فرنسا تنفي نيتها إقامة قاعدة عسكرية في قطر

الثلاثاء 10 يوليو 2018 06:07 ص

نفى سفير فرنسا لدى قطر «إيريك شوفالييه»، ما يتردد عن إمكانية إنشاء قاعدة عسكرية فرنسية في قطر، معتبرا أن ذلك محض شائعات لا ينبغي تصديقها.

وخلال مؤتمر صحافي، أعقب الزيارة الرسمية لأمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» إلى فرنسا، قال «شوفالييه» إن الزيارة اكتسبت أهمية كبيرة في حد ذاتها لأنها جاءت بعد أقل من عام على زيارة سابقة للشيخ «تميم» إلى فرنسا في سبتمبر/أيلول الماضي، وتلتها زيارة للرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» للدوحة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وعلق «شوفالييه» قائلا: «زيارة أمير قطر سارت في أجواء إيجابية وناجحة للغاية. كما أن حضور الشيخ حمد نجل أمير قطر كان مميزا، وصعوده إلى طائرة الرافال ووجوده في قصر الإليزيه، أعطى بعدا إنسانيا للزيارة، وأكد تقارب وخصوصية العلاقات بين قائدي البلدين»، بحسب صحيفة «القدس العربي».

وأكد «شوفالييه» استلام الدوحة الدفعة الأولى من طائرات «رافال» العام المقبل، من إجمالي 36 طائرة «رافال» إلى دولة قطر، على أن تستلم جميع الطائرات والأطقم المؤهلة لتشغيلها قبل حلول عام 2022.

وأشار السفير الفرنسي إلى أن الزيارة اكتسبت أهمية خاصة لأهدافها المتعددة في مكافحة الإرهاب، ومحاولة إيجاد حلول للأزمة الخليجية الراهنة وكذلك التعاون الاقتصادي.

وثمن السفير الفرنسي حديث أمير قطر خلال المؤتمر الصحافي مع الرئيس الفرنسي وردوده على الأسئلة باللغة بالفرنسية بطلاقة وبمستوى مميز، قائلا: إن «هذا يؤكد أهمية القيم والمبادئ التي تتشارك فيها البلدين وليست مسألة لغة فقط، وهذا شكل نقطة مهمة خلال الزيارة».

واشار السفير الفرنسي إلى أن الزيارة أثمرت توقيع 3 اتفاقيات مهمة؛ أولها تبادل الاعتراف برخص قيادة السيارات وهي اتفاقية مهمة لأنها تمس نمط الحياة اليومية لمواطني البلدين.

وأضاف: «الاتفاقية الثانية خاصة بخطاب النوايا في مجال الأمن الغذائي، وفرنسا لديها خبرة في هذا المجال الذي يمثل أولوية بالنسبة لدولة قطر نتيجة الحصار الذي تمر به وتوجهها إلى تأمين الغذاء والاكتفاء الذاتي».

وتابع: «أما الاتفاقية الثالثة بين جامعة قطر وجامعة بريطانيا في الشمال الغربي الفرنسي حول الأمن السيبيراني، ولدى هذه الجامعة خبرة ومشروعات مميزة في هذا القطاع، ويمكن للجانبين تبادل الخبرات وتحقيق الاستفادة المتبادلة. كما كان هناك اتفاقيات أخرى منها اتفاق بين تالاس الفرنسية والمنطقة الاقتصادية الحرة فى قطر».

وفي الشق الاقتصادي، نوه «شوفالييه» إلى أن حجم التبادل التجاري بين قطر وفرنسا كبير جدا، وشهدت الفترة الأخيرة ارتفاع في حجم التبادل التجاري، مشيرا إلى تضاعف حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الأشهر الأولى فقط من العام الجاري.

مشاريع مشتركة

ولفت إلى أن حجم عقود المشاريع بين قطر وفرنسا بلغ 25 مليار يورو خلال السنوات الأربع الماضية، مضيفا: «الأمر المهم في هذه العقود أنها ليست قصيرة المدى، بل إنها عقود على المدى الطويل، وتمتد إلى 20 أو 25عاما، وهذا يعطي نظرة بأن هناك مسار شراكة استثمارية وتعاون على المدى الطويل بين الدولتين».

وقال إن «هناك شركات نقل فرنسية مثل شركتي  (إس إن سي إف) وشركة  (را تي بي) لديها عقود لصيانة المترو في قطر لمدة الـ20 سنة المقبلة، وهي شركات مهمة وأوكل لها مهمة صيانة وإدارة المترو لعشرين عاما. وهناك ايضا نحو 120 شركة فرنسية تعمل في السوق القطري».

