«ميديا بارت»: حصار قطر خطأ فادح.. والدوحة صارت أقوى

السبت 7 يوليو 2018 01:07 ص

ذكر تقرير صحفي فرنسي حديث أن القرار الذي اتخذته السعودية والإمارات بخنق وعزل وحصار قطر كان خطأ استراتيجيا فادحا، مؤكدا أن الدوحة باتت أقوى بعد عام من ذلك الحصار.

وأوضح التقرير الذي نشره موقع «ميديا باريت» الفرنسي، المتخصص في التقارير الاستقصائية والتحليلات، أن حصار قطر دفع الدوحة إلى انتفاضة تنموية إجبارية، حيث أطلقت الحكومة القطرية خطة زراعية واسعة تتمثل في إنشاء مزارع في منطقة الصحراء، حيث أصبحت قطر قادرة اليوم على إنتاج نصف احتياجاتها من الحليب ومشتقاته واللحوم والأسماك، وذلك بعد أن كانت تنتج فقط 1% من احتياجاتها من الغذاء قبل بدء الحصار، وهي اليوم تهدف إلى تحقيق 90% من الاكتفاء الذاتي ابتداء من عام 2019.

وقال إن ثروة قطر الغازية الضخمة ستكفل لها المضي قدما في هذه الخطط التنموية بفاعلية، ومن ثم تجاوز آثار الحصار تماما، بحسب ترجمة «القدس العربي».

ولفت «ميديا بارت» إلى أن قطر تخطط لزيادة صادراتها الغازية من 77 إلى 100 مليون طن في الفترة ما بين 2022 و2024، وهو الأمر الذي يشكل فرصة للبلدان التي تطمح إلى استخدام الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الفحم والنفط، بما يشكل حافزا إضافيا لهم لتجاهل ضغوطات دول الحصار النفطية، لدفعهم بعيدا عن قطر.

وتابع الموقع الفرنسي القول إن قطر، وحتى لا تجد نفسها معزولة ومهددة أكثر، شرعت في سياسة شراء الأسلحة بهدف حماية ترابها الوطني من أي عدوان محتمل، حيث عززت ترسانتها العسكرية الدفاعية بـ36 طائرة «إف-15» أمريكية الصنع، و24 طائرة بريطانية من طراز «تايفون»، و12 طائرة «رافال» فرنسية، مع احتمال وصولها إلى 36 إضافية، بالإضافة إلى معدات وتجهيزات عسكرية أخرى.

لكن الأمر المثير، بحسب الموقع، أن قطر بدأت حملة إصلاح اجتماعية، رغم عدم صلتها بخطوة الحصار، ورغم أنها متقدمة في هذا الإطار عن جيرانها بشكل لافت، إلا أنها سنت العديد من القوانين الجديدة التي من المفترض أن تحسن ظروف العمل وتخفف من شروط الحصول على الجنسية القطرية، وهي خطوات لاقت إشادة كبيرة من منظمة «هيومان رايتس ووتش».

ورغم كل ما سبق، يشير الموقع إلى جملة من الآثار السلبية لحصار قطر، أبرزها تشتيت شمل عائلات، وتعطل مجلس التعاون الخليجي الذي تشكل لمواجهة صعود إيران في المنطقة، علاوة على شعور دول أخرى بالخطر من إمكانية الغدر بها على غرار ما حدث مع الدوحة.

واختتم الموقع تقريره بالإشارة إلى أن الحليف الأمريكي لم يكن على قدر المسؤلية في نظر ولي العهد السعودي خلال تلك الأزمة، فبعد أن دعم «ترامب» حصار قطر في بداياته، عاد وأبدى انزعاجه، وهو الآن يريد أن ينهي ذلك الأمر قبل أغسطس/آب المقبل بأي ثمن، لأن ما يحدث بات يهدد سياسة واشنطن في المنطقة، حيث تسعى لتشكيل جبهة موحدة من دول الخليج ضد إيران، علاوة على التفرغ لإنجاز صفقة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

قطر حصار مجلس التعاون الخليجي اكتفاء ذاتي غاز نفط محمد كوثراني