اندلع غضب واسع عبر الحسابات الخاصة بالسوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة «تويتر»، حيث تبادل المتابعون تغريدات واسعة تستنكر مقطع فيديو تم نشره مؤخرا، ويظهر جانبا مما وصفوه بـ«جرائم حزب الله» بحق مدنيين في مخيم اليرموك.
وتزايدت أعداد المنشورات الغاضبة، من الفيديو الذي انتشر خلال الساعات الماضية، ويظهر فيه عناصر قيل بحسب ناشطين إنها من «حزب الله»، وهم يغتصبون طفلة أمام والدتها ثم إحراقها، في حادثة هزت المجتمع السوري وزادت من صدمته حيال الجرائم المرتكبة في حقه.
السياسي والإعلامي السوري «عمر مدنية» نشر المقطع عبر حسابه الرسمي على «تويتر»، مرفقا فيه تحذير لمن هم دون سن الـ18 من مشاهدته.
وقال في تغريدته موضحا محتوى المقطع: «فيديو مسرب +18 : تعذيب امرأة وابنتها على يد عناصر من ميليشيات حزب الله اللبناني في مخيم اليرموك بدمشق».
بدوره، قال الكاتب والصحفي «غسان ياسين»، بعد نشر مقاطع من الفيديو المتداول عبر حسابه على «تويتر»، وعلق عليه بالطلب من الجميع مشاهدة الفيديو لتبقى جرائم هذه الميليشيات في الذاكرة، وكتب: «جنود حزب الله يغتصبون طفلة أمام عيني أمها ثم يحرقوها وهي عارية في مخيم اليرموك».
وتابع مستنكرا: «شاهدوا هذا الفيديو، شاهدوه جيداً وربوا أحقادكم وأورثوها لأولادكم».
ورأى حساب يحمل اسم «أم يوسف السورية»، أن «مشاهد من هذا الفيديو كفيل بحرق كوكب الأرض بساكنيه، نظرا لحجم الجريمة و الإرهاب المنظم من قبل ميليشيا حزب الله».
وقال حساب باسم «بنت درعا» أن المقطع وحده كفيل بإشعال الثورة، وتابعت: «هاد الفيديو لحالو بدو ثورة. ياربي شو هالظلم كله مشان واحد كلب معتوه».
من جهتها، غردت الناشطة «رجاء شقير» تعقيبا على الفيديو، بأن هذه المشاهد هي مجرد «صورة مصغرة عما يجري في سوريا ككل»، وبأن العيش مع النظام السوري «أمر مستحيل»، مطالبة باستمرار الثورة ضده: «الفيديو الذي انتشر لعناصر من حزب الله وهم يعتدون على عائلة في مخيم اليرموك اعتداء وحرق وتعذيب. صورة مصغرة لما يحدث في سورية كلها!».
وتابعت: «صورة لما يجري في السجون، صورة لما جرى في كل منطقة دخلها النظام! هذا النظام وأتباعه محال البقاء معهم في نفس الجغرافيا ومحال أن تتوقف الثورة ضدهم!».
ويحتج أحد المعلقين على المقطع، على الدور السلبي «المخزي» للدول العربية، وعدم تدخلها قائلا: «والله توقف الكلام. إلى هذا الحال وصلت الأمة. أنا أعجب هل الحكام لا يرون هذه المآسي التي تمزق القلب تمزيق والله حرام والله حرام كيف تعذب نساء وأطفال المسلمين بهذه الوحشية ونحن أمة تعدت المليار والنصف».
الشيخ «عبدالباسط قاري» استنكر دور الدول العربية السلبي وعدم تدخلها لنجدة المدنيين في سوريا من الجرائم الوحشية بحقهم، وقال معلقا على المقطع: «الأمة غالبها مشغولة تشتري تذاكر الغناء وتنتج مسلسلات تشوه سمعتها بأبناء الحرام وخيانة زوجة جاره.. تف على إعلام لا يعرف إلا الخيانة».
ونقلا عن موقع «نداء سوريا» ووفقاً للفيديو الذي تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي دون تحديد تاريخ تصويره، فقد ظهر فيه امرأة تتعرض للضرب بشكل مبرح وخلع حجابها كما تم تعرية ابنتها وذلك بعد وضع القيود في يديها ثم ضربها وإشعال النار في رأسها وجسدها.
وبحسب ناشري الشريط فإن هذه العائلة كانت تحاول الخروج من المخيم باتجاه العاصمة دمشق عام 2014 واعتقلت على أحد حواجز الحزب ثم تم اقتيادها إلى أحد المقار العسكرية ولايزال مصيرها إلى الآن مجهولا.
وقضى الآلاف من المدنيين تحت التعذيب في سجون النظام السوري ومعتقلات أتباعه، حيث سُجلت مئات الانتهاكات بحق السوريين على يد القوات والعناصر العسكرية المحلية المعروفة باسم «الشبيحة»، وكذلك العناصر الأجنبية في مناطق مختلفة من سوريا.