تزداد مخاوف أهالي مدينة «زَبيد» التاريخية اليمنية من اقتحامها مع اقتراب المعارك منها، خصوصا بعد ما وصلت إليها أخيرا تعزيزات عسكرية تابعة للقوات الحكومية المدعومة إماراتيا عقب تقدمها.

يأتي ذلك تمهيدا لعملية عسكرية تستهدف السيطرة على «زَبيد» واسترجاعها من «الحوثيين» وهو ما يزيد من كلفة الأضرار في المدينة ذات الإرث التاريخي والأثري.

وعبر عدد من الأهالي عن قلقهم، خصوصا أن مجموعات من مسلحي الحوثي تتحصن داخل المدينة، بحسب فضائية «الجزيرة».

وصنفت «زَبيد» على قائمة التراث العالمي عام 1998، فالمدينة يتجاوز عمرها 1400 عام، وكانت مركزا إسلاميا ساهم في إثراء المكتبة الإسلامية والعربية بمئات المؤلفات لأشهر علماء العصر.

كما عرفت «زَبيد» بالمعاهد الدينية والمساجد القديمة، وأشهرها جامع الأشاعرة الذي بناه أبو موسى الأشعري.

وليست الحرب وحدها التي تؤثر على المدينة، فقد عانت من الإهمال خلال حكم الرئيس الراحل «علي عبدالله صالح» وكذلك في ظل سيطرة «الحوثيين» الذين يعملون حاليا على استحداث المتارس في أحيائها وسطوح معالمها الأثرية استعدادا للمواجهة.

وأدانت منظمات دولية الصمت من اقتراب الخطر من المدينة، في حين تحاول منظمة اليونسكو مساعدة السلطات المحلية في وضع خطة للمحافظة على المدينة بعد إدراجها في قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر في عام 2000.

ومنذ 26 مارس/آذار 2015، تقود السعودية التحالف العسكري بمشاركة الإمارات دعما لسلطة الرئيس المعترف به دوليا «عبدربه منصور هادي» في مواجهة «الحوثيين» المتهمين بتلقي الدعم من إيران.

وأدى النزاع إلى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص وإصابة نحو 53 ألفا، في ظل أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم حاليا.