أثارت إعلانات توظيف تشترط كشف وجه المرأة السعودية جدلا واسعا بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بين مؤيد للخطوة ورافض لها معتبرا أنها «انتكاسة» للعادات والتقاليد والقيم في المملكة.
ورغم عدم التأكد من صحة هذه الإعلانات، إلا أن الجدل حول فرضية النقاب والدعوات لخلعه تواصل لدرجة جعلت وسم «شركات ترفض النقاب»، يحتل المرتبة الأولى، بين الوسوم الأكثر تداولا في المملكة.
وقبل أيام، اشتكت سعوديات مما وصفنه بعراقيل توضع أمامهن، من قبل بعض الشركات المعلنة عن وظائف؛ حيث ذكرن أنه يتم قبول غير المنقبات بشكل فوري، حتى إن كن أقل تأهيلا وخبرة في التنظيم.
بيد أنه، في حينها، قالت مصادر سعودية مطلعة إن اشتراط إزالة الفتاة للنقاب من أجل قبولها في الوظيفة، يعد مخالفة للأنظمة والتعليمات المعمول بها في وزارة العمل، حسب صحيفة «سبق» المحلية.
وتباينت ردود المغردين؛ إذ اعتبر بعضهم أن الشركة لها الحق في اختيار ملابس العاملين بها، فيما شدد آخرون على أن الشركات ملزمة باحترام حق العاملين في اختيار ملابسهم، بينما استبعد البعض أن تكون مثل هذه الشركات موجودة في المملكة.
البداية، كانت مع تناقل صور لإعلانات توظيف لنساء سعوديات، مشترطة كشف الوجه.
قبل أن يتطور الأمر، وتتحدث ناشطات عن تجارب شخصية عايشنها تخص رفض توظيفهن بسبب النقاب، أو معرفتهن بأخريات تم فصلهن بسبب النقاب.
وعلى إثر ذلك، خرج ناشطون يصفون أنفسهم بأنهم «ليبراليون» يدافعون عن حق هذه الشركات في توظيف المرأة بدون نقاب، باعتباره أحد معوقات العمل، وباعتبار أن المظهر ميزة إضافية للقبول.
غير أن أغلب الناشطين هاجموا هذا التوجه، وأعلنوا رفضهم التام لمثل هذه التحكمات، متسائلين عن ماهية الحرية الشخصية إذا كان صاحب العمل يتحكم في ملبس الموظفين.
ولفت الرافضون لهذه الإعلانات إلى أن هذا التوجه مدخل من مداخل الشيطان، يجعل من الموظفة سلعة، وليس مؤدية لعملها، مشددين على رفضهم لمثل هذه الداعوات، ومؤكدين على أن القيم والمباديء يجب أن تكون راسخة عميقة لا تتغير بسبب الضغوط أو الماديات.
ودعا الناشطون إلى فضح هذه الشركات، وعدم الامتثال لشروطهم، مشيرين إلى أن الله سيعوضهن خيرا.
وبين الحين والآخر تخرج دعاوى تطالب بكسر «رتابة» زي السعوديات وتغييره وخلعهن للنقاب؛ حيث يشهد موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أحاديث ومناقشات حول هذا الأمر، وعادة ما ينقسم الأمر بين فريقين أحدهما محافظ وآخر مطالب بالحرية.
وكانت آخر هذه الدعوات، دعوة بعض الناشطات السعوديات لكسر رتابة زي السعوديات الشهير بالعباءة السوداء، وارتداء «جاكيت» فوق العباءة بالتزامن مع حلول فصل الشتاء الماضي.
ومنذ صعود ولي العهد السعودي، «محمد بن سلمان»، تشهد المملكة موجة يصفها البعض بـ«الانفتاح والتحرر من القيود الدينية والاجتماعية»، بما يتماشى مع النمط الغربي؛ ما أدى إلى تراجع دور رجال الدين داخل المملكة التي تضم الحرمين الشريفين.