.

وأضاف «بارزاني» أن المساعدات الأمريكية ساهمت في القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية»، مضيفا: «لولا تلك المساعدات لما استطعنا القضاء على هذا التنظيم».

ومن المرجح أن تؤدي الخطوة إلى مزيد من التوتر بين أربيل وطهران، التي تعتبر النفوذ الأمريكي المتصاعد في الإقليم المجاور لها خطرا كبيرا، خصوصاً بعد فتح سلطات الإقليم ثلاثة مواقع عسكرية للجيشين الأمريكي والبريطاني داخل أربيل ومحافظة دهوك، بعضها لا يبعد أكثر من 90 كم عن الحدود مع إيران.

كان قائد «الحرس الثوري» في محافظة كردستان بإيران، «محمد حسين رجبي»، انتقد في تصريحات سابقة، وجود أكثر من 30 قنصلية وممثلية أجنبية في أربيل، واعتبر ذلك غير طبيعي.

ولفت إلى أن «غالبية القنصليات الموجودة في أربيل تعمل في مجال الاستخبارات».

واتهم «رجبي» قنصلية السعودية في أربيل -على وجه الخصوص- بـ«محاولة خلق المشاكل في إيران»، وقال: «يجب إغلاقها على اعتبار أن شعب كردستان العراق ليس بحاجة إليها»، حسب تعبيره.

وتحتفظ الولايات المتحدة بقاعدة عسكرية كبيرة لها في إقليم كردستان، تنسق هجماتها ضد قواعد تنظيم «الدولة الإسلامية»، في مناطق عراقية مختلفة، إضافة إلى موقعين عسكريين صغيرين في أربيل ودهوك.

وافتتحت واشنطن مكتب تمثيل دبلوماسي لها في أربيل للمرة الأولى في 2007، وبعد 4 سنوات تم تطويره إلى قنصلية.

وستكون القنصلية الأمريكية الجديدة في أربيل بعد اكتمال إنشائها، ثاني أكبر ممثلية لها في العراق بعد السفارة في بغداد، التي افتتحتها عام 2009 على مساحة 420 ألف متر مربع، وهي السفارة الأكبر من حيث الحجم للولايات المتحدة في العالم.