استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

صفقة القرن بين واشنطن وتل أبيب: التمهيد في الأردن.. ثم يتقاطر العرب

الجمعة 6 يوليو 2018 09:07 ص

صفقة القرن بين واشنطن وتل أبيب: التمهيد في الأردن .. ثم يتقاطر العرب!

يستعجل العدو الإسرائيلي إنجاز صيغة تحالف ما مع المملكة العربية السعودية بشخص ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، شريك مشروعه التحديثي في شبه الجزيرة العربية عموماً والسعودية خصوصاً بعنوان "رؤية 2030".

كان لا بد من استدراج الملك الهاشمي عبد الله بن الحسين إلى هذا المشروع. وهكذا تم "ترتيب" انتفاضة شعبية في شوارع عمان، كان فيها المتظاهرون "رفاق سلاح" لرجال الشرطة والجيش، فلعبوا مباريات ودية، على هامش المونديال، ارتفعت فيها الأيدي والأصوات المحتجة من دون أن تشهد إطلاق رصاصة واحدة أو سقوط "شهيد" واحد.

بعد ذلك عقد الأميران المحمدان قمة في مكة المكرمة، استُدعى اليها أمير الكويت الداهية الشيخ صباح الأحمد الصباح، ثم الملك عبد الله الهاشمي.. واستمع الثلاثة إلى عرض حال المملكة وتناقص دخلها وتفاقم عجزها المالي نتيجة أزمة اللجوء السوري، وانخفاض سعر الفوسفات وكساد السياحة على شواطئ البحر الميت.

قرر الأمير والشيخ تقديم قرض للملك بسندات خزينة، ثم أحالاه إلى أمير الكويت الذي وعده بمساعدة قيمتها مليار دولار مقسّطة على عشر سنوات.. وعاد الملك عبدالله إلى عمان فغير حكومته، وبدأ إجراءات الحد من الإنفاق (ما عدا حصة الملكة).

فور عودته، وصل إلى عمان فجأة رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فاستقبله الملك عبد الله، علناً.. وقيل أن الأمير محمد سلمان وصل سراً، وأن الثلاثة عقدوا اجتماعاً مطولاً شارك فيه الشيخ محمد بن زايد.. وقد شاركهم اللقاء ممثل للحكومة المصرية.

وسواء أصحت أخبار هذا اللقاء الثلاثي أو الرباعي أم أنها كانت مجرد شائعات، فالتنسيق قائم بين مملكة الصمت والذهب وبين دولة العدوان، إسرائيل. كذلك فان وزارة خارجية العدو أعلنت مؤخراً انها ستفتح قريباً قنصلية في دبي، إيذاناَ بمباشرة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.

على هذا، فلم يكن سماح السعودية لشركة الطيران الإسرائيلية بعبور أجوائها في رحلاتها إلى الهند ومنها، ومعها كذلك شركة الطيران الهندية، أمراً نافراً واستثنائياً، بل هو "خبر عادي".

لكن التطورات العسكرية على الحدود الأردنية ــ السورية هي ما يشغل بال الجميع الآن.. وإذا كان الأردن لا يقدر أو لا يريد أن يستمر في تجاهل الأوضاع على حدوده مع سوريا، فإن انهيار جبهة المعارضة المسلحة قد ألزمته بتجديد التواصل مع دمشق، خصوصاً وان الأميركيين قد أداروا وجوههم إلى الناحية الأخرى. فلم ينتبهوا إلى تقدم جيش النظام السوري على الأرض لاستعادة السيطرة على حوران والتقدم لحصار درعا..

*  *  *

الحديث يدور الآن، مع تجليات عصر ترامب، عن "صفقة القرن".

و"صفقة القرن" التي كان من عناوينها اعتراف ترامب بالقدس "عاصمة لدولة اسرائيل" ونقل سفارته اليها، طالباً من بعض أتباعه في أميركا اللاتينية وبعض الدول الصغرى أن يقتدوا بواشنطن فينقلوا سفاراتهم إلى القدس، بما يعني طي صفحة القضية الفلسطينية وتركها تذهب إلى النسيان.

ولا شك أن لبعض العرب دوراً في صفقة القرن هذه. ومؤكد أنه سيكون لملك الأردن الحالي، ما كان لجده الأمير عبد الله الذي جعلته نكبة فلسطين ملكاً، دور في هذه الصفقة. ويجري الحديث أيضاً عن دور لمصر، يتمثل في التنازل عن بعض أرضها في صحراء سيناء ليقام عليها "مشروع الدولة الفلسطينية" العتيدة..

هل انقرض العرب؟

هل سقطت ركائز وحدتهم، أو اتحادهم، أو حتى تضامنهم في وجه عدوهم الإسرائيلي المعزز بالدعم الأميركي المفتوح على عالم عربي ينقسم إلى حد الإقتتال أو التخاصم أو التباعد، إلى حد التحالف مع العدو "نكاية" بالأخوة الذين باتوا أعداء، في حين صار العدو الأصلي والوحيد، إسرائيل، صديقاً وحليفاً وشريكاً في صنع المستقبل؟

إن عصراً جديداً يطل على "العرب" فاذا هم ينكرون أنفسهم، فيعودون قبائل ببطون وأفخاذ، تصطرع على الكلأ، الذي يمكن الآن تسميته "النفط" أو "الغاز". والثروات الخرافية تزيغ الأبصار، فيصير العدو صديقاً حميماً، بينما يتحول الأخ الشقيق إلى حاسد، يعترض على إرادة الله الذي كان ويبقى مقسم الأرزاق بين عبيده.

والحمد لله من قبل ومن بعد..

* طلال سلمان كاتب صحفي قومي مخضرم، مؤسس ورئيس تحرير "السفير" البيروتية.

المصدر | الشروق المصرية

  كلمات مفتاحية

الاحتلال الاسرائيلي القضية الفلسطينية محمد بن سلمان محمد بن زايد النفط والغاز الأردن محمد كوثراني

غرينبلات: صفقة القرن تهدف إلى إنهاء وجود حماس والجهاد