استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

حين تُربط كل التسويات بـ«صفقة القرن»

الثلاثاء 10 يوليو 2018 08:07 ص

«صفقة القرن» لن تمر. «صفقة القرن» ماضية في طريقها. يبدو أن أجندة الشرق الأوسط تبنى حاليا وفقا لمتطلبات هذه «الصفقة»، وإن لم تعلن بعد، وقد لا يعلن منها سوى عناوين براقة خادعة ترمي إلى ترويجها كأحدث نسخة لـ«عملية سلام» تتبناها الولايات المتحدة.

هناك من يرى في تطورات الجنوب السوري إرهاصات لـ«الصفقة»، إذ إن (إسرائيل) تدعم بقاء بشار الأسد ونظامه، وتقدم قواته بمحافظة درعا، وتغض النظر عن اعتماده على الميليشيات الإيرانية بشرط إبعادها عن الجولان، وكل ذلك لتفادي تسوية سياسية تأتي بحكم سوري «غير صديق» يمكن أن يعارض «الصفقة»، ويعيد التوتر إلى الحدود.

بل إن هناك من يربط أيضا بـ«الصفقة» الاتفاقات والتفاهمات التي تعقد بين روسيا و(إسرائيل)، وكذلك الاتفاقات المحتملة في قمة هلسنكي بين الرئيسين الأمريكي والروسي، والتطورات في حرب اليمن، والتحالفات الحكومية المرتقبة بين القوى السياسية العراقية، فضلا عن السخونة المتصاعدة في الصراع الأمريكي - الإسرائيلي مع إيران.

القضايا مترابطة مثل الجغرافيا، ولذلك فإن افتراض إخضاع تسوية النزاعات لهدف محدد ليس من قبيل المبالغة السياسية، خصوصا أن الولايات المتحدة وروسيا لم تبدوا متوافقتين، حتى في أوج خلافاتهما السابقة والآنية، إلا على أمر واحد هو دور (إسرائيل) ومصالحها.

كل علاقاتهما مع الدول الإقليمية العربية، بالإضافة إلى تركيا وإيران في كفة، وتوافقهما بالنسبة إلى (إسرائيل) في كفة أخرى هي الراجحة. منذ انكشاف «الفراغ الاستراتيجي» العربي، وهو سابق لانتقاضات «الربيع العربي» ولإرهاب تنظيم «الدولة الإسلامية» وللتدخل الأمريكي عبر «التحالف الدولي»، ولتدخل روسيا في سوريا.

كان يقال إن الولايات المتحدة -المنسحبة من المنطقة- ستعتمد على نفوذ دول حليفة مثل (إسرائيل) وتركيا، وحتى إيران، بحسب رؤية الرئيس السابق «باراك أوباما»، لإقامة توازن واستقرار إقليميين.

لكن ملامح هذا التخطيط تغيرت مع التدخل الروسي الذي بات يستحوذ على سوريا ويوزع حصص النفوذ، جاذبا (إسرائيل) وتركيا إلى مضاعفة التعاون معه، فيما يبدو أن واشنطن وموسكو تميلان إلى تحجيم نفوذ إيران في الشرق الأوسط، توكيدا لتغليبهما المصلحة الإسرائيلية.

على هذه الخلفية تجري بلورة «صفقة القرن»، فخراب سوريا والعراق، والتراجع المريع لمصر ودورها، وشيوع الخوف والحذر في عموم بلدان المنطقة، أدى إلى تضئيل القضية الفلسطينية، وإزاحتها من أولويات المنطقة، وبلورة استعدادات غير مسبوقة لدى أنظمة وحكومات لقبول أية تسويات لها بمعزل عن القوانين الدولية.

هذا ما مكن (إسرائيل) من القول إن فلسطين لم تعد مسألة خلافية مع العرب، وإن المساهمة الإسرائيلية «الإيجابية» في استقرار المنطقة يقتضي:

- أولا إزالة صفة «الاحتلال» عن وجودها في أي مكان في أراضي 1967؟

- وثانيا الاعتراف لها بفرض التسوية التي تناسبها.

وإذ تأخذ الإدارة الأمريكية بأية اقتراحات توفرها لها الحكومة الإسرائيلية، فإن الخبرة السياسية الملتوية لـ«دونالد ترمب» وصهره ومبعوثه الخاص جعلتهم يضيفون خبرتهم العقارية على رغبات «بنيامين نتنياهو».

وهكذا فإن ما بدأ كفكرة منبثقة من الاتجار بالعقارات أضحى تصرفا غير مشروع بأرض فلسطين وحقوق شعبها. وما بدأ كفكرة متهورة غير قابلة للتحقيق راح يفتح أسواق المقايضات والابتزازات في كل الاتجاهات:

«الصفقة» مقابل مواجهة إيران و«ضمان» أمن الخليج، ومقابل عدم انهيار الاقتصاد المصري. و«الصفقة» مقابل بقاء الأسد في السلطة وتخليه عن الجولان. والرضوخ لـ«الصفقة» أو الجوع والموت للشعب الفلسطيني. الخيارات ضيقة وواضحة، وأهمها أن مؤدى «الصفقة» هو الإخضاع وليس السلام.

  • عبدالوهاب بدرخان - كاتب صحفي لبناني

المصدر | العرب القطرية

  كلمات مفتاحية

مقايضات وابتزازات «صفقة القرن» مواجهة إيران أمن الخليج الاقتصاد المصري بقاء الأسد الجولان تجويع الشعب الفلسطيني روسيا إسرائيل قمة هلسنكي «الفراغ الاستراتيجي» العربي «الربيع العربي» التدخّل الأميركي «التحالف الدولي» محمد كوثراني