غزة ستتحول لسجن أكثر تطورا ومصر سجانها الجديد

الجمعة 6 يوليو 2018 08:07 ص

قال الكاتب البريطاني «جوناثان كوك» إن الملامح النهائية لـ«صفقة القرن» تبلورت بشكل واضح؛ حيث «ستحول غزة إلى سجن أكثر تطورا وإنسانية»، تحت رهن إشارة (إسرائيل) دون أن تتحمل الأخيرة أية مسؤولية أو لوم، وستكون مصر هي السجان الجديد، بدلا من السلطة الفلسطينية.

وأضاف، في مقال له بموقع «ميدل إيست آي» البريطاني، أن «صفقة القرن» تتلخص في بناء مشروعات للبنية التحتية لقطاع غزة خارج القطاع؛ أي في شمال سيناء، لتوفير الكهرباء والمياه والوظائف والميناء والمطار والمناطق الصناعية ومنطقة للتجارة الحرة لسكان القطاع، وتشجيع الغزاويين الذين سيعملون شمال سيناء للاستقرار نهائيا هناك، وذلك لحل مشكلة البطالة واللاجئين وأمن (إسرائيل)، حسب ما ترجمه موقع «الجزيرة نت».

وأشار إلى أنه من شأن هذه الخطة أن تفيد مصر بتوفير وظائف لجزء من سكانها بعد أن استفادت بالحصول على مليارات الدولارات من بعض دول الخليج، وأن تفيد (إسرائيل) باستمرار حصار غزة دون مشاركتها فيه، وإجهاض أي حلم للفلسطينيين بإقامة دولة فلسطينية؛ لأن غزة وسيناء ستكونان تحت إدارة مصر أو قيودها، وسيبتعد قطاع غزة ومنظماته السياسية عن الضفة الغربية؛ ليصبح «محمود عباس» وسلطته لا شرعية لهم لتمثيل الفلسطينيين.

وقال «كوك» إنه من المهم فهم أن «خطة سيناء» وجدت دعما قويا من المؤسسة السياسية الأمريكية طوال السنوات العشر الماضية، مشيرا إلى أن أمريكا و(إسرائيل) حاولتا قبل 4 سنوات أن تضغطا بقوة على مصر لفتح سيناء أمام سكان غزة.

وأوضح أن الرئيس المصري السابق «محمد مرسي» بعث وفدا من حكومته إلى واشنطن عام 2012؛ حيث اقترح عليه الأمريكيون أن تتنازل مصر عن ثلث شبه جزيرة سيناء لصالح غزة خلال مرحلتين لأربع أو خمس سنوات، لكنه رفض.

ويبدو أن الرئيس المصري الحالي «عبد الفتاح السيسي» يخضع للضغوط نفسها في الوقت الراهن، ولا تشير تطورات الأحداث وتسارعها إلى أنه يرفض، على الأقل بقوة.

وأضاف: «قبل أربع سنوات ظهرت شكوك بأن السيسي أوشك على الاستسلام؛ إذ أعلن محمود عباس في مقابلة مع التلفزيون المصري آنذاك أن خطة سيناء التي تتبناها إسرائيل قد تم -للأسف- الموافقة عليها».

وتابع «عباس»، حينها: «ولا تسألوني أكثر عن هذا الموضوع».

واعتبر «كوك» أن «السيسي» حاليا في وضع أضعف مما كان عليه قبل 4 سنوات؛ لأن دولا خليجية مهمة تدعم الآن «خطة سيناء»، الأمر الذي لم يكن متوفرا عام 2014، كما أن قطاع غزة أصبح الآن في حال أسوأ بما لا يقارن آنذاك.

وأشار إلى أن تنازل «السيسي» عن جزيرتي «تيران» و«صنافير» بخليج العقبة للسعودية، والذي قال عنه الخبراء إن الهدف منه هو تعزيز الأمن والتعاون الاستخباراتي بين (إسرائيل) والسعودية ومصر في مواجهة «الإسلاميين المسلحين» في سيناء، يعتبر حاليا كأنه التمهيد لتنفيذ خطة سيناء.

وفي يونيو/حزيران الماضي، نشرت صحيفة «هآرتس» العبرية تقريرا أشارت فيه إلى خطة أمريكية جرى الاتفاق عليها مع أطراف خليجية وعربية مؤخرا، تقضي بإقامة مشروعات اقتصادية لصالح غزة بملايين الدولارات يدفعها الطرف الخليجي.

وأضافت أن أحد الخيارات التي تتم مناقشتها هو إقامة مشروع متطور للطاقة الشمسية، سيتم تشييده بالقرب من مدينة العريش المصرية، شمالي سيناء.

ومن بين المشاريع طويلة المدى لخدمة غزة، وفقا لـ«هآرتس»، سيتم بناء ميناء في شمال سيناء، ومحطة ضخمة لتوليد الكهرباء، ومحطة لتحلية المياه، على أن تكون تلك المشاريع في أقرب نقطة من القطاع داخل الأراضي المصرية، وأن يتم توظيف فلسطينيين من غزة بها، وهو ما سيوفر الآلاف من فرص العمل.

  كلمات مفتاحية

مصر غزة إسرائيل سيناء صفقة القرن السيسي