كشفت دراسة جديدة أن الحساسية المرتفعة لدى بعض السيدات تجاه المذاق المُر قد تكون مؤشرا حقيقيا على خطر إصابتهن بأمراض السرطان المختلفة.

أجرى الدارسة باحثون من كلية العلوم الزراعية في جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية، بالتعاون مع فريق من جامعة ليدز في المملكة المتحدة.

وحلل الباحث الرائد في الدراسة، «جوشوا لامبرت»، وفريقه البيانات المتعلقة بعوامل نمط الحياة والنظام الغذائي والتاريخ الصحي لـ5500 امرأة بريطانية على مدى 20 عاما.

ونظر العلماء في كيفية قدرة المرأة على تذوق «phenylthiocarbamide - PTC»، وهي مادة كيميائية يمكن اعتبارها إما شديدة المرارة أو لا طعم لها تماما اعتمادا على حساسية الشخص للمذاق المر؛ حيث اكتشفوا علاقتها بخطر الإصابة بالسرطان.

كما تابع «جوشوا» وزملاؤه، أيضا، تأثير المتغيرات الجينية التي ترمز لمستقبلات التذوق «TAS2R38»، والتي ترتبط بـ«PTC»؛ مما يسمح للفرد بأن يدرك مذاقه.

وتشير النتائج -التي نشرت مؤخرا في «المجلة الأوروبية للتغذية»- إلى وجود صلة بين زيادة القدرة على تذوق المرارة وخطر إصابة المرأة بالسرطان.

وجمع الباحثون معظم بياناتهم عن طريق دراسة «UK Women’s Cohort Study» بالمملكة المتحدة، التي أطلقها باحثون من جامعة ليدز عام 1995، والتي جمعت معلومات عن الروابط المحتملة بين الأمراض المزمنة -وخاصة السرطان- وتأثير العوامل الغذائية.

وتحديدا، بدأ «لامبرت» وفريق من الباحثين مع فرضية تقول إن النساء ذوات الحساسية العالية للأذواق المرة سيأكلن نسبة أقل من الخضروات، ويتعرضن لنسبة أعلى من احتمال الإصابة بأمراض السرطان.

وفي تحليل البيانات، قام العلماء بتقسيم النساء إلى ثلاث مجموعات، اعتمادا على قدرتهم على الاستجابة لمرارة الـ«PTC»: «المتذوقات الفائقات»، و«المتذوقات»، و«غير المتذوقات».

ووجد الباحثون أن «المتذوقات الفائقات» و«المتذوقات» كن، في الواقع، أكثر عرضة للإصابة بالسرطان مقارنة بالنساء اللواتي لم يستطعن ​​تذوق مرارة «PTC».

ومع ذلك، لم يلاحظوا وجود ارتباط كبير مع كمية الخضروات التي تستهلكها النساء في كل مجموعة.

يقول «لامبرت» تعليقا على تلك الاستنتاجات: «كان الفرق في حالات الإصابة بالسرطان بين النساء المصنفات كمتذوقات فائقات والنساء المصنفات كغير متذوقات».

ويوضح: «مقارنة بالنساء المصنفين على أنهم غير متذوقات للطعم المر، كان لدى المتذوقات الفائقات خطر أعلى للإصابة بالسرطان بنسبة 58%، بينما كانت نسبة الخطر أعلى بنسبة بنسبة 40% لدى المتذوقات».

كما فوجئوا بأن قابلية النساء على الشعور بحساسية تجاه النكهات المرة أو عدمه، غير مرتبط بتفضيلاتهن الغذائية على المدى الطويل.

لكن «المتذوقات الفائقات» لم يبلغن عن تناولهن لنسب خضروات أقل مقارنة مع «غير المتذوقات»؛ ما حير الباحثين.

ويرغب الباحثون في معرفة المزيد عن مدى ارتباط حساسية المذاق المرّ بالنظام الغذائي بشكل عام.