«كن رجلا».. حملة مغربية تدعو الرجال لإلزام النساء بالاحتشام

الجمعة 20 يوليو 2018 06:07 ص

أطلق شباب مغاربة حملة تحت شعار «كن رجلا ولا تترك نساءك يخرجن بلباس ضيق»، ناشدوا من خلالها الرجال، منع السيدات من «ارتداء زى فاضح» بهدف الحد من ظاهرة التحرش في البلاد.

وانطلقت الحملة في 9 يوليو/تموز الجاري في بداية الأمر، عبر صفحات على فيسبوك، ثم انتقلت إلى «تويتر» عبر وسم «كن رجلا».

وبحسب «بي بي سي»، يدعو القائمون على الحملة إلى ضرورة نشر الحشمة والحياء عن طريق توجيه نداء للرجال بمراقبة زوجاتهم وبناتهم قبل خروجهن إلى الشارع.

كما انتشرت حملة «كن رجلا وماتخليش العيالات يخرجوا عريانات» التي حثت الشباب على منع النساء من ارتداء البكيني أو ملابس قصيرة خلال ارتيادهن الشواطئ في المغرب.

ولاقت الحملات استحسان كثيرين ممن رأوا فيها فرصة لإحياء قيم المجتمع المغربي المحافط الذي «تغللت فيه الأفكار الغربية الهدامة» وفق تعبير البعض منهم.

كما قوبلت على الجانب الآخر، بانتقادات واسعة، حيث اعتبرها ناشطون «تعديا على الحريات الفردية وإهانة للمرأة؛ لأنها تختزل قيمتها في جسدها أو ثيابها»، وفق بعضهم.

ومن هؤلاء، قالت «أم حذيفة» عبر الوسم المتداول على «تويتر»: «#كن_رجلا وامنع محارمك من الذهاب إلى الشواطئ الممتلئة بالمنكرات والاختلاط بالرجال بسبب وبدون سبب!!».

 

#كن_رجلا وامنع محارمك من الذهاب إلى الشواطئ الممتلئة بالمنكرات والاختلاط بالرجال بسبب وبدون سبب!!

— أم حذيفة (@Amal30k) July 18, 2018

 

كما قال مغرد باسم «ليلى سارة»: «#كن_رجلا ولا تكن ديوثا...فالديوث لا يدخل الجنة..إمنع نساءك من التعري واحفض عرضك واجعل حرية المرأة وعفتها في حجابها».

 

#كن_رجلا ولا تكن ديوثا...فالديوث لا يدخل الجنة..إمنع نساءك من التعري واحفض عرضك واجعل حرية المرأة وعفتها في حجابها

— ليلى سارة (@MeuoG4ko7CTPYIU) July 20, 2018

 

بدورهن، أطلقت المعارضات للوسم، حملة أخرى موازية حملت عنوان «كن رجلا واتركها في حال سبيلها»، أكدن من خلاله أن «لباس المرأة جزء من حريتها».

وطالبن بفتح تحقيق لمحاسبة المسؤولين عن نشر «الأفكار الرجعية التي جعلت من لباس المرأة شماعة يعلق عليها البعض ما لحق بالمجتمعات من فساد أخلاقي»، وفق ناشطين.

كما اعتبرن أن الحملة «أماطت اللثام عن الكبت والعقلية الذكورية المتفشية في المجتمع رغم المكتسبات التي حققتها الدولة في مجال حقوق المرأة».

وفي هذا الإطار، علقت «مريم» عبر ذات الوسم على «تويتر» بقولها: «المشكلة ليست في البكيني والبوركيني بل في العقلية الذكورية التي يروج لها الهاشتاغ لما نعطي الرجل دوما الوصاية على المرأة؟ متى ستدرك مجتمعاتنا أن قرارت المرأة ينبغي أن تكون بيدها، ترتدي وتقول وتقوم بما تحب بعيدا عن التوصيات العقيمة ضل أن تستأذنكم في الهواء الذي تستنشقه».

 

#كن_رجلا المشكلة ليست في "البيكيني"و"البوركيني" بل في العقلية الذكورية التي يروج لها الهاشتاغ لما نعطي الرجل دوما الوصاية على المرأة؟ متى ستدرك مجتمعاتنا أن قرارت المراة ينبغي أن تكون بيدها، ترتدي وتقول وتقوم بما تحب بعيدا عن التوصيات العقيمة ضل أن تستأذنكم في الهواء الذي تستنشقه

— Maryem (@MTaoumi) July 18, 2018

 

كما أضافت «إيمان بومهدي» مؤكدة على حرية اختيار المرأة للزي الذي تشاء: «المرأة حرة، سواء تحجبت او لا هذا شيء يرجع لها ولقناعاتها، لا يمكن لأحد على وجه الأرض فرض رأيه عليها والتحكم فيها..».

 

المرأة حرة، سواء تحجبت او لا هذا شيء يرجع لها ولقناعاتها، لا يمكن لأحد على وجه الأرض فرض رأيه عليها والتحكم فيها.. #كن_رجلا

— The golden girl's official account (@ImaneBoumehdi) July 19, 2018

 

وترجع فكرة حملة «كن رجلا» بالأساس إلى مجموعة من المدونين الجزائريين، ناشدوا في صيف 2015 الرجال بمراقبة زي قريباتهم وزوجاتهم، كما دعوا إلى التصدي لحملة «السيقان العارية» التي أطلقتها فتيات آنذاك تضامنا مع طالبة جزائرية منعت من دخول الامتحان بسبب ارتدائها تنورة فوق الركبتين.

وانتقلت الحملة إلى دول عربية أخرى، حيث دشن ناشطون حملات مشابهة على غرار حملة «زيرو تبرج» التي جاءت كرد على قرار السلطات المغربية بحظر خياطة وتسويق لباس البرقع الأفغاني في البلاد.

وفي عام 2015، احتجت مجموعة من البرلمانيات داخل مجلس النواب المغربي إثر اعتداء على شابات بسبب ملابسهن.

وطالبت آنذاك البرلمانيات وزير العدل السابق «مصطفى الرميد» بفرض احترام القانون وحق النساء في ارتداء الزي الذي يرينه مناسبا لهن.

وأقر البرلمان المغربي في فبراير/شباط 2018 قانونا يجرم العنف ضد النساء.

ورغم تحقيق العديد من المكاسب الإيجابية على المستوى التشريعي، فإن المنظمات الحقوقية والنسائية ترى أنه ما زالت المرأة المغربية عرضة للممارسات العنيفة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

المغرب تحرش المرأة حرية الملبس كن رجلا حملة توعية انتقاد جدل تويتر