بعد عدة أيام من مظاهرات واحتجاجات شعبية عراقية خاصة في المحافظات الجنوبية؛ احتجاجا على تدني الخدمات المقدمة وانقطاع الكهرباء وتفشي الفساد وانتشار البطالة، أعلن عن زيارة وفد وزاري عراقي للمملكة العربية السعودية.
وكانت الشرارة الأولى للمظاهرات العراقية احتجاجات أهالي مدينة البصرة على قطع الكهرباء الذي كان بفعل وقف تصدير إيران كهرباءها إلى العراق لعدم تسديد أقساط متأخرة، تاركة العديد من السكان دون طاقة.
وبعد أن فشلت محادثات عراقية إيرانية لحل المشكلة، يريد العراق الآن من السعودية حل أزمة الطاقة، أحد أكبر أسباب وجود الاضطرابات، وسيزور وزير الكهرباء العراقي «قاسم الفهداوي» المملكة العربية السعودية لتوقيع صفقة للطاقة.
وكما يرى متابعون فإن وجود إيران في العراق يعكس الحاجة الاستراتيجية المستمرة لطهران في توسيع نفوذها الإقليمي نحو الغرب.
وبدورها، تبحث المملكة العربية السعودية، كمنافس طبيعي لإيران، عن فرص لتذكير طهران بأنها لا تزال ندا لها، والرحلة التي سيقوم بها الوزير العراقي هي مجرد تذكرة لإيران بأن تأثيرها في العراق لا ينبغي أن يؤخذ كأمر مسلم به.
ويتوجه وفد وزاري عراقي، اليوم الأربعاء، إلى السعودية، لبحث إمكانية التزود بالكهرباء، كما سيوقع وزير الكهرباء العراقي «قاسم الفهداوي» صفقة للطاقة مع المملكة.
وقال وزير التخطيط العراقي «سلمان الجميلي»، في بيان للوزارة، إنه سيرأس وفدا يتوجه إلى مدينة جدة السعودية، يضم وزراء النفط «جبار لعيبي»، والكهرباء «قاسم الفهداوي»، والنقل «كاظم الحمامي».
وأوضح أن «الوفد العراقي سيبحث مع الجانب السعودي عددا من القضايا والملفات المهمة في إطار عمل مجلس التنسيق العراقي ـ السعودي».
وبيّن أن «ملف الطاقة الذي يشمل الكهرباء والوقود، سيكون أحد أهم الملفات التي سيتم بحثها مع الجانب السعودي».
وأوقفت إيران تصدير الكهرباء إلى العراق في 6 يوليو/تموز الجاري، وأكد وزير الطاقة الإيراني، «رضا اردكانيان»، أن وقف تصدير الكهرباء للعراق «يتسق مع الاتفاقية المبرمة بين البلدين من أجل منح الأولوية لسد احتياجات البلاد».
واستخدمت الشرطة العراقية، أمس الثلاثاء، الهراوات والخراطيم لتفريق نحو 250 محتجا تجمعوا عند المدخل الرئيسي لحقل الزبير النفطي الضخم، وسط تصاعد التوتر في مدن في جنوب العراق بسبب تدهور الخدمات العامة.
وتعهد رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي»، في مؤتمر صحفي أسبوعي بالعمل مع المحتجين لمكافحة الفساد، وقال إن الحكومة ستسعى لتحسين الخدمات.
ومن بين مطالب المتظاهرين، تحسين أوضاع الكهرباء التي تشهد انقطاعاً شبه دائم، خصوصا في المحافظات الجنوبية العراقية.
