«ن.تايمز»: مصر تتعرض لاجتياح روسي وغربي بالرقص الشرقي

الاثنين 9 يوليو 2018 04:07 ص

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن اعتقال راقصة روسية كشف عن توترات دفينة في ميدان الرقص الشرقي بالقاهرة.

وأوضحت الصحيفة أن العاصمة المصرية تتعرض إلى اجتياح شرق أوروبي و غربي في ميدان الرقص الشرقي.

ونقلت عن نقاد قولهم إن الوافدين يشوهون فنا قديماً، والعديد من المصريين يرونه جزءا من ثقافتهم وهويتهم الشخصية في مجال الأفراح وبكل المناسبات حتى السياسية منها.

وقالت إنه «في تلك الأمسية من الربيع الماضي وحينما داهمت عناصر سرية من شرطة الآداب المصرية ملهى ليلياً من فئة الخمس نجوم والمطل على النيل ليعتقلوا راقصة روسية، كان محور اهتمامهم منصبا على زيها كونه هو ورقة التوت الوحيدة التي تستر مفاتنها الظاهرة».

وتابعت: «هل كانت الراقصة وشهرتها الفنية (جوهرة) ، والتي انتشر مقطع فيديو لها على مواقع التواصل الاجتماعي مثيرا لإعجاب وحفيظة الكثيرين كذلك ، مرتدية (الأندر وير) الصحيح، أو ما يطلق عليه رسميا بالملابس الداخلية؟ وهل هو بالمساحة الصحيحة وباللون المناسب؟ أم أنها، وكما يخشى البعض، لم تكن ترتدي السروال على الإطلاق».

وأصرت «جوهرة»، واسمها الحقيقي «إيكاترينا أندريفا» (30 عاما) على براءتها من كل هذه الافتراءات كما تقول ، ولكن الشرطة لازالت تدفع باتجاه سوقها للسجن، ما يعزز الجدال الدائر حول مصيرها، وهذا ما دفع مدير أعمالها وزوجها للجوء للخارجية الروسية في موسكو للضغط من أجل حل قضيتها، وهو ما سعى إليه الدبلوماسيون الروس في القاهرة من خلال زيارتها .

وقدمت «إيكاترينا» إبان الاعتقال العديد من وصلاتها الاستعراضية الراقصة، ولكن في زنزانتها الوضيعة عوضاً عن الملاهي الليلية ذات الخمس نجوم ، وبالتالي لم تكن في حينه زبائنها من تلك الفئة المقتدرة ماليا وإنما بنات الليل ومن قبض عليهن في قضايا مخدرات، وهو ما علقت عليه قائلة: «تلك النسوة الرفيقات في السجن عاملنني بشكل جيد ، وطلبن مني الرقص وهو ما قمنا به جميعا».

وأردفت الصحيفة الأمريكية: «بعد ثلاثة أيام من الاعتقال، بدا أنها ستُرحل ولكن في اللحظة الأخيرة، تدخل ذاك الفارس الأبيض الغامض – كما وصفته – وهو رجل أعمال ليبي له صلات قوية، وخرجت من السجن بكفالة مالية».

وقضية «جوهرة» سلطت الضوء على تساؤل مهم وكما تقول هي: «إذا كانت القاهرة هي العاصمة العالمية للرقص الشرقي لماذا يبرز فيها النجوم الجديدة الوافدة ومن كل الجنسيات ، باستثناء راقصات مصر؟».

الراقصة الأوكرانية

في حفل زفاف في إحدى ضواحي القاهرة، تهادت حافية الراقصة الأوكرانية (كوشنير) على حلبة الرقص المليئة بالأزهار، تلك الحلبة والتي هي مجرد مزيج من هدير من الأناشيد المختلطة وعاصفة من الصراخ والتشويش.

تقول السيدة «كوشنير» (33 عاما): «كان الوصول إلى مصر هو حلمي»، وهنالك سيطرة من الأجانب على أهم ميادين الرقص الشرقي في مصر .

وفي السنوات الأخيرة، هناك سيطرة من قبل الأمريكيات والبريطانيات والبرازيليات، ولكن بشكل خاص من قبل الأوروبيات الشرقيات والروس، وجميعهن يقدمن تميزا رياضيا وانسيابية عالية للرقص وهو بلمسة تتذوق موسيقى الديسكو أكثر من تلك الموسيقى الشرقية السائدة في الليالي العربية التقليدية.

وتقدم الراقصات الأجنبيات نموذجا صريحا يختلف عن ذاك النموذج الإيحائي التي تقدمنه الراقصات المصريات الكلاسيكيات، وبعضهن (الأجنبيات) يقدمنه بشكل جنسي فاضح وصريح.

نشأت (كوشنير) في مدينة نيكولاييف الساحلية، وكان حلمها بأن تكون عالمة آثار وتحمل شهادة جامعية في القانون، ولكن في عام 2010، ظهرت في برنامج تليفزيوني بعنوان «مواهب أوكرانيا»، ما قادها إلى مسار وظيفي جديد.

ثم انتقلت إلى القاهرة، عاصمة الرقص الشرقي، حيث أصبحت نجمة حقيقية وتقوم أحياناً بتأدية خمس وصلات رقص في الليلة الواحدة وذلك لحفلات الزفاف الراقية والمناسبات الراقية، حيث يمكن لكبار الراقصات أن يكسبن 1200 دولار أو أكثر، وقد حاز أحد مقاطع الفيديو الخاصة بها على يوتيوب على أكثر من 9 ملايين مشاهدة.

من جانب آخر يتذمر المحافظون من الغزو الثقافي الأجنبي لدولة لها هويتها الثقافية العريقة. إنهم يتهمون الوافدون بتشويه التراث الشرقي من أجل المكسب المادي وهو ما حرف مسار الرقص الشرقي الأصيل عن مساره. وهو أمر حتى بعض الأجانب يتفقون معه.

وصمة عار

كان ذلك بعد الساعة الثالثة فجراً في الكباريه في فندق سميراميس الفاخر حينما تهادت «دينا» على المسرح، متلألئة في دائرة الضوء، يرافقها عزف 17 أداة موسيقية.

رقصت الأسطورة في مجالها وهي «دينا طلعت سيد» والمعروفة في كافة أنحاء الشرق الأوسط من قبل الكثير من الأمراء ورؤساء من خلال مسيرة مهنية امتدت لأربعة عقود.

وتؤكد «دينا» على أنها تدرك مواقف المصريين المتناقضة حول مهنتها كراقصة: «الحب والكراهية – وهذه نظرتهم لنا كمجتمع وهي تتلخص بهذا الشكل».

وقالت: «لا يمكن للمصريين القبول بحفل زفاف بدون راقصة شرقية، لكن أن يتزوج احدهم من أخت راقصة – يا للهول ! هذه مشكلة كبيرة».

وصمة العار هي جزء من أدوات التزمت المطرد والذي قيد الفنون في مصر إبان العقود الأخيرة.

وإلى حينه فمجرد التلميح إلى قبلة هو أمر محظور في الأفلام المصرية، وبحيث تجري مراقبة دقيقة لكلمات الأغاني أيضا.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

مصر الرقص الشرقي راقصة روسية راقصة مصرية