التقارب الإثيوبي الإريتري وراء زيارة «السيسي» للخرطوم

الاثنين 23 يوليو 2018 10:07 ص

هيمنت ملفات التغيرات في منطقة القرن الأفريقي، والاقتصاد، على زيارة الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، للخرطوم، يومي الخميس والجمعة الماضيين، في زيارة بدت مبكرة، إذ كان مقررا أن يزور العاصمة السودانية في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

واتفق «السيسي» مع نظيره السوداني «عمر البشير»، على تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية، ودعم وتشجيع الاستثمارات المشتركة، وتذليل كافة العقبات التي تواجهها، وزيادة التبادل وتسهيل حركة التجارة بين البلدين، والاتفاق على الربط الكهرباء بين الجارتين، وكذلك السكك الحديدية، مع التشديد على العلاقة التاريخية بين البلدين.

وخلت كلمات «البشير» و«السيسي» من أي إشارة إلي العقدة الكبرى في العلاقة بين البلدين، وهو مثلث «حلايب» الحدودي التنازع عليه بينهما، وسد النهضة الإثيوبي (تحت الإنشاء)، الذي تخشى مصر أن يؤثر سلبا على تدفق حصتها السنوية من نهر النيل، مصدر المياه الرئيسي لمصر.

ودفع ذلك خبراء سياسيين إلى القول إن أهداف الزيارة ليست ما تم الإعلان عنه، استنادا إلى تصريحات الجانبين عن إيجابيات، منها اتفاق اقتصادي وتجاري، وتغاضيهما في الوقت نفسه عن الخلافات.

ويرى متابعون  أن زيارة «السيسي» المتعجلة للخرطوم كان أحد دوافعها هو التقارب الإريتري الإثيوبي، إذ أنهت الجارتان قطعية بينهما دامت عقدين منذ حرب عام 1998.

وقال الصحفي والمحلل السياسي «عبدالمنعم أبو إدريس»، إن «التقارب بين إثيوبيا وإريتريا يتجاوز علاقتهما الثنائية إلى أمن البحر الأحمر بشكل عام، وخاصة بعد أحاديث إثيوبيا عن استخدامها ميناء عصب ومصوع الإريتريين».

وذكرت وسائل إعلام إثيوبية حكومية، في 3 يونيو/حزيران الماضي، أن إثيوبيا، التي لا تملك سواحل بحرية، تعتزم بناء قوة بحرية ضمن إصلاحات عسكرية، بعد أن فقدت إمكانية الوصول إلى البحر الأحمر، قبل نحو 30 عاما، عندما استقلت عنها إريتريا، بينما يمتلك كل من السودان ومصر سواحل على البحر الأحمر.

وأضاف «أبو إدريس» أن زيارة الرئيس المصري جاءت إجمالا من أجل قضايا أساسية: ملفات أمنية، قضية المياه، وسد النهضة.

وتابع: «وهو ما اتضح في إشارات مقتضبة من جانب السيسي، يوم الجمعة، فقد كنت حاضرا لقاء السيسي بالإعلاميين، وتحدث عن اتفاق السودان ومصر على التعاون المائي والأمني».

ورأى أن «القاهرة تهتم قبل الخرطوم بما يجرى من تحولات متسارعة ومتلاحقة في الإقليم خاصة القرن الأفريقي، ولاسيما التقارب الإثيوبي الإريتري وتبدل قواعد اللعبة وتغير اللاعبين».

والأسبوع الماضي، اختتم الرئيس الإريتري «أسياس أفورقي»، زيارة تاريخية إلى إثيوبيا، أعاد خلالها فتح سفارة بلاده في أديس أبابا، ضمن خطوات تطبيع العلاقات بين البلدين، التي شملت سحب القوات الإريترية من الحدود مع إثيوبيا.

وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي «آبي أحمد علي»، أن «بلاده التي ليست لها منافذ بحرية ستبدأ في استخدام ميناء إريتريا».

وقالت الخارجية الإثيوبية، إن عودة العلاقات بين بلادها وإريتريا ستغير خارطة المنطقة السياسية، وتجعل أديس أبابا «قوة إقليمية».

وأدت النزاعات في القرن الأفريقي إلى تدخلات إقليمية ودولية فتحت الباب واسعًا لإنشاء قواعد عسكرية خارجية برية وبحرية.‎

ويشهد القرن الأفريقي، المؤلف من الصومال، إثيوبيا، جيبوتي وإريتريا، اضطرابات وصراعات داخلية، وأخرى بين دوله، تغذيها تدخلات أطراف إقليمية ودولية.‎

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

مصر السودان السيسي البشير حلايب وشلاتين سد النهضة