«خميس الخنجر» يظهر مجددا بالعراق.. ما دلالات تحالفه الجديد؟

الاثنين 9 يوليو 2018 08:07 ص

انتخب رئيس المشروع العربي العراقي «خميس الخنجر» رئيسا لتحالف «المحور الوطني»، وذلك بعد اجتماع لعدد من قادة الكتل العراقية السنية وممثليها بمنزل رئيس البرلمان العراقي «سليم الجبوري»، مساء الأحد.

وبذلك سيكون «سليم الخنجر»، رئيسا للجنة التفاوض مع القوى والتحالفات السياسية من أجل تشكيل الحكومة المقبلة.

و«الخنجر»، هو رجل أعمال وملياردير عراقي سني، دأب خلال 10 سنوات على الأقل على تمويل الساسة والمقاتلين السنة على حد سواء، وحاول استخدام ثروته التي تقدر بمئات الملايين من الدولارات لإقامة منطقة حكم ذاتي لسنة العراق.

أسس «الخنجر»، «المشروع العربي في العراق»، وهو تكتل يضم قيادات سنية، ويوصف بأنه «صانع الملوك».

من هو «خميس الخنجر»؟

ولد «خميس فرحان علي الخنجر العيساوي» عام 1965 في الفلوجة بمحافظة الأنبار (غربي العراق)، حيث نشأ في أسرة محافظة تنتمي إلى بيت من بيوت المشيخة في قبيلة البوعيسى، إحدى قبائل المحافظة.

انتقل «الخنجر» من الفلوجة إلى بغداد وسنه عشرون عاما، وهناك أصبح رجل أعمال وهو في مقتبل العمر، ثم أدار لاحقا مجموعة من الشركات التجارية تملكها أسرته، ثم غادر العراق عام 1996 لتأسيس أعمال تجارية في الخارج، واتخذ من مدينة دبي مركزا لإدارة شركاته وأعماله المتعددة.

يقدر صافي ثروة «الخنجر» بمئات الملايين من الدولارات، وله أنشطة في مجالات التصنيع والمصارف والخدمات المالية والعقارات التجارية والسكنية، في أماكن مختلفة من الشرق الأوسط وأوروبا وشمال أفريقيا.

وإثر الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 تزايد حضور «الخنجر» في الساحة السياسية.

ويقول مراقبون إنه مول عمليات المقاومة المسلحة للاحتلال الأمريكي في مناطق السنة بالبلاد، كما يقال إنه ساند قوات الصحوات المشكلة من العشائر السنية والمدعومة من الأمريكيين للقضاء على تنظيم «القاعدة» في مناطقهم.

وفي عام 2010 أنشأ «الخنجر»، انطلاقا من العاصمة الأردنية، تحالفا سياسيا وصف بأنه «عابر للطائفية»، وشكل قائمة سياسية خاض بها انتخابات 2010 التشريعية بالعراق.

وفي 10 من ديسمبر/كانون الأول 2013 شكل كتلة سياسية باسم «كتلة الكرامة» شاركت في الانتخابات البرلمانية التي أقيمت في أبريل/نيسان 2014، كما ساعد في تمويل احتجاجات الحراك الشعبي على مستوى البلاد ضد حكومة بغداد في 2012-2013.

وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول 2015، أصدر القضاء العراقي قرارا، وفقا للمادة الرابعة من «قانون مكافحة الإرهاب»، تضمن مذكرة بالقبض على «الخنجر» –الذي كان مقيما آنذاك في دولة الإمارات- بتهمة الضلوع في الإرهاب، وقضى الحكم أيضا بمصادرة أموال «الخنجر» المنقولة وغير المنقولة ومنعه من السفر.

وبالإضافة إلى الإمارات، يتخذ «خميس الخنجر» من أربيل في كردستان العراق مقرا له، لأنه يقول إن حياته معرضة للخطر من تنظيم «الدولة الإسلامية» والقوى المدعومة من إيران في البلاد.

