«العدالة والتنمية» الجزائري يرفض ترشح «بوتفليقة» لولاية خامسة

الاثنين 16 يوليو 2018 02:07 ص

رفض رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، الشيخ «عبدالله جاب الله»، ترشح الرئيس الجزائري، «عبدالعزيز بوتفليقة»، لولاية رئاسية خامسة.

وأكد «جاب الله»، أبرز القيادات الإسلامية الجزائرية، والذي ترشّح مرّتين للانتخابات الرئاسية؛ في 1999 و2004، أن الداعين لترشح «بوتفليقة»، هم من محيطيه ويسعون للحفاظ على مصالحهم.

وأشار في حوار له له مع «الخليج أون لاين»، إلى أن «نظام الحكم لا يستوفي شروط الشرعية الكاملة، وأنه نظام فاسدٌ وليس مقتصراً على نوع أو مؤسّسة واحدة، ولذلك لم تنهض البلاد ولم تتقدم».

وتابع «لأجل ما سبق ليس غريباً أن تظهر فضيحة الكوكايين (وقعت الشهر الماضي) هذه، إلا أنها نموذج فجّ ينبئ بحجم الفساد الذي عليه النخب الحاكمة في البلاد».

وأوضح أن «الجزائر تعيش على وقع وتأثير رئيس أقعده المرض منذ سنوات، ولا يكاد يبين أو يظهر أمام الجزائريين، وهذا أتاح المجال للفساد أكثر، لذا طالبنا مراراً بتنظيم انتخابات رئاسية مُسبقة قبل الفترة الرئاسية الرابعة».

وأردف «سجّلنا اعتراضنا عليها لأن الشخص المرشّح لها لا يستوفي شروط الأهلية لتولّي المسؤولية، إلا سيطرتهم على كل مقاليد الحكم في البلاد وبسط نفوذهم، والأمر سيتكرَّر في الولاية الخامسة المقبلة».

وحول رد فعل المعارضة حال أعلن «بوتفليقة» الترشح مجددا، علق السياسي الجزائري قائلا «هذا الأمر طرحه البعض ولكن التحفُّظ الموجود على هذا الرأي يكمن في الإجابة عن السؤال التالي: هل المشكلة في الجزائر أصوات أم احترام النظام للأصوات؟»، مضيفا «إذا كانت المشكلة أصواتاً يصير لهذا الاقتراح وجاهته؛ لأنه يُقال آنذاك إن مرشّح النظام قويّ وله مصداقية، ولمواجهته لا بدّ أن تتكتّل المعارضة وأن تجتمع على مرشّح واحد».

وتابع «لكن من خلال التجارب الانتخابية السابقة -على كثرتها- يتّضح أن المشكلة في احترام الأصوات. النظام امتهن سياسة تزوير الانتخابات منذ التجربة الأولى التي نظّمها في انتخابات عام 1991، والتي فازت بها المعارضة، وانقلب عليها، ومنذ ذلك قرَّرت النخب الحاكمة التي انقلبت على الإرادة الشعبية ألا تنظّم انتخابات نزيهة بعد ذلك، وأنها ستعمل على تزوير الانتخابات، والديمقراطية عندها واجهات ليس غير».

واستدرك «أما أن يُسار إلى إقرار ديمقراطية تعدّدية سليمة فهذا ما لا تريده هذه النخب؛ لأنها تُدرك غربتها داخل المجتمع، وتعلم أنها إن نظَّمت انتخابات حرّة ونزيهة فذلك يعني أنها رضيت بأن تعود إلى بيوتها».

وشدد «جاب الله»، «يجب أن تجتمع النخب الجزائرية من أجل أن تكون هناك انتخابات حرة ونزيهة، وأن يفتكّ ملف الانتخابات من السلطة، ويُسلَّم لهيئة مستقلّة استقلالا حقيقيا».

وكشف أن «التيار الإسلامي اليوم هو أضعف مما كان عليه من قبل، وعمل النظام ولا يزال على تجفيف كل منابع الصحوة وتقسيم القوى الإسلامية بكل الوسائل والطرق، ولا يزال يعمل أيضاً على تشويه رموز هذه الصحوة، لا سيما للذين لهم قبول شعبي».

وأكد أن النظام «مستمرّ في تزوير الانتخابات ضد فصائل هذا التيار وإعطائهم حجوماً أقلّ من حجمهم الحقيقي بكثير، وتكرّر هذا الأمر في كل المناسبات الانتخابية ما بعد1991».

وأضاف «عمل النظام على إظهار التيّار الإسلامي فاقداً لبرامج ترتيب الدولة، أو إصلاحات قطاعات المجتمع، بالرغم من أن الحقيقة هي خلاف ذلك تماما».

وأشار إلى أنه «لا يوجد بين الفصائل السياسية النشطة فصيل يملك بعض ما عند فصائل هذا التيار من رؤى ناضجة في كيفيّة بناء الدولة، وتنظيم السلطات، ورعاية الحقوق والحريات، إلى جانب البرامج التنموية والاقتصادية والاجتماعية».

واستدرك «رغم كل تلك السياسات فإن هذا النظام مُصرّ على تزوير الانتخابات؛ لأنه يخشى من هذا التيار، ويُدرك أنه لو نُظّمت انتخابات حرة ونزيهة فإن الشعب سيصوّت للتيار الإسلامي».

ومن المقرر أن تجرى انتخابات الرئاسة الجزائرية في أبريل/نيسان 2019، وسط جدل حول استمرار «بوتفليقة» في قيادة البلاد، خاصة في ظل وضعه الصحي الحالي، حيث لم يعد الرئيس الجزائري يستطيع التحرك دون كرسي متحرك، وأصبح ظهوره نادرا جدا، لكن وجود خليفة له أصبح أمرا صعبا في ظل غياب التوافق السياسي على شخصية تخلفه.

ووصل «بوتفليقة» إلى الحكم في أبريل/نيسان 1999، خلفاً للرئيس «اليامين زروال»، ثم أعيد انتخابه في 2004 لولاية ثانية.

وكان يفترض أن يغادر السلطة في 2009، باعتبار أن الدستور لا يسمح إلا بولايتين، لكنه قام بتغيير الدستور للترشح لولاية ثالثة ثم رابعة.

وتعرض «بوتفليقة» (81 عاما) لجلطة دماغية في أبريل/نيسان 2013، أفقدته القدرة على الحركة وحتى إلقاء خطابات على مواطنيه، رغم أنه يظهر في التليفزيون الحكومي بشكل مستمر، وهو يستقبل مسؤولين في الدولة وضيوفا أجانب.

واعتبرت أحزاب في المعارضة، أن ترشحه لولاية رابعة في 2014، كان «غير دستوري»، لأنه «غير مؤهل من الناحية الصحية»، خاصة أن رئيس الجمهورية يتمتع بصلاحيات واسعة تتطلب مجهوداً كبيراً للقيام بها، لكن مؤيديه يقولون إنه رغم وضعه الصحي الصعب «يتابع كل شؤون الدولة».

  كلمات مفتاحية

الجزائر بوتفليقة الانتخابات الرئاسية الجزائرية حزب العدالة والتنمية المعارضة الجزائرية