وأكد السفير الفرنسي أن الأشهر الأخيرة شهدت دخول 10 شركات فرنسية السوق القطري واستقرت في قطر، فيما بلغ حجم الاستثمارات القطرية في الجمهورية الفرنسية نحو 30 مليار دولار في مختلف المجالات، وهي استثمارات عامة وخاصة واغلبها استثمارات لجهاز قطر للاستثمار، وهناك عمل يجري لدخول استثمارات أخرى وتشجيع الشركات الفرنسية للاستثمار في قطر.

واستدل بقيام شركة «نيكساس» الفرنسية التي تمتلك استثمارات في قطر مثل مصنع الكابلات بتوسيع حجم استثماراتها في قطر، مما يعد مؤشرا جيدا للبيئة الاستثمارية في قطر.

وأوضح أن الشراكات الاستثمارية بين قطر وفرنسا مستمرة وهناك تحفيز من الطرفين لهذه الشراكة الاستثمارية للعمل سويا في دول أخرى، مثلما ما حدث بين شركة قطر للبترول وتوتال الفرنسية باستحواذها على حقوق الاستكشاف في حقول نفطية بأمريكا اللاتينية وسنرى الكثير من هذه الشراكات في المستقبل القريب، وهذا بدوره يعطي انطلاقه ونهجا جديدا للاستثمارات بين البلدين.

الأمن الغذائي

وأشار «شوفالييه» إلى أن «الأمن الغذائي أو الاكتفاء الغذائي أحد أهم القضايا التي تمت مناقشها خلال زيارة أمير قطر إلى فرنسا»، مؤكدا استعداد بلاده للمساهمة بشكل جيد لتحقيق قطر لأمنها الغذائي، وذلك بفضل «الخبرات القوية لدي فرنسا في مجال الأمن الغذائي بأنواعها المختلفة سواء ان كانت الزراعة أو الجوانب المرتبطة بها وفرنسا مستعدة لذلك».

وتطرق السفير الفرنسي إلى موقف بلاده من الأزمة الخليجية، مؤكدا أن موقف فرنسا من حصار قطر واضح منذ بداية الأزمة، مستشهدا بتصريح للرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» خلال زيارته للدوحة، مشيرا إلى أن فرنسا منذ البداية دعت لرفع الحصار عن قطر، لأنها تعتبر أن العواقب الإنسانية للحصار وخيمة، ويجب ألا تستمر لفترة طويلة.

وعن موعد تسليم طائرات «رافال» الى قطر قال «شوفالييه» إن عقد «رافال» فى مرحلة متقدمة من حيث التطبيق والتنفيذ، حيث شهد أمير قطر سريان الاتفاق على أرض الواقع في قاعدة «مونت دو مارسان» الفرنسية، من حيث تصنيع الطائرة وتدريب الأطقم المتخصصة لقيادتها وصيانتها، حيث تم تصنيع عدد من طائرات الرافال تحمل العلم القطري بالفعل.

كما شهد الشيخ «تميم» تدريب أكثر من 200 قطري من طيارين وفنيين وميكانيكيين وبينهم طيارين أنهوا تدريبهم على قيادة طائرة الرافال، وأصبحوا مدربين لغيرهم، وسوف يصل العدد الاجمالي إلى 400 طيار وفني وميكانيكي جميعهم قطريين على أعلى مستوى من الكفاءة لتشغيل وصيانة طائرات الـ«رافال» بحلول العام 2019 الذي سيشهد بداية تسليم الدفعة الأولى من إجمالي 36 طائرة «رافال» إلى دولة قطر، على أن تستلم جميع الطائرات والأطقم المؤهلة لتشغيلها قبل حلول عام 2022.

وأشار السفير الفرنسي إلى إعجاب أمير قطر بما رآه خلال الزيارة من كفاءة الأطقم القطرية لقيادة وتشغيل الـ«رافال» وقدرتهم على شرح كافة تفاصيل الطائرة، وقدرة الفنيين القطريين على رسم خرائط المهام بدقة وكفاءة عالية.

وحول مشاركة طائرات الـ«رافال» في تأمين كاس العالم قطر 2022، قال السفير الفرنسي إن «تأمين الأجواء القطرية جزء من تأمين البطولة، وأعتقد أن الرافال سيكون لها دور بالطبع في هذا الصدد»

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

العلاقات القطرية الفرنسية طائرات رافال قاعدة عسكرية فرنسية مونديال 2022 الأمن الغذائي مشاريع مشتركة