أنشأ في كردستان العراق 14 مدرسة و3 مستوصفات طبية ليستخدمها نحو مليون سني استقروا هناك بعد أن نزحوا عن ديارهم من مختلف أنحاء العراق، ويمتلك القناتين الفضائيتين «العراق الآن» و«الفلوجة» المناهضتين للحكومة المركزية ببغداد.

وعندما بدأت الحكومة العراقية معركة الفلوجة في مايو/أيار 2016 لاستعادة السيطرة عليها من تنظيم «الدولة الإسلامية»، حذر «الخنجر» -في خطاب تلفزيوني- من تداعيات «إصرار الحكومة على منح الغطاء السياسي لميليشيات الحشد الشعبي وتغاضيها عن الانتهاكات الممنهجة التي تقوم بها».

ويرى «الخنجر» ضرورة إقامة اتحاد عراقي يدير فيه كل من السنة والشيعة والأكراد مناطقهم في البلاد دون تقسيمها رسميا، ويقول إنه إذا أنشئت منطقة سنية اتحادية فإنها ستجتذب استثمارات بالمليارات من دول الخليج العربية وتركيا.

وذكرت تقارير إعلامية أنه فتح عام 2015 مكتبا دعائيا في واشنطن للترويج داخل أوساطها السياسية لفكرة إقليم خاص بالسنة في العراق، وأنه استعان في ذلك بمجموعة «جلوفر بارك» للدعاية التي يديرها مسؤولون سابقون في إدارة «بيل كلينتون» ومسؤولو دعاية للحزب الديمقراطي الأمريكي.

ما هو تحالف «المحور الوطني»، وما هي دلالة تشكله؟

تشير مصادر إلى أن التحالف تم التوصل إلى فكرة تشكيله في تركيا، منذ أيام، إثر اجتماع لقيادات سنية عراقية هناك.

وبحسب تلك المصادر، يصل عدد مقاعد هذا التحالف، وفقا لتمثيل الكتل السنية فيه إلى 47 مقعدا بالبرلمان العراقي، مما يجعله الكتلة الأكبر الممثلة للسنة هناك، ومؤهلا للتفاوض على مسألة المشاركة في تشكيل الحكومة، بل ينظر إليه على أنه قوة مناوئة للائتلاف الشيعي الذي تشكل مؤخرا بين تحالفي «سائرون» المحسوب على «مقتدى الصدر» و«الفتح» بزعامة «هادي العامري».

وخلال الساعات الماضية، التقى «الخنجر» بمبعوث الرئيس الامريكي «بريت ماكغورك» والسفير الأمريكي ببغداد «دوغلاس سليمان»، وهو لقاء نظر إليه مراقبون على أنه يحمل موافقة أمريكية بدعم التحالف السني الجديد لمواجهة النفوذ الإيراني في العراق.

ويعتقد أيضا أن رغبة خليجية وتركية تلاقت مع مساع أمريكية لجعل تحالف «الخنجر» له صورة رسمية وقوية على الساحة العراقية خلال الفترة المقبلة.

وكانت السعودية قد حاولت التقرب من القيادي الشيعي العراقي «مقتدى الصدر» مؤخرا، مستفيدة من معارضته لتزايد النفوذ الإيراني بالعراق، وشكل فوز تحالف «سائرون» بالانتخابات العراقية البرلمانية دفعة معنوية لهذا التقارب بين الرياض و«الصدر»، لكن تحالف الأخير، مؤخرا، مع زعيم تحالف «الفتح» المقرب من إيران «هادي العامري» اعتبر نصرا سياسيا مهما لطهران ضد الرياض في هذا المجال، وبالتالي جاء البديل بتشكيل كتلة سنية متماسكة تحصل على الدعم السياسي والتمويل من دول الخليج، وقد تشارك تركيا على استحياء بالأمر، لعدم إغضاب إيران، التي تتشارك معها أنقرة حاليا بشكل استراتيجي.

  كلمات مفتاحية

العراق السنة في العراق خميس الخنجر تحالف المحور الوطني ائتلافات عراقية انتخابات العراق