انتهت منافسات كأس العالم لكرة القدم 2018، بروسيا، وتوج المنتخب الفرنسي باللقب للمرة الثانية في تاريخه على حساب نظيره الكرواتي الذي تأهل إلى النهائي لأول مرة في تاريخه، وشهدت البطولة ظواهر جديدة وغير متوقعة من أبرزها سقوط الكبار وتقديم نجوم الساحرة المستديرة أداءً باهتاً.

فقد ودع المنتخب الألماني المنافسات من الدور الأول، بينما خسر المنتخب الأرجنتيني بقيادة الأسطورة «ليونيل ميسي» في دور الـ16 والذي تأهل إليه بصعوبة بالغة، ولم يحم صاروخ ماديرا البرتغالي «كريستيانو رونالدو» منتخب بلاده من الخروج المبكر من نفس الدور بالخسارة أمام أوروغواي.

فيما فشل الموهوب «نيمار دا سيلفا» من قيادة منتخب بلاده البرازيل أبعد من دور ربع النهائي، حيث خرج من البطولة بالخسارة أمام منتخب بلجيكا.

ورغم أنه بوسع منتخب واحد فقط أن يرفع الكأس، وسينال 23 لاعباً فقط الميدالية الذهبية، لكن ذلك لا يعني أن أولئك فقط هم الفائزون في كأس العالم 2018، وبمشاركة 736 لاعباً، دائماً ما يكون هناك عناصر ترفع مستوى أدائها في هذه الاستحقاق الرياضي الهام رغم أنه لم يكن متوقعاً لها أن تسرق الأضواء.

وفي هذا الإطار رصد الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» 5 أسماء أبهرت المراقبين والجماهير في البطولة، وهم كالتالي:

الإنجليزي «كييران تريبيير»

بلوغ إنجلترا الدور نصف النهائي أتى بفضل الضربات الثابتة التي كان «تريبيير» عنصراً جوهرياً في تنفيذها، وبفضل تغيير في تشكيلة المنتخب إلى نمط 3-5-2، تمكن «كايل والكر» و«تريبيير» من الظهور في صفوف الأسود الثلاثة.

وقد أرسل «تريبيير» الركنية التي اقتنص منها «هاري كين» هدف الفوز في شباك تونس، بالإضافة إلى تنفيذه الضربة الحرة المذهلة والتي انتهت بعرين كرواتيا في لقاء نصف النهائي، ويشهد له أنه كان أساسياً في بعض من أفضل محطات إنجلترا في البطولة.

الروسي «دينيس تشيريشيف»

لربما كان الإنجاز الوحيد الذي لم يحققه «تشيريشيف» في كأس العالم هو حلم خوض النهائي على ملعب «لوجنيكي» بعد 31 يوماً منذ أن أبان على قوته الضاربة في المباراة الافتتاحية وهز الشباك مرتين في ذلك اللقاء.

وبالنظر إلى أن هذا اللاعب لم يترك بصمة واضحة في صفوف ريـال مدريد وعانى من إصابة عطّلت مسيرته مع فياريـال حتى الآن، كانت روسيا 2018 فرصته للتألق.

وقد أتى هدفه في ربع النهائي ليُثبت ذلك، ورغم أنه استهلّ البطولة كلاعب بديل، لكن ظهوره الأول في المنافسات أمام السعودية كان مذهلاً، ليثبت قدراته في لقاء تلو الآخر.

الكولومبي «ييري مينا»

نجح برشلونة في يناير/كانون الثاني بأن يضم إلى صفوفه «ييري مينا» الذي أثبت علو كعبه في البطولة وخاض عدة مباريات مؤكداً أنه يملك مهارات غير عادية، ورغم أنه يتمركز في الدفاع، لكنه نجح بهزّ الشباك في ثلاث مباريات متتالية، ومن ضمنها هدف التعادل الدرامي في شباك إنجلترا، وهو ما سيجعل اسمه بالتأكيد حاضراً بقوة في ساحات المستديرة الساحرة.

وبفضل مهاراته الاستثنائية في المراوغة وتألقه بالكرات الهوائية تمتع المنتخب الكولومبي بالثقة بأن الأمور تسير بهدوء في الخطوط الخلفية، كما نقل تلك القوة في الكرات العالية إلى منطقة جزاء الخصم وتحول إلى كابوس لكل من حاول احتواءه.

الدنماركي «كاسبر شمايكل»

بينما نجح «شمايكل» الصغير أخيراً بالخروج من عباءة والده «بيتر» مع مساعدة ليستر سيتي في التربع على عرش الدوري الإنجليزي الممتاز سنة 2016، لكنه نادراً ما وصف بأنه من أفضل الحراس في العالم، ولكن هذا قد يتغيّر الآن بالنظر إلى أنه غادر روسيا بأفضل سجل تصدي للكرات من أي حامي آخر للعرين خاض أكثر من مباراة واحدة، بحيث نجح بالتصدي لإجمالي 91.3% من التسديدات التي واجهها، إلى جانب رد ثلاث ضربات جزاء في اللقاء أمام كرواتيا.

الياباني «تاكاشي إينوي»

اقتنص نادي ريـال بيتيس الإسباني خدمات هذا اللاعب قبيل انطلاق البطولة، ويبدو أن هذا النادي حقق صفقة رابحة بالنظر إلى تألق هذا اللاعب والإشادة التي نالها من كل حدب وصوب خلال المباريات الأربعة التي خاضها المنتخب الياباني في كأس العالم.

يتبنى هذا اللاعب أسلوب محاربي الساموراي التقليدي القائم على التمريرات السريعة والحركة المستمرة على أرض الملعب، وفي روسيا 2018، تألق في الكتيبة اليابانية على مستوى التهديف والابتكار في التعامل مع الكرة، إلى جانب عدم القدرة على تنبؤ تحركاته.