كشف المغرد السعودي الشهير «مجتهد»، عن قيام جهاز أمن الدولة السعودي بتنفيذ برنامج إعلامي من شقين، لمواجهة الإحراج الذي تعرض له عقب اعتقال النظام السعودي للداعية «سفر الحوالي».
وقال «مجتهد» عبر سلسلة تغريدات بموقع «تويتر»، إن «الشق الأول سيكون نفي صلة الكتاب بالشيخ وأنه منسوب له كذبا، بينما الشق الثاني سيبدأ تفنيد ما جاء في الكتاب وما قد يترتب عليه من آثار»، مشيرا إلى أنه لتنفيذ هذا الأمر تشكلت لجنة من «حاتم العوني ومحمد السعيدي وخضر بن سند».
وأوضح أنه «سوف ينفذ في تويتر ووسائل أخرى تداول زعم بأن مرض الشيخ لا يمكن أن يسمح له بتأليف هذا الكتاب الضخم وتدعم اللجنة المذكورة هذا الزعم».
وأشار «مجتهد» إلى أنه إذا اقتنع الرأي العام بهذا فسيطلق سراح الشيخ بحجة عدم ثبوت نسبة الكتاب له، ثم ينقل لمنزله في إقامة جبرية ويمنع من الحديث حتى لا يؤكد نسبة الكتاب لنفسه.
ولفت «مجتهد» إلى أن الشيخ عكف على تأليف هذا الكتاب منذ عدة سنوات وأطلع بعض المشايخ على مسودة الجزء الأساسي منه في العام الماضي وأضاف الملاحق في وقت متأخر، مؤكدا: «الكتاب للشيخ قطعا ولم يؤلفه إلا لأجل أن ينشر وكان مستعدا لتبعات هذا النشر وهذا ما رد به على بعض من حذروه من النشر من المشايخ».
واختتم «مجتهد» تغريداته: «الظريف أن من حذره من النشر اعتقلوا قبله رغم أنهم لم يصدروا مثل هذا الكتاب بل لم يتفوهوا بكلمة واحدة فيها انتقاد السلطة ثم بعد اعتقالهم تعرضوا لأشكال الأذى».
وفي 12 من الشهر الجاري، اعتقلت السلطات السعودية الداعية «سفر الحوالي» من منزله، مصطحبة إياه بسيارة إسعاف إلى محبسه، وبالتزامن مع ذلك اقتحمت قوة عسكرية أخرى ملثمة منزل شقيقه الشيخ «سعدالله» واعتقلته، قبل أن تعتقل ابني الداعية «عبدالله» و«عبدالرحمن» من عرس، مساء.
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أيام، مقتطفات من كتاب بعنوان «المسلمون والحضارة الغربية»، قالوا إنه للشيخ «الحوالي».
وتضمن الكتاب انتقادات لاذعة لسياسات النظام السعودي الحالي، لا سيما تقاربه مع الولايات المتحدة، والإمارات، والنظام المصري، فضلا عن انتقادات لمشاركة السعودية في حصار قطر. (طالع المزيد)
وكشف مؤلف الكتاب نشوب خلافات داخلية بين أركان أسرة «آل سعود»، معتبرا أن تلك الخلافات باتت علنية، وتشكل خطرا على كيان الدولة السعودية.
ووجه كلمة إلى النظام السعودي قال فيها: «أنتم داخليا أحوج ما تكونون لمن ينصحكم، وأعوذ بالله أن ينفجر صمت الشعب في وجهي ووجه هيئة كبار العلماء ووجوهكم».
وأثار الكتاب الكثير من الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي؛ ففي حين أكد أحد أنجال «الحوالي» نسبة الكتاب إلى أبيه، شكك آخرون ممن يعرفون «الحوالي» جيدا في الأمر، خصوصا بسبب صياغة بعض ما ورد فيه.
والداعية «سفر الحوالي» ينحدر من منطقة الباحة، ويصنفه الكثيرون ضمن «تيار الصحوة» القريب من «الإخوان المسلمون».
وبرز الرجل مع حرب الخليج الثانية؛ حيث فاجأ الجميع بجرأته وبخطابه السياسي غير التقليدي.
وخلال الأشهر الأخيرة، اعتقلت السلطات السعودية العشرات من الدعاة والأكاديميين والأساتذة الجامعيين، مبررة تلك الاعتقالات بأنها موجهة ضد أشخاص يعملون «لصالح جهات خارجية ضد أمن المملكة ومصالحها»، بينما قال مراقبون إن سبب الاعتقالات عدم استجابة من طالتهم لتوجهات السلطات بالمشاركة في الحملة ضد قطر.