«تابوت الأسكندرية» ينتظر فتحه.. والشائعات تطارده

الأربعاء 18 يوليو 2018 03:07 ص

«تابوت مصنوع من الغرانيت الأسود، ويعد من أضخم التوابيت التي تم العثور عليها في مصر، يزن 30 طنا تقريبا».. هكذا أعلنت وزارة الآثار المصرية، عن اكتشاف أثري ضخم، يعود إلى العصر اليوناني الروماني.

«فتحه سيجلب اللعنة».. «لا لعنات».. «التابوت يعود للإسكندر لأكبر».. «لا تأكيد هو صاحب التابوت».. كلها شائعات تداولتها الصحف العالمية والمحلية في مصر، حول الاكتشاف الأثري الذي تم العثور عليه مصادفة مطلع الشهر الجاري، في الأسكندرية (شمال).

البداية، كانت عندما قادت المصادفة بعض عمال الجيولوجيا، وفحص مجسات التربة، إلى العثور على تابوت أثرى نادر، مغلق، مصنوع من الغرانيت الأسود، بطول 2.75 مترا وعرض 1.65 مترا، بارتفاع 1.85 مترا، ويزن 30 طنا تقريبا، بشارع الكرملي بمنطقة سيدى جابر في الأسكندرية، وذلك في أثناء فحص التربة، استعدادا لاستخراج ترخيص لبناء عقار بالمنطقة، محل استخراج التابوت.

كما تم العثور أيضا بداخل المقبرة، على رأس تمثال لرجل مصنوع من المرمر عليه تآكل، يبلغ ارتفاعه 40 سم، ومن المرجح أنه يخص صاحب المقبرة.

لكن القصة، لم تنته هنا، كعادة كل اكتشاف أثري، حيث أثار التابوت الضخم بعد أكثر من أسبوعين على اكتشافه خلال أعمال بناء، حالة من الجدل في مصر بعد تقارير نشرتها صحف أجنبية تربطه بـ«الإسكندر الأكبر» (365 - 323 قبل الميلاد) الذي لم يعثر بعد على مقبرته، وكذلك وسط تحذيرات من فتحه خشية حدوث «لعنة».

قيمة كبيرة

مجلة «ناشيونال جيوغرافيك»، قالت عبر موقعها الإلكتروني، إن ضخامة التابوت، أثارت تكهنات بانتمائه لشخص قوي أو ثري، وربما حتى يكون «الإسكندر الأكبر»، الذي أسس المدينة التي تحمل اسمه عام 331 قبل الميلاد.

ورغم زعم العديد من المؤرخين بأن «الإسكندر الأكبر» والذي يلقب أيضا بـ«الإسكندر المقدوني»، قد دفن في الأسكندرية، فإنه لم يتم العثور قط على مقبرته.

ونقلت المجلة عن اثنين من الأثريين القريبين من الاكتشاف قولهما، إن التابوت ربما يعود إلى أسرة فرعونية أقدم في التاريخ، وحجمه الكبير من بين الأسباب وراء هذا الاعتقاد.

ويقول أحد الأثريين، اللذين لم تكشف المجلة هويتهما، إنه نظرا لعدم إنشاء مدينة الأسكندرية حتى القرن الرابع قبل الميلاد، فإن التابوت الضخم ربما تم جلبه إلى المدينة فارغا من موقع لعصر أسرة مصرية قديمة بوادي النيل، مثل «ممفيس»، ثم تم استخدامه لاحقا لدفن أحد الأشخاص.

ويرى الأثري الآخر، أن صاحب التابوت، ربما يعود إلى العصر الروماني، وهو عصر لاحق للعصر البطلمي، نظرا لارتفاعه، حيث تم العثور عليه على عمق 5 أمتار فقط من سطح الأرض.

صعوبات ولعنات

وتواجه سلطات الآثار في مصر الآن صعوبة في نقل التابوت بالنظر لضخامته ووزنه البالغ 30 طنا.

أما صحيفة «الغارديان» البريطانية، فنقلت عن رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار «أيمن عشماوي»، قوله: «فتح التابوت فورا محفوف بالمخاطر وعلينا الاستعداد».

وأضاف: «من الصعب نقله (التابوت) دون أن يمس بأذى وفتحه في المتحف»، لافتا أنه سيتم فتحه في موقعه.

فيما كررت صحيفة «ديلي إكسبريس» البريطانية، الشكوك ذاتها بأن التابوت ربما يخص «الإسكندر الأكبر»، لكنها رصدت ردود الأفعال من جانب كتاب وأشخاص عاديين، والذين أبدوا تخوفهم من فتح التابوت خشية حدوث لعنة على طريقة فليم «المومياء»، والذي يتناول كيف تسير الأمور بشكل سيئ حينما يتدخل الناس في مقابر عتيقة ودفينة.

من جانبه، نفى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار «مصطفى وزيري»، أن يكون التابوت لملك أو إمبراطور، لافتا إلى أنه يخص أحد الكهنة، وذلك وفقا للحالة البسيطة للمقبرة وعدم وجود نقوش عليه، نافيا ما يتردد عن أن فتح هذا التابوت سيصيب العالم بلعنة حين فتحه.

وعلى الرغم من استبعاد البعض العثور على مقبرة «الإسكندر الأكبر»، إلا أن الاكتشاف الجديد يشير بقوة إلى إمكانية العثور على قطع ومواقع أثرية هامة في الأسكندرية مستقبلا، من ضمنها مقبرة «الإسكندر الأكبر» التي اختلف المؤرخون على مكانها.

استعدادات

وأمام ذلك، بدأت وزارة الآثار المصرية، إجراءات فتح التابوت، حيث تم تجهيز دلافين «مواسير سميكة مخصصة»، لرفع غطاء التابوت حتى يتم التعرف عما بداخله.

وحسب رئيس قطاع المشروعات في وزارة الآثار «وعدالله أبو العلا»، فإنه إذا تم العثور على شئ بداخل التابوت، سيتم التعامل معها على الفور، من خلال فريق مرممين متخصص سيكون متواجدا في الموقع، على أن يتم نقل أي مكتشف إلى أي مخزن متحفي في الأسكندرية، لمعالجته، والبدء في إجراءات الترميم، للحفاظ عليه.

وتعد الأسكندرية المطلة على البحر المتوسط العاصمة الثانية لمصر، وكانت عاصمة البلاد لمئات السنين في عصر «الإسكندر الأكبر»، ومن حكموا بعده، وكانت ثاني أكبر مدن الإمبراطورية الرومانية بعد العاصمة روما.

وتحتضن المدينة العديد من الآثار التي تعود للعصر البطلمي والعصرين اليوناني والروماني.

  كلمات مفتاحية

الآثار تابوت مصر الإسكندر الأكبر آثار مصرية الإسكندرية