لماذا سيفشل «ترامب» بتكرار إنجاز كوريا الشمالية مع إيران؟

الأربعاء 25 يوليو 2018 08:07 ص

سلط تحليل لمحرر الشؤون الخارجية والدبلوماسية ومراسل البيت الأبيض لصحيفة «نيويورك تايمز»، «مارك لاندلر» الضوء على عدم جدوي سياسة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، بممارسة ضغوط قصوي على النظام الإيراني، على غرار ما حدث مع كوريا الشمالية؛ بهدف دفع إيران إلى عقد اتفاق نووي أفضل من الذي عقدته مع الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما» عام 2015.

وقال «لاندر»، إن تغريدة الرئيس الأمريكي التي نشرها، الأحد الماضي، وأنطوت على قدح بحق النظام الإيراني، تظهر تصميم «ترامب» على استخدام النهج ذاته، الذي تبناه لهندسة انجاز دبلوماسي مع الزعيم الكوري الشمالي «كيم جونغ أون».

وأضاف: «لكن كبار مستشاري الرئيس الأمريكي أكثر اتحادا فى شعورهم بالعداء تجاه إيران؛ ما يعرقل عملية انخراطهم فى أي تعامل مع طهران، بجانب أنه من غير المرجح، قبول إيران الانحناء لمثل هذه الضغوط التي يمارسها الرئيس الأمريكي» .

وذكر أن تهديد «ترامب» بأن إيران سوف «ستواجه عواقب لم يختبرها سوى قلة عبر التاريخ » خلال تغريدته، نجحت فى تغيير الموضوع فقط، بالنسبة لوسائل الإعلام، بعد أسبوع من العناوين السيئة التي أعقبت لقاءه مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، لكنها رغم ذلك، زادت من التساؤلات حول مدي نجاعة الاتجاه طويل المدي لسياسة «ترامب» المتعلقة بإيران.

ولفت الكاتب إلي أنه رغم عدم استبعاد البيت الأبيض، عقد محادثات مباشرة بين الرئيس الأمريكي وزعماء إيران بشأن برنامجها النووي، إلا أن الفريق الأمن القومي المتشدد لـ«ترامب» يصبون تركيزهم على إسقاط الحكومة الإيرانية، بشكل أكبر من توقيع اتفاق جديد معها .

ووفق للكاتب، فقبل ساعات قليلة من تغريدة «ترامب»، تعهد وزير الخارجية «مايك بومبيو» فى خطاب له بأن الولايات المتحدة ستعمل مع الشعب الإيراني لتقويض حكامها، الذين وصفهم بأنهم «منافقون» وفاسدون، معتبرا أنهم يجنون ثروات طائلة على حساب معاناة شعبهم.

ونقل الكاتب عن مسؤول رفيع المستوي بالإدارة الأمريكية أن خطاب «ترامب» جاء بعد مشاروات مع مستشار الأمن القوي «جون بولتون»، للرد على تصريحات الرئيس الإيراني «حسن روحاني»، وأشار المسؤول إلى أن ذلك يبعث على اتباع نهج أكثر عدوانية تجاه إيران .

وقال أشخاص أخرون يعرفون «ترامب» إن قراره بالرد بمثل هذه العبارات النارية، كان مدفوعا بالكامل بغرض إلهاء البعض عن تقديم الاسئلة المتعلقة بلقائه مع الرئيس الروسي، في حين كانت كلمات «روحاني» عادية، حيث حذر أمريكا من «أم الحروب» لكنه فتح الطريق أمام «أم السلام».

ولفت الكاتب إلى أن تغريدة «ترامب» لم يكن فيها ما يشير إلى أنه يتطلع إلى عقد محادثات فى وقت قريب، لكن كلماته تحمل نفس الصدى لتهديدات الصيف الماضي، والتي وجهها لزعيم كوريا الشمالية «كيم جونغ أون»، وبعد 8 أشهر دعاه «ترامب» لعقد اجتماع، وبعد أن أمضي معه بضع ساعات فى سنغافورة أعلن «ترامب» أنه أنهي مع الزعيم الكوري الشمالي الأزمة النووية لكوريا الشمالية.

وأوضح أن «ترامب» عندما انسحب من الاتفاق النووي الإيراني فى مايو/أيار الماضي، أخبر مساعديه وقادة أجانب أن سياسته المتمثلة فى ممارسة ضغوط قصوى على كوريا الشمالية، نجحت فى إجبار زعيمها على الجلوس لطاولة التفاوض، وأن سياسية مماثلة من ممارسة نفس الضغوط وبشكل أكبر يمكن أن تمكن الولايات المتحدة من استخلاص صفقة أفضل مع إيران.

ووفقا للكات، فرغم ذلك أورد خبراء ومسؤولون سابقون تفاضوا مع إيران، 3 أسباب على الأقل تؤكد أن «ترامب» سيجد صعوبة فى تكرارا عمل إنجاز دبلوماسي مع إيران على غرار ما فعله فى كوريا الشمالية.

أولا: القيادة الإيرانية أكثر تعقيدا ومتعددة الوجوه، بشكل أكثر من كوريا الشمالية، مما يجعل من الصعب على طهران عكس مسارها كما فعل زعيم كوريا الشمالية ووصل لاتفاق مع «ترامب» .

ثانيا : هناك دوائر قوية وممولة بشكل جيد فى الداخل والخارج -مثل الحكومة الاسرائيلية وجماعات الضغط اليهودية فى واشنطن- ستقوم بالتعبئة ضد أي عرض دبلوماسي جديد لإيران من قبل الإدارة الأمريكية.

ثالثا : قرار «ترامب» بالانسحاب الاحادي من الاتفاق النووي، منح الايرانيين حافزا ضئيلا للتفاوض مع الولايات المتحدة من جديد، خاصة أن الدول الخمس الأخرى فى الاتفاق (بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين) لا تزال ملتزمة به.

المصدر | نيويورك تايمز

  كلمات مفتاحية

الاتفاق النووي طهران كوريا الشمالية دونالد ترامب