الرئيس الصيني في أفريقيا.. والمخابرات الأمريكية تحذر

الأحد 22 يوليو 2018 07:07 ص

حذر مسؤولون استخباراتيون أمريكيون من مغبة استمرار البيت الأبيض في تجاهل القارة الأفريقية، في الوقت الذي تعمق فيه الصين روابطها مع تلك القارة، عبر الجولة التي يجريها حاليا الرئيس الصيني «شي جين بينغ»، والتي بدأت السبت.

ويستهل «شي» جولته الأفريقية بالسنغال، تليها رواندا، قبيل الانتقال للمشاركة في قمة مجموعة البريكس للاقتصادات الناشئة في جنوب أفريقيا التي تنطلق الأربعاء المقبل.

وستستكمل الصين اندفاعها باتجاه القارة السمراء في سبتمبر/أيلول، في مؤتمر التعاون الصيني - الأفريقي، الذي سيجمع تحت مظلته رؤساء عشرات الدول.

وتسخر الصين مواردها كافة في محاولة أن تحل محل أمريكا كقوة تقود العالم، حسب ما قال خبير بارز في شؤون آسيا بالاستخبارات المركزية الأمريكية، الجمعة الماضي.

وأشار الخبير، كما نقلت عنه «أسوشييتد برس»، إلى أن بكين لا تريد خوض حرب، لكن الحكومة الشيوعية الحالية تعمل بمهارة وهدوء تحت قيادة الرئيس «شي جين بينغ» على عدة جبهات من أجل تقويض الولايات المتحدة بطرق تختلف عن الأنشطة الواضحة المعلن عنها التي تقوم بها روسيا.

وقال «مايكل كولينز»، نائب المدير المساعد لمركز «شرق آسيا» التابع للاستخبارات المركزية في منتدى «أسبن» الأمني في كولورادو يوم الجمعة الماضي: «أرى أن ما يشنّونه ضد الولايات المتحدة هو بالأساس حرب باردة. هي حرب باردة لا تشبه تلك الحرب الباردة التي شهدناها بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، لكنها حرب باردة حسب تعريفها».

وأضاف «كولينز» قائلاً: «أرى أن ما يحدث يشبه حالة إقليم القرم ولكن في الشرق»، في إشارة إلى ضم روسيا شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا، وهو أمر قوبل بالإدانة من جانب الدول الغربية.

وأصبحت الصين اليوم الشريك التجاري الأكبر لأفريقيا، وافتتحت أولى قواعدها العسكرية في القارة، العام الماضي في جيبوتي بمنطقة القرن الأفريقي، التي دشّنت هذا الشهر منطقة تجارة حرّة مدعومة من الصين يقال إنها الأكبر في أفريقيا.

وبعد تفوقها على الولايات المتحدة لجهة مبيعات الأسلحة للقارة السمراء في السنوات الأخيرة، استضافت الصين هذا الشهر عشرات المسؤولين العسكريين الأفارقة في أول منتدى صيني - أفريقي دفاعي.

تسلط زيارة الرئيس الصيني للقارة الأفريقية الضوء على مبادرة «طريق الحرير الجديد» الهادفة إلى ربط بكين بأفريقيا وأوروبا وأجزاء أخرى من آسيا عبر شبكة من الموانئ، وسكك الحديد، ومصانع الطاقة، والمناطق الاقتصادية.

وتشكل الموارد الطبيعية الأفريقية، من النفط في دول كنيجيريا وأنغولا إلى المعادن النادرة في الكونغو، عامل جذب أساسيا للاقتصاد الصيني، ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة.

لكن شراهة الصين لمصادر الثروة في أفريقيا كالأخشاب والعاج كان لها أثرها السلبي الكبير على البيئة الأفريقية، وغالباً بتغطية وتواطؤ مسؤولين محليين فاسدين.

بدوره، قال «كريستوفر راي»، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، الأربعاء الماضي، إن الصين، من وجهة نظر الاستخبارات المضادة، تمثل أكبر وأخطر تهديد تواجهه أمريكا.

وأشار إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي قد أجرى تحقيقات عن تجسس اقتصادي في الولايات الخمسين واتضح تورط الصين بالأمر.

وأضاف «راي» قائلا: «إن حجم تورطها ونطاقه وأهميته أمر لا أعتقد أن هذا البلد يمكنه التقليل من شأنه».

وفي سياق متصل حذر «دان كوتس»، مدير الاستخبارات الوطنية، من عداء الصين المتصاعد.

وأكد بوجه خاص ضرورة اتخاذ الولايات المتحدة موقفاً قوياً صارماً في مواجهة محاولات الصين لسرقة أسرار الأعمال والبحث الأكاديمي.

كذلك قالت «سوزان ثورنتون»، القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادي، إن تنامي الوعي العام بأنشطة مئات الآلاف من الطلبة الصينيين أو الجماعات الصينية في الجامعات الأمريكية قد يكون من الطرق التي تساعد في الحد من الأخطار والأضرار المحتملة.

وقالت ثورنتون: «ليست الصين أقل أهمية مما نتعامل معه مع روسيا».

وقال «مارسيل ليتر»، وكيل وزارة الدفاع السابق لشؤون الاستخبارات، إن موازنة الدفاع الصينية ثاني أكبر موازنة على مستوى العالم، ولديها أكبر جيش من القوات البرية، وثالث أكبر قوة جوية، وسلاح بحرية يتكون من 300 سفينة وأكثر من 60 غواصة.

المصدر | الخليج الجديد + الشرق الأوسط

  كلمات مفتاحية

الصين الولايات المتحدة أفريقيا الرئيس الصيني شي جين بينغ جولة أفريقية