«جيوبوليتيكال فيوتشرز»: احتجاجات العراق قد تهدد إمدادات الطاقة العالمية

الثلاثاء 17 يوليو 2018 07:07 ص

«الخوف كل الخوف أن تتصاعد احتجاجات البصرة لتؤدي إلى تفاقم مشكلة الطاقة الاحتياطية النفطية بالعالم، وهي آثار ستكون أوسع نطاقا من مجرد احتجاجات شعبية على نقص خدمات أو بطالة، وقد ينظر إليها على أنها لعبة إيرانية كبيرة لتهديد إمدادات النفط العالمية».

بهذا الطرح المقلق، اشتبك موقع «جيوبوليتيكال فيوتشرز» الأمريكي مع تطورات الاحتجاجات في البصرة، الغنية بالنفط، جنوبي العراق، والتي بدأت منذ أيام.

ويلفت الموقع، في تقرير، إلى أن المحتجين انتشروا في معظم الجنوب العراقي، وهي منطقة حساسة في خريطة الطاقة العالمية، فالبصرة وحدها تتنج 80% من نفط العراق، بنحو 3.3 ملايين برميل يوميا.

وأضاف أن التهديد الذي يتعرض له إنتاج البصرة من النفط له آثار أوسع نطاقاً بسبب تقرير جديد صادر عن وكالة الطاقة الدولية يفيد بأن الطاقة الاحتياطية للنفط تتناقص بالفعل بشكل عالمي، لاسيما بعد انخفاض الإمدادات النفطية من فنزويلا وتوقعات بتراجعها من إيران، مع استمرار العقوبات الأمريكية وتخطيط واشنطن لوصولها إلى الذروة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، حيث تستهدف عدم توريد قطرة واحدة من النفط الإيراني إلى دول العالم.

واعتبر «جيوبوليتيكال فيوتشرز» أن زيادة وتيرة احتجاجات البصرة والجنوب العراقي وامتدادها لتعطيل حقول النفط هناك من شأنه أن يفاقم مشكلة الطاقة الاحتياطية النفطية بالعالم، والتي تعاني من نقص وتذبذب في الأساس، وهو ما قد يكون له تداعيات سيئة على أسعار الخام الأسود عالميا، بالتوازي مع توقعات بزيادة الطلب العالمي على النفط بشكل كبير، خلال الأشهر المقبلة، وصولا إلى ذروته في 2019.

ويضيف: حتى الآن تبدو الاحتجاجات في البصرة شعبية ومدفوعة من قبل السكان المحليين، لكن هناك تقارير تشير إلى أن إيران نشرت أفرادا من ميليشيا الحشد الشعبي الموالية لها لدعم المحتجين، وهو ما يمكن أن يشير إلى محاولة إيرانية لاستغلال الموقف لمصلحتها، أو تخطيط من البداية لهذا الأمر، كطريقة لتهديد إمدادات النفط العالمية من البصرة، لإحداث خلل في الأسعار، كسبيل لمواجهة العقوبات الأمريكية.

وأردف: سيكون هذا لعبة خطيرة من إيران، فإغلاق المصدر الرئيسي للعائدات العراقية يمكن أن يؤدي إلى عدم الاستقرار قد تخلق حالة مثالية أمام (المتمردين السنة) للاستفادة منها، في وقت تواجه فيه إيران نفسها تحديات كبيرة في الداخل، لكن طهران قد ترغب في إثبات أنها تملك القدرة على إلحاق الألم بالاقتصاد العالمي.

ولفت الموقع الأمريكي إلى وجود نقص فعلي حالي في إمدادات النفط الاحتياطية العالمية، بسبب إغلاق منشأة ضخمة لنفط الرمال في كندا، والتي كانت تنتج وحدها نحو 360 ألف برميل يوميا، بسبب مشكلة في الكهرباء، علاوة على حدوث انقطاعات أخرى في الإنتاج لكل من ليبيا ونيجيريا والنرويج، بالإضافة إلى مخاوف من تعطل الإنتاج في مرافق نفطية أمريكية بفعل أعاصير متوقعة.

وأشار إلى أن هناك توقعات بزيادة الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.3 مليون برميل في اليوم في النصف الثاني من هذا العام، والذي بدأ بالفعل، علاوة على 1.6 مليون برميل يوميا في 2019.

وقلل «جيوبوليتيكال فيوتشرز» من وجهة النظر القائلة بأن السعودية يمكنها تعويض أي نقص، قائلا إن المملكة التي تتمتع بأكبر قدر من الطاقة الاحتياطية بالعالم، تزعم أنها تستطيع إنتاج 12.5 مليون برميل يوميا، لكنها فعليا لم تنتج أكثر من 10.7 مليون برميل في اليوم، والزيادة عن هذا ستكون مكلفة للغاية، نظرا لتطلب بعض المواقع النفطية بها لحفر إضافي.

وأضاف: «زيادة الإنتاج ليست سهلة كعملية تبديل المفتاح.. قد يستغرق الأمر شهورًا حتى في المواقع التي تحتوي على معدات جيدة الصيانة».

وأوضح الموقع أن منظمة «أوبك» تمتلك حاليا طاقة إنتاجية فائضة تقدر بمليوني برميل نفط يوميا، إضافة إلى 500 ألف برميل من روسيا، أي أن إجمالي الطاقة الاحتياطية العالمية يبلغ حوالي 2.5 مليون برميل في اليوم، ويجب أن تستطيع هذه القدرة العالمية تغطية النقص الموقع من فنزويلا وإيران التي تملك ما يقرب من 1.5 إلى 2 مليون برميل يوميا.

من ناحية أخرى، هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز، في حالة منعها من تصدير النفط، وهو تهديد يمكن أن يمنع ببساطة تدفق 20 مليون برميل يوميا من نحو 100 مليون ينتجها العالم، وهو ما يمكن أن يسبب خللا كبيرا في الإمدادات العالمية.

وتوقع الموقع أن يسبب ذلك الإجراء ارتفاعا كبيرا في أسعار النفط، ويؤثر على الاقتصاد الأمريكي بقوة، وهو ما لا تريده الإدارة الأمريكية الحالية، لاسيما مع اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لذلك سيتحرك الكونغرس بحذر حيال هذا الأمر.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العراق احتجاجات البصرة مظاهرات البصرة نفط الطاقة العالمية جيوبوليتيكال فيوتشرز