4 عقبات تجاوزتهم قطر لتنظيم مونديال ناجح عام 2022

الثلاثاء 17 يوليو 2018 12:07 م

انتهت منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2018، بنسختها الـ21، والتي احتضنتها روسيا، خلال الفترة من 14 يونيو/حزيران الماضي حتى 15 يوليو/تموز الجاري، وبدأ العد التنازلي لانطلاق النسخة الـ22، المقرر إقامتها في دولة قطر، خلال الفترة من 21 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى 18 ديسمبر/كانون الأول 2022.

وكان أمير دولة قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، قد تسلم من الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» راية كأس العالم، في حفل أقيم بقصر الكرملين، على هامش نهائي البطولة، والذي حصد لقبها المنتخب الفرنسي بعدما تغلب على نظيره الكرواتي بنتيجة 4-2.

وفازت قطر بحق تنظيم بطولة كأس العالم 2022، بعدما تفوقت على ملفات دول الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية واليابان وأستراليا، حيث تصدرت جولات التصويت الأربع، برصيد 11 و10 و11 و14 صوتا على الترتيب.

ومع اقتراب موعد إقامة هذا العرس الكروي الكبير لأول مرة في دولة عربية، تزداد تساؤلات الجماهير من مختلف دول العالم، عن كيف ستستعد قطر لتنظيم النهائيات؟، وكيف سيتأهب المجتمع القطري لاستيعاب الزائرين المشجعين الذين سيتجاوز عددهم 1.5 مليون فرد، بجانب بعض التساؤلات الخاصة بالملاعب والأحوال الجوية وغيرها، وهو ما نحاول أن نجيب عليه فيما يلي:

مساحات خضراء

دشنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية المسؤولة عن تنظيم البطولة، في فبراير/شباط الماضي، مشتلا لزراعة الأشجار والأعشاب، لتلبية احتياجات ملاعب ومنشآت مونديال قطر 2022.

ويحتوي المشتل على أكثر من 16 ألف شجرة من 60 نوعا مختلفا من الأشجار المعروفة في كل من قطر وتايلاند وإسبانيا، كما يضم أكثر من 679 ألف شجيرة ونوعا واحدا من العشب، مزروعا على أرض تقدر مساحتها بـ425 ألف متر مربع، وفقا لوكالة الأنباء القطرية.

بدورها تقول صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن قطر تنمو بشكل سريع لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022، ماضية قدما في بناء ناطحات سحاب ومراكز تسوق وملاعب جديدة، وتدشين طرق وخطوط نقل عام جديدة، وزرع أشجار ونباتات في الصحراء.

ويعلق مدير «مشروع استاد خليفة الدولي»، المهندس «محمد أحمد»: «كل يوم يتغير شيء ما في الدوحة، الأمر أشبه وكأن البلد كلها تستعد لحدث كبير، قبل عامين، كل تلك المساحات الخضراء الآن، كانت صحراء».

وتضيف «نيويورك تايمز» أن النباتات لا تنمو بسهولة في الدوحة، التي تحصل على 3 بوصات من الأمطار سنويا، لكن كأس العالم يتطلب أن تزيد البلاد من المساحات الخضراء، لذلك يجرى اختبار 12 نوعا من العشب لإيجاد أفضل نوعية يمكن أن تغطي أرض الملاعب التي ستقام عليها البطولة.

وأشارت إلى أن جميع أنواع العشب تستقدم من الخارج، وعادة من الولايات المتحدة، ويتم نقلها كما تنقل الأغصان بصناديق يسع كل منها إلى 40 كيلوجراما، ثم يزرع ويروى وينمو في الظل تماما، وفي ظل جزئي، أو يبقى مكشوفا تحت رحمة المناخ الصحراوي القاسي في قطر.

وأضاف إنه يروى العشب مرة واحدة في اليوم، وتم زرعه على شكل ملعب كامل لكرة القدم أو على شكل مربعات صغيرة بطول متر لكل جهة، وفق ما يجرى اختباره، ويفحص ليس فقط لجهة تحمله للمناخ، بل أيضا لناحية إمكانية اللعب وجمالياته، بالرغم من أن منافسات مونديال 2022 ستقام في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول حيث تصل درجات الحرارة إلى نحو 25 درجة مئوية.

وفي نفس الإطار دشّنت قطر تطبيقا إلكترونيا للهواتف الذكية، تحت شعار «تبرع بواحدة واحصل على واحدة»، وهو يُمكّن المقيمين فيها من التبرع بالأشجار التي يرغبون بإزالتها، لزراعتها في محيط ملاعب كأس العالم 2022.

وكانت أول شجرة يتم التبرع بها بعمر 40 عاما، وتم بالفعل زرعها في محيط «استاد البيت» في مدينة الخور، وكذلك يتم نقل أشجار من مواقع مختلفة من جميع أنحاء قطر، وزرعها بشكل مؤقت في مزرعة أشجار واسعة تابعة للجنة العليا في شمال البلاد، تمهيدا لنقلها إلى المناطق الخضراء المحيطة بالملاعب.

تبريد الملاعب

أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن اللجنة المسؤولة عن تنظيم مونديال قطر 2022، ابتكرت نظاما لتبريد الهواء داخل الملاعب يجعل الهواء البارد يدفع من أسفل الهواء الساخن، ولذلك لحل أزمة الحرارة القاسية في الدوحة.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن ملعب «استاد خليفة الدولي» سيكون أول الملاعب الثمانية الجاهزة للمنافسة، ووعد المنظمون القطريون بأن يصل تبريد الملاعب إلى 27 درجة مئوية خلال المباريات.

استقبال الجماهير

منذ فوز قطر بحق استضافة مونديال 2022، شرعت في أعمال بناء ضخمة وإصلاح أو بناء ملاعب وفنادق ومنشآت رياضية واجتماعية لاستقبال مئات الآلاف الذين سيتوافدون للبلاد من أجل متابعة المونديال، حتى بات العرض يفوق الطلب الآن بمراحل كثيرة.

وتمثل المشاريع المكلف بها منظمو كأس العالم جزء ضئيلا من إجمالي مشاريع البناء في البلاد، ويقول خبراء إن كأس العالم يمثل عنصرا أساسيا في خطة لا تستهدف فقط تطوير البنية التحتية القطرية، لكن أيضا لزيادة الاعتراف بها على الساحة العالمية، وبعد 8 أعوام من الانتظار، ستوجه أنظار العالم صوب قطر.

احتواء الثقافات

لن تواجه قطر أزمة في ذلك أبدا، فمن بين 2.6 ملايين مقيمين فيها، هناك حوالي 300 ألف قطريين فقط، وهو ما سيشكل مزجا ثقافيا متنوعا وسهلا، حسبما تقول صحيفة «نيويورك تايمز».

ويعلق على ذلك مساعد الأمين العام لشئون البطولة باللجنة العليا للمشاريع والإرث، «ناصر الخاطر»: «إننا أقلية في بلدنا، لذلك نفهم جيدا أن هناك أشخاصا لم يألفوا ثقافتنا، ولم يقضوا في قطر ما يكفي لفهم معايير المجتمع والتمييز بين المسموح والممنوع، ومن واجبنا التأكد من إطلاع الآخرين على ثقافتنا، والتأكد أيضا من حُسن ضيافتهم قدر الإمكان».

وحول تناول الجماهير للمشروبات الكحولية، يقول «الخاطر»: «قد نفكر في تخصيص مناطق للشرب، مع تقييد السماح بالكحول مقارنة بالبطولات السابقة لكأس العالم».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مونديال قطر قطر 2022 اللجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية الدوحة