أبطلت محكمة سودانية زواج طفلة تدعى «رحمة» وتبلغ من عمرها 11 عاما فقط، معتبرة الزواج غير قانوني وشرعي.

وقال محامي الفتاة «الفاتح حسين»، في تصريحات لـ«بي بي سي» إن المحكمة فسخت زواج موكلته الطفلة البالغة من العمر 11 عاما، لأن الزواج تم دون إذن المحكمة.

وأضاف أن القاضي أمر بالتحقيق مع المأذون الذي أشرف على الزواج، مشيرا إلى أن المحكمة أمرت والد الفتاة برعايتها ومن الزوج عدم التعرض لها مستقبلا.

وأُجبرت الفتاة، وهي تلميذة في المدرسة، على الزواج من رجل أربعيني وبموافقة والدها في يناير/كانون الثاني الماضي.

وفي مايو/آيار الماضي، لجأت الفتاة إلى وحدة حماية الطفل التابعة للشرطة واشتكت من أن زوجها ظل يضربها بعد توثيقها، ما تسبب لها في آلام وجروح، وإجهاضها في وقت لاحق.

ويتم إجبار الفتيات الصغيرات في السودان على الزواج وهن قاصرات، وأشهرهن «نورا حسين» التي أجبرت على الزواج دون موافقتها ما اضطرها إلى قتل زوجها بالسكين عندما حاول اغتصابها بالقوة.

وحكمت عليها إحدى المحاكم بالإعدام شنقا، ثم خففت العقوبة إلى 5 سنوات من قبل محكمة عليا بعد استئناف هيئة الدفاع عنها.

ويسمح قانون الأحوال الشخصية في السودان بزواج الفتيات بعد بلوغهن سن العاشرة، لكنها اشترطت أن يكون الزواج في المحكمة.

وقالت «تهاني عباس» من «تحالف إنهاء زواج الطفلات» إن قرار المحكمة القاضي بفسخ زواج الطفلة «رحمة» بمثابة «انتصار للفتيات السودانيات والمدافعات عن حقوق الطفل والمرأة».

لكنها عادت وطالبت بضرورة إلغاء المادة 40 من قانون الاحوال الشخصية والذي يتيح زواج الصغيرات عند بلوغهن سن العاشرة.

وأضافت قائلة: «نريد إلغاء هذه المادة تماما، وتحديد سن الزواج في عمر الـ18 عاما.. هنالك العديد من الطفلات تم إجبارهن على الزواج وحدثت لهن العديد من المشكلات ونحن نعتبر أن رحمة محظوظة لأنه تم تطليقها في وقت باكر».

كما دعت «تهاني» إلى ضرورة مراجعة بنود وثيقة الزواج «القسيمة» لأنها تحمل عبارات فضفاضة ولا تحمي المرأة.

وقالت: «نريد عبارات واضحة تنص بوضوح علي حماية المرأة وحقوقها بعد الطلاق، وتخيل أن رحمة الطفلة هذه لو توفي زوجها فهي لن ترثه أبدا حتى ولو لديها أطفال، وهذا ظلم واضح تجاه النساء».