تحركات عسكرية بالعراق لإنهاء المظاهرات بدعوى مواجهة «الدولة الإسلامية»

السبت 14 يوليو 2018 03:07 ص

بدأت الحكومة العراقية، إجراءات أمنية واسعة للسيطرة على التظاهرات التي تجددت، السبت، بعدما خرجت عن السيطرة، الجمعة، في عدد من المحافظات، لا سيما في جنوب البلاد، احتجاجا على تردي الخدمات.

وجاءت هذه التحركات، تزامنا مع بدء حملة عسكرية واسعة على مختلف المحاور، لضرب جيوب تنظيم «الدولة الإسلامية»، في عدد من المحافظات، التي تتهمه السلطات بمحاولة استغلال الاحتجاجات.

ورغم توجيه رئيس الحكومة العراقية «حيدر العبادي»، بعد اجتماع أمني، الجمعة، الحكومات المحلية، باتخاذ الخطوات اللازمة لاحتواء التظاهرات، قلل مسؤولون وشيوخ عشائر من أهمية الوعود الحكومية، بعد أن فقد الشارع الثقة بها، مؤكدين استمرار الاحتجاجات.

والجمعة، خرجت احتجاجات في كل من البصرة وميسان وذي قار والنجف وكربلاء وواسط، وشهدت سقوط قتيلين ونحو 61 جريحا؛ من بينهم 30 عنصرا أمنيا، قبل أن يقتحم متظاهرون، الجمعة، مطار النجف الدولي، ووصلوا إلى مدرجه الوحيد، ما أدى إلى توقف الملاحة فيه بشكل كامل.

استغلال

وقال ضابط في قيادة العمليات المشتركة، السبت، إن «معلومات استخبارية، كشفت عن خطة لتنظيم الدولة الإسلامية، لتنفيذ كمائن وضربات خاطفة في عدد من المحافظات، منها تكريت وديالى وصلاح الدين والموصل، مستغلا موجة التظاهرات التي اتسعت في أغلب المحافظات العراقية»، حسب صحيفة «العربي الجديد».

وأضاف أن «القيادة وجهت باتخاذ إجراءات عسكرية رادعة لمسك زمام الأمور، وعدم منح الدولة الإسلامية فرصة التحرك»، مشيرا إلى أن «القيادة منحت قيادات المناطق صلاحية التحرك العسكري وفقا للمعطيات الميدانية في المناطق التابعة لهم».

وأشار إلى أن «القوات الأمنية في كركوك شرعت بإجراء عمليات دهم وتفتيش، في مناطق وقرى متفرقة في كركوك، منها سلسلة جبال دوملان، والدبس، ومناطق الزاب الأسفل، وحي التنك، وغيرها من المناطق التي تضم جيوبا للتنظيم».

وصعد تنظيم «الدولة الإسلامية» على مدى الأسابيع القليلة الماضية هجماته التي تستهدف في أغلبها قوات الأمن في مناطق شمالي وشرقي البلاد.

مندسين

وحسب بيان لمكتب «العبادي»، السبت، فإن «المجلس الوزاري للأمن الوطني، ناقش عمليات التخريب التي حصلت خلال التظاهرات في عدد من المناطق، وقد رصدت الأجهزة الاستخبارية مجاميع صغيرة من المندسين تحاول الاستفادة من التظاهرات، ومهاجمة مؤسسات الدولة وممتلكات المواطنين».

وأضاف أن «قواتنا ستتخذ الإجراءات اللازمة بحق هؤلاء المندسين وملاحقتهم وفق القانون، إذ إن حماية المواطنين وممتلكاتهم من واجب الدولة».

وبعد 3 سنوات، وبدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أعلن العراق في ديسمبر/كانون الأول الماضي استعادة كامل أراضيه من قبضة «الدولة الإسلامية» الذي كان يسيطر على ثلث مساحة البلاد.

ولا يزال التنظيم يحتفظ بخلايا نائمة موزعة في أرجاء البلاد، وبدأ يعود تدريجيا لأسلوبه القديم في شن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات التي كان يتبعها قبل عام 2014.

تحركات عسكرية

ونشرت السلطات، نقاطا عسكرية متحركة على طريق بغداد – كركوك، لأجل تأمينه، ورصد أي تحرك للتنظيم»، لافتة إلى أن «القوات ستستمر بمهامها، حتى تأمين الطريق بشكل كامل».

وأشارت السلطات أيضا إلى أن «قيادة عمليات نينوى اتخذت إجراءات مكثفة، لإحباط أي تحرك للتنظيم، ونشرت قواتها في عدد من المناطق الحيوية في المحافظة».

كما وصلت، تعزيزات عسكرية إضافية إلى محافظة النجف، بحسب ما قال مسؤول محلي في المحافظة، مشيرا إلى أن «التعزيزات وصلت من بغداد، وتم نشرها مع قوات المحافظة، في محيط مطار النجف، وعدد من دوائر المحافظة المهمة، منها مبنى الحكومة المحلية».

ووصف المسؤول الأوضاع في النجف بأنها «مرتبكة للغاية»، مشيرا إلى أن «المتظاهرين يستعدون لتجديد التظاهرات، بينما يُخشى من وقوع صدامات بينهم وبين القوات الأمنية».

كما اتخذت محافظة الديوانية إجراءات أمنية مكثفة لحماية دوائرها.

ونفذت القوات الأمنية أيضا في محافظة صلاح الدين، بالتنسيق مع القوات الأمنية في ديالي، عملية عسكرية واسعة، لتأمين المناطق الحدودية المشتركة بين المحافظتين.

وقال مسؤول أمني، إن «القوات بسط سيطرتها على هذه المناطق الواسعة وضرب عدد من جيوب تنظيم الدولة الإسلامية»، مشيرا إلى أن «القوات فرضت سيطرتها على تلك المناطق، واستعانت بالجهد الاستخباري للقضاء على ما تبقى من التنظيم فيها».

كما أعلن المتحدث باسم مركز الإعلام الأمني، «يحيى رسول»، أن «القوات الأمنية، ضمن قيادة عمليات الجزيرة، شرعت بعملية أسود الجزيرة، لتفتيش مناطق نهر الفرات الممتدة من طريق حديثة – بيجي، التي تمتد حتى الحدود الدولية باتجاه الحدود الفاصلة مع قيادتي عمليات نينوى وصلاح الدين».

ولم يعط «رسول» مزيدا من التفاصيل عن العملية.

وتأتي موجة الاحتجاج هذه فيما ينتظر العراق انتهاء عملية إعادة الفرز اليدوي النسبي لأصوات الانتخابات البرلمانية التي شهدتها البلاد في 12 مايو/أيار الماضي، على خلفية شبهات بالتزوير.

ويجد العراق نفسه اليوم من دون سلطة تشريعية للمرة الأولى، منذ إطاحة نظام «صدام حسين» في 2003.

وتحمل جهات سياسية حكومة «العبادي»، مسؤولية عدم توفير الخدمات، وتفشي البطالة التي دفعت الشعب إلى التظاهر.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العراق حيدر العبادي مظاهرات تحركات عسكرية الدولة الإسلامية مواجهات

قيادي سابق بالتيار الصدري: صدام كان أفضل من النظام الحالي