صرح سفير جنوب أفريقيا لدى الدوحة «فيصل موسى» بأن بلاده تعرضت لضغوط من دول الحصار لتقطع علاقتها مع قطر، مؤكدا استمرار هذه الضغوط على بلاده.

وقال: «أوضحنا لهم بشكل قاطع أن سياستنا الخارجية لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولأن روح وقيم نلسون مانديلا تقوم على أساس الوحدة وجلب المختلفين لبعضهم البعض وليست تأزيم المواقف والفرقة بين الدول».

وأضاف السفير «فيصل موسى» في حديث للصحفيين على هامش احتفالية يوم «نيلسون مانديلا»: «دول المنطقة وحدها من تستطيع حل الأزمة الخليجية، وكما فعلنا نحن في جنوب أفريقيا حيث لم نسمح لدول أجنبية حل مشكلتنا، ولدينا خبرات في التفاوض يمكن أن نقدمها لحل الأزمة الخليجية، وعلى دول الخليج أن تجد طريق الحل من نفسها».

وتابع قائلا: «إن دول الخليج لا تتحدث لبعضها البعض لتجاوز أزمتها، ولا توجد أرضية للحوار»، لافتا إلى أن قيم الزعيم الراحل مانديلا» يمكن أن تصبح منصة للحوار بين الأشقاء في الخليج، كما دعا إلى ذلك أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» مرارا.

وثمن السفير الجنوب أفريقي دور الوساطة التي تقوم به دولة الكويت لحل الخلاف الخليجي بسبب حالة انعدام الثقة بين هذه الدول، مبديا استعداد بلاده للمساعدة بطريقة أو بأخرى في حل هذه الأزمة.

وقال: «نتطلع لأن نرى نهاية هذه الأزمة الخليجية قريبا، لأن الشرق الأوسط يمكن أن يصبح من المناطق القوية في العالم لذلك تعمل الكثير من الدول على تقسيم المنطقة كما يحدث عندنا نحن في القارة الأفريقية لأن قوتنا في وحدتنا، ومنطقة الخليج أسرة واحدة تجمعهم ثقافة ولغة واحدة، ونتوقع أن يجتمعوا سويا لحل هذه الأزمة».

وتفرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارا على قطر منذ يونيو/حزيران 2017 بدعوى دعمها الإرهاب وهو ما تنفيه الدوحة بشدة.

وأوضح السفير أن الاحتفال باليوم العالمي لـ«نيلسون مانديلا» والذي يصادف 18 يوليو/تموز من كل عام، يأتي ضمن احتفالات جميع سفارات جنوب أفريقيا حول العالم بهذه القيم التي أرساها الزعيم الراحل، مشيرا إلى أن الفعالية ستكون سنويا اعتبارا من هذا العام وهي اعتراف بإسهام رئيس جنوب أفريقيا الأسبق في ثقافة السلام والحرية.

تركيز الدوحة نحو أفريقيا

وحول العلاقات بين قطر والقارة السمراء، قال سفير جنوب أفريقيا إن العلاقات في نمو مستمر كما ترتبط العديد من الدول الأفريقية خاصة شمال أفريقيا بالخليج ثقافيا ولغويا ودينيا، وهذا بدوره يؤكد تأثير العالم العربي على أفريقيا.

وبين أن «هناك تركيزا من الدوحة نحو القارة الأفريقية مستشهدا بجولات أمير قطر الأخيرة إلى القارة السمراء مؤخرا والتي عززت العلاقات بين قطر وأفريقيا، ولاحظنا نحن أن هناك تركيزا من قبل رجال الأعمال القطريين للاستثمار في جنوب أفريقيا».

وأشار إلى أن قطر قامت مؤخرا بالعديد من الاستثمارات الكبرى في القارة السمراء بمختلف الدول، بالإضافة لتوقيع شركة قطر للبترول اتفاقا مع شركة «توتال» الفرنسية تصبح بموجبه شريكا بنسبة 25% في أعمال الاستكشاف في المنطقة البحرية رقم 11B/12B قبالة شواطئ جنوب أفريقيا، متوقعا أن تشهد العلاقات الاقتصادية بين قطر وجنوب أفريقيا مزيدا من التوسع وزيادة في المشاريع المشتركة خلال الفترة المقبلة.

وأضاف السفير الأفريقي أن حجم التبادل التجاري بين قطر وجنوب أفريقيا ارتفع بنسبة 70% بعد الحصار المفروض على قطر خلال العام الماضي، مشيرا إلى أن الإحصاءات للربع الأول بالعام الجاري سجلت نموا بنسبة 22%، مقارنة بالإحصاءات ما قبل الحصار، ونعمل حاليا على تعزيز حجم التبادل التجاري.

وأوضح أن جنوب أفريقيا لديها استثمارات ضخمة في قطر في مجالات مهمة مثل النفط والغاز، خاصة مشروع تحويل الغاز إلى سوائل الذي تنفذه شركة ساسول للطاقة بالشراكة مع قطر للبترول، وقال «نشجع قطر للاستثمار أيضا في بلادنا خاصة في قطاع النفط والغاز ونحن حاليا نعمل على التوسع في استخدام الغاز الطبيعي المسال كطاقة نظيفة من 3% إلى 25% وليس لدينا بنية تحتية لإنتاج الغاز».

وتابع أن بلاده تسعي لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من قطر، قائلا: «نتطلع لبناء محطة لاستقبال الغاز القطري، وندعو أشقاءنا القطريين للاستثمار في البنية التحتية في مجال الغاز الطبيعي المسال في جنوب أفريقيا حتى يمكننا استقبال الغاز، لأن إنتاج الغاز بجنوب أفريقيا يحتاج لنحو 15 عاما حتى يتم استخراجه بالتالي ندعوهم لبناء محطة لاستقبال الغاز القطري».