«جوري» و«جود».. سعوديتان تبحثان عن أسرة في وجود والديهما

السبت 21 يوليو 2018 09:07 ص

«لفت يدها بقوة حول رقبة الطفلة التي بدت منهارة من البكاء وشدة الألم، وفي لقطة أخرى ظهرت وهي تقوم برفع طفلتها الأخرى ورميها على الأرض لترتطم رأس المسكينة بالقاع حتى سالت منها الدماء»..

الوصف السابق ليس مشهدا بأحد أفلام الخيال الهوليوودية العنيفة، بل واقعة فجعت رواد شبكات التواصل الاجتماعي بالمملكة العربية السعودية، الأسبوع الماضي، إثر تداول مقطعي فيديو يوثقان تعذيب أم لطفلتيها الرضيعتين (توأم)، وسط صرخات ألم لكليهما، صعقت ذوي الضمائر الحية، لكنها لم تشفع لهما أمام امرأة افتقرت حتى لغريزة الأمومة المتعارف عليها لدى الأحياء غير البشرية.

تساءل العديد من المغردين عبر «تويتر»: كيف لأم أن تتجرد من إنسانيتها إلى هذا الحد؟ وتفاعلوا مع المقطعين الصادمين بتدشين وسم (#ام_تعذب_بنتها) لمطالبة المسؤولين بسرعة القبض عليها والكشف عن هويتها.

#ام_تعذب_بنتها

بِاللّهِ مَن منكم مازال يثق أن كل أم و كل أبٍ في الوجودِ جديرين بالحب و الحنان ؟!
ستكبر هذه الصغيرةٌ يوماً و سينزفون في عقلها الصغير عظمة الإنثى عندما تصيرُ أماً و طهر الذكرِ عندما يتحولٌ بحمض الرغبة أباً !!
ثم ستحمل هذا العبء أبداً .... pic.twitter.com/5jMkJXWKvs

— مريم العتيبي♐️ (@MERiAM_AL3TEEBE) ١٧ يوليو ٢٠١٨

 

تدخل رسمي

وبمشاركة كثيفة للمغردين تحولت الواقعة إلى قضية رأي عام خلال ساعات، ليشارك المتحدث باسم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، «خالد أباالخيل»، الوسم، معلنا التوصل إلى الأم الجانية وإحالتها إلى النيابة، وإحالة الرضيعتين إلى دار الحماية الاجتماعية لإخضاعهما إلى الفحوصات الطبية اللازمة.

وكان الداعية «عائض القرني» من بين مطلقي حملة الوسم، مغردا: «إذا كانت امرأة دخلت النار لأنها حبست هرّة حتى ماتت كما صح عنه صلى الله عليه وسلم، فكيف بمن عذّب الأطفال؟! ينبغي علينا أن ننشر رسالة الرحمة، فلن يرحمنا الله حتى نرحم عباده، قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: لا تُنْزَعُ الرحمة إِلا منْ شَقِيٍّ".

إذا كانت امرأة دخلت النار لأنها حبست هرّة حتى ماتت كما صح عنه صلى الله عليه وسلم،
فكيف بمن عذّب الأطفال؟!
ينبغي علينا أن ننشر رسالة الرحمة،
فلن يرحمنا الله حتى نرحم عباده،
قال رسولنا صلى الله عليه وسلم:
" لا تُنْزَعُ الرحمة إِلا منْ شَقِيٍّ"
#ام_تعذب_بنتها

— د. عائض القرني (@Dr_alqarnee) ١٧ يوليو ٢٠١٨

 

خلافات أسرية

وبالوصول إلى والد الطفلتين «جوري» و«جود» تكشفت خلفيات المأساة، فقد طلق الأم بعد زواج لم يستمر سوى 8 أشهر، وقبل معرفته بحملها؛ بسبب تصرفها بغرابة، وتحطيمها لكل ما يصادفها حال غضبها، وفقا لما صرح به لصحيفة «عاجل» السعودية.

اتصلت الجانية بطليقها لمطالبته بتسلم الطفلتين؛ بسبب رغبتها في السفر، لكن ظروفه المالية حالت دون الاستجابة، خاصة أنه لم يكن منتظما في إرسال نفقتهما لعدم وجود مصدر دخل ثابت له.

وما كان من الأم المتجردة من الرحمة إلا أن صورت مقطعي الفيديو وأرسلتهما إلى الأب كوسيلة ضغط، بعد وقوع مشادة هاتفية بينهما.

ظروف اجتماعية

 والد «جوري» و«جود» قال إنه لا يدري شيئًا عن أمهما منذ توقيفها، مؤكدا أنه سيتولى رعاية الرضيعتين بعدما رفض عرضًا بكفالتهما، لكن ظروفه الاجتماعية لازالت عقبة أمام ذلك، إذ لا زال «يسعى للحصول على فرصة عمل تعينه على سد حاجة الطفلتين»، حسب قوله.

وإزاء ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، «خالد أباالخيل»، خلال مداخلة مع قناة الإخبارية، أنه لن يتم إعادة الطفلتين إلى والدتهما نهائيًّا؛ لأنها تشكل خطرًا عليهما، على أن يقوم فريق من الحماية الاجتماعية بدراسة حالتهما، والبحث عن أسرة لرعايتهما بشرط أن تكون قريبة من عائلة الأب.

حددت الوزارة الأحد موعدا لتسليم «جوري» و«جود» إلى أبيهما، وسط تساؤلات عن تفاصيل تقرير الطفلتين الطبي، الذي لم تعلن عنه الجهات المسؤولة شيئا، ومستقبل رعايتهما الذي لم تتحدد ملامحه بعد.

لخصت «مريم العتيبي» ضباب المستقبل لطفلتين تعانيان «اليتم» في وجود والديهما، مغردة: «بِاللّهِ مَن منكم مازال يثق أن كل أم و كل أبٍ في الوجودِ جديرين بالحب و الحنان؟! ستكبر هذه الصغيرةٌ يوماً وسينزفون في عقلها الصغير عظمة الأنثى عندما تصيرُ أما وطهر الذكرِ عندما يتحولٌ بحمض الرغبة أبا ثم ستحمل هذا العبء أبدا».

  كلمات مفتاحية

جوري جود السعودية خالد أبا الخيل وزارة العمل التنمية الاجتماعية عائض القرني