رأى خبراء ومتابعون أن ضغوطا أمريكية مورست على قطر، مؤخرا، لدفع الدوحة إلى إلغاء صفقة منظومة «إس-400» المتطورة مع روسيا قد نجحت، وأن القطريين صرفوا النظر عنها، تقريبا.

وقال الخبير الاستراتيجي المصري واللواء المتقاعد «طلعت مسلم»، إن زيارة صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره «غاريد كوشنر» إلى الدوحة، مؤخرا، كانت في إطار زيادة الضغط على قيادة دولة قطر لإلغاء التعاقد على المنظومة الروسية، بحسب ما نقلت عنه وكالة «سبوتنيك».

وأضاف أنه «بمجرد أن طلب كوشنر من القطريين، عندما كان في الدوحة، إلغاء الصفقة، فإنهم فعلوا، فقطر كانت مستعدة لذلك».

وتابع: «أما بالنسبة لتركيا فالوضع مختلف تماما، إذ إن علاقة أنقرة بواشنطن تتحد من خلال المصلحة التركية، ولا تستطيع الولايات المتحدة فرض قرارها على تركيا في هذا الموضوع».

بدوره، اعتبر المحلل السياسي والمحاضر بجامعة إسطنبول «سمير صالحة» أن الصفقة الروسية مع تركيا قائمة على مبدأ سيادة الدولة التركية وحاجتها الحقيقية لتطوير تسليحها، علاوة على التوتر الذي شاب علاقة أنقرة بالغرب، والولايات المتحدة، وعدم تحرك حلف الناتو لحمايتها، في ظل تحديات حدثت خلال السنوات الماضية، لكن الأمر بالنسبة لقطر يختلف، لاسيما بعد أن غيرت واشنطن موقفها من الحصار المفروض عليها من جيرانها الخليجيين وبدأت تظهر دعما للدوحة.

وأثارت تصريحات لأمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، الجمعة، جدلا إعلاميا، بعد أن أكد  أن الدوحة لم تتوصل لاتفاق مع روسيا بشأن «إس-400».

وقال أمير قطر في رده على سؤال بهذا الشأن، خلال المؤتمر الصحفي: «لا أريد أن أخوض في التفاصيل.. لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد، وصحيح أننا ناقشنا المسألة مع الرئيس بوتين وتحدثنا عنها».

وكان الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» قد نفى، السبت، تدخل باريس للضغط على قطر بطلب سعودي لإلغاء الصفقة الروسية.

يذكر أن تقارير صحفية فرنسية قد كشفت أن سعي قطر لشراء منظومة «إس-400» أثار السعودية بشدة، لدرجة تهديد الملك «سلمان بن عبدالعزيز» بالتحرك عسكريا ضد الدوحة، إذا حصلت الأخيرة على المنظومة الروسية، وذلك في رسالة إلى الرئيس الفرنسي طالبه فيها بالضغط على القطريين في هذا الشأن.