مركز أمريكي: «دونباس» كلمة السر في «دبلوماسية روسيا المكوكية»

الأربعاء 25 يوليو 2018 06:07 ص

ما هو سر «الدبلوماسية المكوكية» التي تبنتها روسيا، خلال اليومين الماضيين، عبر لقاءات مفاجئة وغير معلن عنها مسبقا بين وزير خارجيتها «سيرغي لافروف» وكلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، والمستشارة الألمانية «أنغيلا ميركل» والرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»؟

سؤال طرحته العديد من وسائل الإعلام حول العالم، واتجهت فيه تكهنات أغلب المراقبين إلى ربط محطة انطلاق «لافروف» بما تبعها من محطات، ما دفعهم لاستنتاج مفاده أن «سوريا» هي كلمة السر في هذا السياق.

وعزز من ترجيح هكذا ربط ما صرح به مساعد الرئيس الروسي «يوري أوشاكوف»، الثلاثاء، بأن «لافروف» ورئيس هيئة الأركان العامة الروسية «فاليري غيراسيموف»، تطرقا، خلال زيارتهما لـ(إسرائيل)، إلى تواجد القوات الإيرانية في سوريا، وفقا لما نقلته شبكة «روسيا اليوم».

وأعاد «أوشاكوف» التذكير بلقاء الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» ورئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» في 11 يوليو/تموز الماضي، عندما ناقشا كافة المسائل المتعلقة بالتسوية السورية، مشددا على أن «كل ما تبع ذلك من خطوات، بما فيها زيارة «لافروف» و«غيراسيموف» إلى إسرائيل، يأتي تنفيذا لمخرجات هذا اللقاء».

ملف أوكرانيا 

لكن مركز «جيوبوليتيكال فيوتشرز» الأمريكي يرى أن التصريحات الرسمية الروسية أقرب إلى الدعاية منها إلى الحقيقة، وأن الاستنتاجات القائمة على الربط بين لقاء «لافروف» بـ«نتنياهو»، وما تلاها من لقاء مع «ميركل» و«ماكرون»، يجب التعاطي معها بقدر كبير من الحذر.

ورغم إقرار المركز، المتخصص في خدمات التنبؤ الجيوسياسي، بصعوبة تجاهل لقاءات «لافروف» المكوكية للتطورات المتسارعة في سوريا، خاصة بعد إسقاط (إسرائيل) لطائرة حربية تابعة لنظام «بشار الأسد»، إلا أنه نوه، في تقريره اليومي، الأربعاء، إلى أن «المصلحة الروسية بملف أوكرانيا» هي الإجابة المثلى للسؤال حول سر دبلوماسية موسكو المكوكية.

فالرئيس الروسي اقترح على نظيره الأمريكي «دونالد ترامب»، في لقائهما الأخير بالعاصمة الفنلندية هلسنكي، إجراء استفتاء في منطقة «دونباس»، شرقي أوكرانيا، لتمكين أهالي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، المعلنتين من جانب واحد، من تقرير مصيرهم.

وإزاء ذلك، اعتبر مسؤولون أوكرانيون التحرك الروسي محاولة لـ«تفكيك بلادهم»، بطريقة مشابهة لتلك التي أعلنت بها موسكو ضم شبه جزيرة القرم.

وسخر وزير الخارجية الأوكراني «بافل كليمكين» من الاقتراح لتسوية الأوضاع في «دونباس»، أثناء قمة هلسنكي، متسائلا عبر «تويتر»: «مَن يثق بإمكان التعبير الحرّ والنزيه عن الرأي في ظروف الاحتلال الروسي؟» معتبرا فكرة الاستفتاء «بروفة يريد الكرملين الدفع بها من أجل تفتيت أوكرانيا».

مصير القرم 

ورغم رفض الكرملين التعليق رسميا على مقترح الاستفتاء، نقلت صحيفة الحياة عن مصدر روسي (لم تسمه) أن «أوكرانيا تخشى تكرار سيناريو القرم، إذ صوّتت الغالبية العظمى للاستقلال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا عام 201،4» حسب قوله.

وذكر المصدر أن معظم سكان «دونباس» من أصول روسية، ويراهنون على دعم ثابت لهم من موسكو، لكنه قلّل من «رغبة روسيا في ضمّ دونيتسك ولوغانسك»، لافتاً إلى أن عرض «بوتين» لفكرة الاستفتاء جاء «من أجل توجيه رسالة إلى الغرب لصرف الأنظار عن مناقشة ملف ضمّ القرم، في مقابل ليونة في ملف شرق أوكرانيا».

من هنا جاءت قراءة «جيوبوليتيكال فيوتشرز» لزيارتي «لافروف» إلى برلين وباريس، ما بدا متسقا مع الموقف الأمريكي الرسمي بعد قمة «ترامب - بوتين»، عندما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تقديم مساعدة إضافية لأوكرانيا بقيمة 200 مليون دولار، ما يرفع القيمة الإجمالية للمساعدات الأميركية في مجال القطاع الأمني إلى أكثر من مليار دولار منذ العام 2014.  

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أمريكا روسيا بوتين ترامب هلسنكي ميركل نتنياهو ماكرون أوكرانيا القرم