اتهام مذيعة سورية بعرقلة اتفاق الجنوب للحصول على «أموال»

الثلاثاء 10 يوليو 2018 07:07 ص

تسببت المذيعة السورية المحسوبة على نظام «بشار الأسد» في سوريا، «كنانة حويجة»، في تأخير تنفيذ الاتفاق بين المعارضة والنظام جنوبي البلاد؛ الأمر الذي دفع «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى اتهامها بـ«السعي نحو الحصول على مكاسب شخصية ومالية أكبر».

وقال المرصد، في تقرير له، إن «حويجة» الملقبة بـ«الإعلامية المليونيرة ومهندسة صفقات التهجير»، هدّدت بمنع خروج كل الرافضين للاتفاق الذي تم بين ضباط روس وممثلي الفصائل المعارضة في درعا، نحو الشمال السوري.

وقالت إنها سترسل 5 حافلات فقط لنقل المدنيين.

وتساءل مدير المرصد، «رامي عبدالرحمن»، عن سبب عرقلة خروج رافضي الاتفاق، من درعا، وقال: «هل تريد الحصول على ملايين الدولارات كالتي حصلت عليها في مفاوضات (مخيم) اليرموك؟».

كانت «حويجة»، التي اشتهرت بلعب دور الوساطة بين النظام والمعارضة، هي من فاوضت تنظيم «الدولة الإسلامية» في مخيم اليرموك لإتمام اتفاق الانسحاب.

واستفادت ابنة اللواء «إبراهيم حويجة»، الذي كان قد تقلد منصب رئيس الاستخبارات الجوية، ما بين عامي 1987 و2002، من صلاحيات واسعة وعلاقات مميزة مع الضباط الروس.

وقد عرفت بانخراطها في مفاوضات التسوية في المناطق الخارجة عن سيطرة «الأسد» منذ عام 2015، بدءاً من دخولها كمذيعة في التلفزيون السوري لبرنامج «سوريا تتحاور»، إلى مناطق المعارضة في حي العسالي، ثم مشاركتها بمفاوضات مدينة المعضمية عام 2016، وصولاً إلى مفاوضات الرستن وريف حمص الشمالي في الأسابيع الأخيرة، حسب صحيفة «القدس العربي».

وظهرت «حويجة»، مؤخرا، في تسجيل مسرب انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي ترتدي العباءة السوداء إلى جانب الضابط الروسي «الكسندر إيفانوف».

وكان القيادي السابق في المعارضة السورية «عمر رحمون»، الذي أنجز اتفاق التسوية في حلب بين المعارضة والنظام، كشف، في حديث خاص سابق، أن «كنانة حويجة» حالياً من أقوى شخصيات الظل في النظام، وهي ذات كلمة مسموعة عند الأجهزة الأمنية، وأن ‏كل المصالحات تمت عن طريقها باستثناء اتفاق حلب.

وعن أسباب تمكنها من القيام بهذا الدور، قال «رحمون»: «بدأت القصة معها من الإعلام؛ فالإعلاميون يدخلون إلى خطوط النار، ودخولها إلى الجبهات عرّفها على الميدان وجعلها قريبة من الواقع».

وأضاف: «ثم أن عائلتها قريبة من صانع القرار، وبحكم أنها امرأة فإن تواصلها مع الفصائل أقل خطراً من تواصل الرجل، ‏ثم هي ليست ضابطاً، ونحن نعلم أنه ممنوع على الضباط التواصل مع المسلحين الخارجين على القانون، ‏وبحكم أنها مدنية ولا تحمل صفة رسمية، سهل لها إمكانية التواصل».

ووفقا لـ«رحمون» فإن «حويجة»، قامت بالتواصل مع تنظيم «الدولة الإسلامية»، في الحجر الأسود منذ عامين، لكن الاتفاق لم ينجز حينها.

وكان ممثلو المعارضة وضباط روس توصلوا إلى اتفاق، يوم الجمعة الماضي، يقضي بتسليم درعا وبلدات أخرى في محافظة درعا الجنوبية على الحدود مع الأردن في نصر جديد لقوات «الأسد» وحلفائه الروس والإيرانيين.

وقبل الاتفاق أجبرت العديد من القرى والبلدات في محافظة درعا على العودة لسيادة النظام بعد حملة قصف جوي روسي عنيف على مراكز حضرية؛ ما أدى إلى أكبر موجة نزوح للمدنيين منذ بدء الصراع قبل أكثر من 7 سنوات.

ومن المفترض أن يسمح الاتفاق للمقاتلين الذين يرفضون السلام بالمغادرة لمناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال البلاد قبل تسليم الأسلحة.

  كلمات مفتاحية

سورا جنوب سوريا درعا كنانة حويجة