4 نجوم صنعوا تاريخهم في الأمتار الأخيرة من المونديال

الأحد 8 يوليو 2018 05:07 ص

تعد بطولة كأس العالم لكرة القدم، فرصة ذهبية للعديد من اللاعبين لصناعة نجوميتهم والتألق في سماء المستديرة، إلا أن القليل منهم يظل اسمه عالق في أذهان الجماهير بفضل تألقه في المراحل النهائية من المنافسات.

ومع بلوغ نسخة هذا العام من كأس العالم أطوارها الأخيرة، وتأهل 4 منتخبات إلى دور نصف النهائي، طرح الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» تساؤل حول من سيتألق ويكتب اسمه بحروف من ذهب في ذاكرة الجماهير والتاريخ؟، ورشح 4 أسماء هم البلجيكي «كيفين دي بروين»، الفرنسي «رافاييل فاران»، الإنجليزي « هاري ماجواير» والكرواتي «أندريي كراماريتش».

كما رصد «الفيفا» قائمة بأبرز نجوم المراحل النهائية في تاريخ هذا العرس الكروي الكبير، وهم على النحو التالي:

البرازيلي «بيليه»

كثيراً ما يُشار إلى نسخة عام 1958 من كأس العالم على أنها بطولة «بيليه»، لكن قلائل يتذكرون أنه لم يشارك في أول مباراتين لفريقه في دور المجموعات، فقد أدت إصابة ألمّت به في المباراة الاستعدادية إلى استبعاد ابن السبعة عشر عاماً من التشكيلة الرئيسية، وبدلاً من ذلك كان رأس حربة المنتخب الإيطالي مستقبَلاً «جوزيه ألتافيني»، هو العنصر الأساسي في الصفوف الأمامية لكتيبة السيليساو.

ولم يعد «بيليه» إلى تشكيلة راقصي السامبا إلا في المباراة الأخيرة من دور المجموعات أمام منتخب الاتحاد السوفييتي، ولم يكن له بصمة كبيرة في ذلك اللقاء.

أما تفجّر موهبة الجوهرة السوداء فقد أتت في المراحل الإقصائية، وبدأ ذلك في لقاء ربع النهائي أمام منتخب ويلز الطموح والذي كان مفاجأة البطولة، ففي الدقيقة 73، كان ظهر «بيليه» للمرمى، ونجح ببراعة في مخادعة المدافعين وهزّ شباك الحارس «جاك كيلسي».

وكان ذلك الهدف بمثابة حافز لهذا المراهق الموهوب وبداية عصر «بيليه» الذي سجّل ثلاثية شخصية في الشوط الثاني من لقاء نصف النهائي أمام فرنسا ليُساعد البرازيل على الفوز بنتيجة 5-2، ومن ثم التألق في النهائي التاريخي أمام أصحاب الأرض، أما هدفاه في ذلك النهائي من كرة مقنطرة ورأسية في الدقيقة الأخيرة، فقد كانا مؤشراً على صعود نجم أسطورة كروية جديدة.

 الإنجليزي «جيف هيرست»

لم يكن من المفترض أن يقود رأس حربة نادي ويستهام يونايتد «جيف هيرست»، الذي نال وسام الشرف لاحقاً وأصبح لقبه «سير»، المنتخب الإنجليزي في حملته الناجحة في كأس العالم، فقد كان من المتوقّع أن توكل مهمة الاضطلاع بالخط الأمامي لكتيبة الأسود الثلاثة إلى بطل توتنهام هوتسبر، «جيمي جريفز»، إلا أن الأخير فشل في هز الشباك في الجولة الأولى من المباريات، وغاب عن لقاء ربع النهائي أمام الأرجنتين بسبب الإصابة، ولكن حسمت نتيجة هذا اللقاء الهام على يد الخيار الثاني في الهجوم «جيف هيرست»، الذي تمكن من زاوية ممتازة أن يقتنص رأسية تحوّلت إلى هدف اللقاء الوحيد.

