«ترامب» و«بوتين» سيعقدان «صفقة كارثية» حول سوريا

الجمعة 13 يوليو 2018 06:07 ص

كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن الرئيس «دونالد ترامب» سيقوم، الإثنين المقبل، بعقد صفقة كبرى مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» ستحدد مصير سوريا.

وقال الكاتب «جوش روغين»، في مقال له بالصحيفة الأمريكية، إن «الصفقة لن تكون جيدة بل رهيبة»، مشيرا إلى أنه «لا يزال هناك وقت لتجنب النتيجة الخطيرة لهذه الصفقة».

وأكد «روغين» على «ضرورة أن لا يعقد ترامب صفقة كارثية مع بوتين بشكل تزيد من الأوضاع سوءا على السوريين والمنطقة وأمن الولايات المتحدة».

ويدور نقاش حاد داخل فريق الأمن القومي الأمريكي بشأن الخطة التي ناقشها «ترامب» مع العاهل الأردني «عبدالله الثاني»، الشهر الماضي.

وذكرت «واشنطن بوست» أن «الخطة تحقق أماني ترامب بالانسحاب السريع من سوريا في الوقت الذي يصادق فيه على سيطرة بشار الأسد والروس الوحشية على جنوب سوريا، والذي يعد خرقاً لاتفاق خفض التوتر الذي عقده بوتين والإدارة الأمريكية، العام الماضي».

وتابعت: «ومقابل موافقة الأمريكيين تتعهد روسيا بالحد من وجود الإيرانيين قرب الحدود السورية مع كل من الأردن و(إسرائيل). وتشجع الصفقة قوات سوريا الديمقراطية التي تحظى بدعم الأمريكيين للعمل مع نظام الأسد والروس في وقت يقوم فيه ترامب بسحب نحو ألفي جندي من شمال شرقي سوريا».

وحسب الصحيفة، يبدو أن (إسرائيل) والأردن موافقتان على الخطة لكن الإدارة نفسها منقسمة.

ويدفع بالخطة مبعوث الخارجية لدولة التحالف «بريت ماكغيرك»، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى «ديفيد ساترفيلد»، والذي يقول مسؤولان أمريكيان إنه اختيار «ترامب» لكي يكون سفير واشنطن في تركيا.

وكشفت أن المسؤولين الباقين في الخارجية والبنتاغون ومجلس الأمن القومي يشككون بالترتيبات وإمكانية نجاحها.

واعترض مستشار الرئيس الأمريكي «جون بولتون» في المناقشات الداخلية على ملمحين من ملامح الصفقة.

إذ طالب بعدم مقايضة القاعدة العسكرية الصغيرة في المنطقة الحدودية «التنف» بأي شكل من الأشكال، وفقا للصحيفة الأمريكية.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن «بولتون» طالب بصفقة تؤدي لخروج الإيرانيين بشكل كامل من سوريا لا إبعاد قواتهم عن الحدود.

ويخشى المسؤولون العسكريون من أن تؤثر أي صفقة على القتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» بشكل يسمح بعودة التنظيم مثلما حدث أثناء فترة الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما» بعد سحب القوات الأمريكية من العراق عام 2011.

وأوضحت «واشنطن بوست» أن «الصفقة تقوم على افتراض أساسي وهو اعتبار تخفيض العنف في سوريا أولوية بشكل يسمح بعودة اللاجئين وبدء العملية السياسية. لكنها في الوقت نفسه تقوم على فرضيتين خاطئتين وهما أن روسيا جادة في التفاوض على حل سياسي من جهة ولديها القوة والإرادة لاحتواء إيران من جهة أخرى».

وقدم وزير الخارجية «مايك بومبيو» شهادة أمام الكونغرس، الشهر الماضي، قال فيها إن قدرة روسيا على إخراج إيران من سوريا «سؤال مفتوح».

وقال إن غياب الضغط على «الأسد» وشركائه يعرقل الجهود الأمريكية الدفع بحل دبلوماسي، مضيفا: «لسنا في وضع نملك فيه النفوذ الكافي لتحقيق نتيجة سياسية مقنعة ولصالح الولايات المتحدة والعالم».

وأشارت «واشنطن بوست» إلى أنه بغض النظر عما سيقال في القمة الأمريكية الروسية، فإن ذلك سيترك أثره على النقاشات اللاحقة.

ويحاول الكونغرس مساعدة «ترامب» وتوفير النفوذ له عبر سلسلة من القرارات والتشريعات التي تفرض العقوبات على نظام «الأسد» وشركائه الذين يساعدونه على ارتكاب الجرائم.

وأطلق على واحدة من التشريعات «قيصر»، العسكري السوري المنشق الذي هرب 55 ألف صورة توثق لفظائع «الأسد» في السجون.

وشددت الصحيفة الأمريكية على أن «الولايات المتحدة لديها دور كي تلعبه في سوريا ومسؤولية عمل ما هو صحيح وسليم».

واعتبرت أنه «يجب على الإدارة الاحتفاظ بما تبقى لديها من أوراق نفوذ حتى تضغط باتجاه شمل المعارضة في مفاوضات حقيقية وتسهيل وصول المواد الإنسانية للجوعى ووقف جرائم الأسد ومحاسبته على جرائم الحرب التي ارتكبها».

وختمت الصحيفة بالتحذير بأن أي شيء يوافق عليه «بوتين» لا يمكن الوثوق به، ولو تم التوافق على تبادل الانسحابات فيجب خروج القوات الإيرانية أولاً.

المصدر | الخليج الجديد + واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

ترامب بوتين العلاقات الأمريكية الروسية صفقة كبرى الأزمة السورية انسحاب قوات مليشيات إيرانية الأردن