توصلت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، و(إسرائيل)، إلى تفاهمات غير مباشرة، بواسطة طرف ثالث، بعدم الدخول في حرب شاملة في الوقت الراهن.

وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة، إن «حماس»، أبلغت وسيطا بين الجانبين، أنها تعمل بدأب على وقف الطائرات الورقية الحارقة، وأن ما يصل منها حالات محدودة، حسب صحيفة «الحياة».

كما تلقت «حماس»، حسب المصادر، وعدا إسرائيليا بعدم شن حرب على القطاع.

ووفق المصادر، فإن الحركة أبلغت الوسيط بأنه لا يمكنها الحفاظ على الوضع القائم طويلا، مشيرة إلى أنها لن تقبل بأن تواصل القيام بمهمة «حماية الحدود» في ظل استمرار الحصار.

وأوضحت: «وافقت حماس على كبح الطائرات الورقية والبالونات الحارقة موقتاً لحين استكشاف فرص رفع الحصار عن غزة، وهددت، في حال عدم رفع الحصار، بأنها لن تواصل مهمة منع الهجمات والطائرات».

وفي وقت سابق الأربعاء، نقلت وكالة الأنباء الألمانية، عن مسؤول أمني في حركة «حماس» (لم تسمه)، إن الحركة «وافقت على طلب مصري بوقف تدريجي لإطلاق الطائرات الورقية والبالونات على مدار اليومين المقبلين».

ونجح الشباب الفلسطيني خلال الأسابيع الماضية، في إحراق عشرات آلاف الدونمات المزروعة في مستوطنات غلاف غزة بواسطة البالونات الحارقة، ردًا على مجازر قوات الاحتلال بحق متظاهري مسيرات العودة.

وأكدت المصادر، أن «رسالة حماس وصلت إلى الجانب الإسرائيلي، وهناك تفهم واضح لها، لأن الإسرائيليين أدركوا أخيراً أنه لا يمكنهم فرض معادلة حفظ الأمن على حماس إلى الأبد في ظل الحصار».

وذكرت المصادر، أن (إسرائيل) أوقفت مطالبها الثلاثة القديمة مقابل رفع الحصار، وهي: تجريد «حماس» من السلاح، ووقف حفر الأنفاق، وإطلاق الأسرى الإسرائيليين وجثث الجنود المحتجزة في غزة.

وأشارت إلى أن (إسرائيل) تبدي اليوم انفتاحاً أكبر على حل المشكلات الإنسانية في قطاع غزة، بعد أن أدركت تداعياتها الخطيرة على أمنها، كما وافقت على فصل المسار الإنساني عن الأمني والسياسي.

وقالت المصادر إن (إسرائيل)، تعهدت أيضا بعدم الدخول في حرب مفتوحة في غزة، وأبلغت الوسطاء أنه لا مصلحة لها في حرب مفتوحة مع «حماس»، لكنها لن تحتمل استمرار الطائرات الورقية والبالونات الحارقة.

وسبق أن كشف رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، «محمد العمادي»، قبل يومين، أن «حماس» و(إسرائيل)، «انخرطا في محادثات غير مباشرة بشأن قضايا تخص الصراع، وتوصلا إلى تفاهم ضمني يقضي بإبقاء المواجهة العسكرية عند حدها الأدنى وتجنب الحرب الشاملة».

وفي وقت سابق، جددت الأمم المتحدة، تأكيدها العمل بشكل وثيق مع السلطة الفلسطينية و(إسرائيل) ومصر والشركاء الإقليميين والدوليين، للحيلولة دون تفجر الأوضاع في قطاع غزة.

وسبق أن حذر مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط من جولة مواجهة جديدة في قطاع غزة، إذا لم تتراجع الأطراف المتسببة في التصعيد الأخير خطوة إلى الوراء.

والسبت الماضي، شّنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة من الغارات على مناطق متفرقة بمدينة غزة تسببت باستشهاد طفليْن، وإصابة أكثر من 25 شخصًا، بحسب وزارة الصحة.

ومساء اليوم ذاته، توصلت حركتا «حماس» و«الجهاد»، مع (إسرائيل) لتفاهمات بوساطة مصرية، أوقفت إطلاق النار، بين الجانبين.