واستمرّ «هيرست» بالظهور مع الفريق، وخاض لقاء نصف النهائي، واتخذ مدرب المنتخب الإنجليزي السير «ألف رامسي» قراراً صعباً باختيار التشكيلة نفسها لخوض لقاء النهائي، رغم استعادة «جريفز» للياقته.

وأثبتت الأيام أن ذلك كان قراراً حكيماً بالنظر إلى أن «هيرست» اقتنص ثلاثية شخصية من بين الأشهر في تاريخ البطولة ومنح منتخبه شرف رفع كأس العالم على ملعب ويمبلي.

الإيطالي «باولو روسي»

ينظر إلى «باولو روسي» باعتباره أحد أبرز نجوم المراحل المتأخرة الذي شكّل تألقهم مفاجأة كبيرة بعد أن تحوّل إلى بطل منطقة العمليات.

وكان «روسي» أحد نجوم المنتخب الإيطالي في كأس العالم 1978، ولكن في 1982 كان قد عاد لتوّه إلى عالَم كرة القدم الاحترافية بعد فترة إيقاف مطوّلة نتيجة فضيحة مراهنات تورّط فيها.

وقدّم منتخب الآزوري أداءً غير مقنع في الجولة الأولى من المباريات، وبدا روسي بعيداً عن مستواه وأشارت إليه الصحافة الرياضية باعتباره أصبح نجماً من الماضي.

وعندما واجهت إيطاليا منتخب البرازيل في الدور الثاني من البطولة، لم تكن الآمال كبيرة عن حظوظ الأوروبيين، أما الحارس البرازيلي «فلادير بيريز» فقد أشار قبل المباراة إلى مصدر الخطر الوحيد الذي يخشى منه، أن يعود «روسي» للضرب من جديد، حصل ذلك بالفعل، وسجّل ثلاثية في اللقاء ليمنح الإيطاليين مباراة تحوّلت إلى كلاسيكيات كأس العالم، استمر بالتألق وسجل هدفين في شباك بولندا في نصف النهائي، وساهم بآخر في المباراة النهائية أمام ألمانيا الغربية ليُنهي البطولة متربعاً على صدارة قائمة الهدافين ونجم البطولة بلا منازع.

الإيطالي «فابيو جروسو»

بعد 24 سنة على ذلك رفع فريق إيطالي آخر الكأس الغالية، ولكن ضمن كتيبة تضمّ كوكبة من النجوم، «جيانلويجي بوفون، وفابيو كانافارو، وأندريا بيرلو، وفرانشيسكو توتي وآخرين»، مقابل ذلك كان هناك لاعب مغمور نسبياً اسمه «فابيو جروسو» يشغل مركز ظهير أيسر، وبدا أنه دخيل على التشكيلة الإيطالية، فقد ظهر ضمن التشكيلة الرئيسية للمنتخب الإيطالي في أول مباراتين من البطولة دون أن يترك بصمة واضحة أو يقدّم مساهمة تُذكر قبل انطلاق المراحل الإقصائية.

في موقعة الآزوري في دور الستة عشر أمام أستراليا، تم طرد أحد اللاعبين الإيطاليين وواجه الفريق خطر الإقصاء، لكن بفضل اندفاعة خطرة لـ«جروسو» نحو عرين الأستراليين، حصل المنتخب الإيطالي على ركلة جزاء اقتنص منها توتّي هدفاً هاماً.

واستمر ظهور «جروسو» في التشكيلة وزادت ثقته بنفسه ليُسجّل هدفاً جميلاً في شباك ألمانيا المستضيفة في نصف النهائي ليكسر رتابة التعادل في الوقت الإضافي، وفي النهائي، تم اللجوء لركلات الترجيح أمام فرنسا بعد أن انتهى الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لمثله، وهزّت إيطاليا الشباك من ركلاتها الخمس وحصدت لقبها العالمي الرابع. أما اللاعب الذي سدد خامس ركلة ترجيح ليُطلق العنان لاحتفالات عريضة، فهو «فابيو جروسو» نفسه.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بيليه باولو روسي كأس العالم