قال وزير الدفاع الأمريكي، «جيمس ماتيس» إن تركيا قادرة على تعطيل إنتاج الولايات المتحدة لمقاتلات «إف 35» المتطورة، محذرا من إصرار دوائر أمريكية على إيقاف تسليم هذه المقاتلات إلى أنقرة، وفقا لصفقة تم إبرامها بين الجانبين مسبقا.

وحسب وكالة «بلومبرغ»، كتب «ماتيس» رسالة، في 7 يوليو/تموز الجاري، وجهها إلى المشرعين داخل لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، والمختصين بتمرير ميزانية الدفاع الأمريكية لعام 2019، حذرهم فيها من عواقب سيئة على سلسلة إمداد خط إنتاج المقاتلة الأمريكية الأكثر تطورا؛ حيث تصنع أنقرة قطع لتلك المقاتلات، وقد توقف هذا التصنيع إذا قررت واشنطن إيقاف مدها بالمقاتلات، مما سيخلق أزمة في مواعيد تسليم الطائرات لأطراف دولية تعاقدت عليها مسبقا.

وأضاف وزير الدفاع الأمريكي -في رسالته التي ذهبت نسخة منها إلى رئيس لجنة الخدمات المسلحة بمجلس النواب «ماك ثورنبيري» وأخرى لرئيس نفس اللجنة بمجلس الشيوخ– أن تركيا هي واحدة من الشركاء الدوليين الثمانية الأصليين في برنامج صناعة «إف-35»، واستثمرت نحو 1.25 مليار دولار في مرحلة تطوير الطائرة.

وتابع أنه «يعارض إزالة اسم تركيا من برنامج شراء المقاتلات؛ لأن ذلك سيؤدي إلى حدوث خلل في سلسلة الإمداد على المستوى الدولي، من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وتأخير تسليم المقاتلات».

وقالت الوكالة إن أنقرة تساهم، عبر 10 شركات دفاعية تركية، في إنتاج قطع غيار للمقاتلة «إف-35» تقوم بتوريدها بشكل دوري لشركة «لوكهيد مارتن» الأمريكية المصنعة لتلك المقاتلات، أبرزها شاشات عرض قمرة القيادة، وبعض أجزاء الغلاف الخارجي، وقنوات التهوية، وأبواب قسم الذخيرة، وفقا لمصادر داخل شركة «لوكهيد مارتن» بولاية ميريلاند.

وأكد «ماتيس» أنه «إذا توقفت سلسلة التوريد التركية اليوم، فسيؤدي ذلك إلى توقف إنتاج الطائرات، وتأخير تسليم ما بين 50-75 طائرة، وسيستغرق الأمر ما بين 18 و24 شهرا تقريبا لإعادة توريد الأجزاء التي تصنعها الشركات التركية».

وبعيدا عن القنوات التشريعية، تمضي وزارة الدفاع الأمريكية، حتى الآن، في إجراءاتها لتسليم المقاتلات المتطورة إلى أنقرة.

ففي 20 يونيو/حزيران الماضي، أعلن وزير الخارجية التركي، «مولود جاويش أوغلو»، أن بلاده ستتسلم طائرات «إف-35» الأمريكية في 21 من نفس الشهر، وهو ما تم فعليا، لكن الطائرات ظلت في الولايات المتحدة لأغراض تدريب الطيارين الأتراك عليها، ولم تصل إلى تركيا حتى الآن.

ومشروع تصنيع مقاتلات من طراز «إف-35» تشارك فيها كل من الولايات المتحدة، وتركيا، وكندا، وأستراليا، والدنمارك، و(إسرائيل)، واليابان، وهولندا، والنرويج، وبريطانيا، وكوريا الجنوبية.

ويعتبر المشروع من أغلى المشاريع تكلفة لوزارة الدفاع الأمريكية، بكلفة إجمالية 380 مليار دولار؛ حيث تتقاسم مصاريف المشروع الدول المشاركة فيه، حسب طلبها لشراء المقاتلات.