محلل إسرائيلي: تطورات سوريا اختبار لصفقة «موسكو-تل أبيب» السرية

الأربعاء 25 يوليو 2018 09:07 ص

  «الصفقة الروسية الإسرائيلية في مرحلة الاختبار».. هكذا وصف المحلل السياسي الإسرائيلي «أريئيل كاهانا» تطورات الأوضاع في سوريا، خاصة بعد إسقاط تل أبيب طائرة حربية تابعة لنظام «بشار الأسد» في سماء هضبة الجولان المحتلة.

وبحسب تحليل «هاكانا»، الذي نشرته صحيفة «إسرائيل اليوم»، فإن الصفقة المقصودة هي اتفاق ضمني غير معلن بين موسكو وتل أبيب، امتنعت بمقتضاه (إسرائيل) عن زعزعة الأوضاع في سوريا، وحرصت على استقرار نظام «بشار الأسد» في دمشق، مقابل إعطاء روسيا الضوء الأخضر لجيشها كي يمضي قدما في مكافحة الوجود الإيراني ميدانيا.

وفي هذا الإطار، لم تشارك دولة الاحتلال المواقف الغربية الداعية لإسقاط نظام «بشار الأسد» في دمشق، بحسب تحليل الكاتب الإسرائيلي.

توازن مصلحي

أما «الاختبار» المقصود فهو مدى إمكانية صمود التوازن المصلحي بين موسكو وتل أبيب وفق صيغة الصفقة، في ظل استمرار التأثير الإيراني الفاعل بالميدان السوري، وتهديد ذلك بنشر ميليشيات تابعة لها قرب الحدود مع (إسرائيل)، حسبما يرى «هاكانا».

فإيران لا تريد الانسحاب من سوريا وتسعى لتحويلها إلى منطلق لشن هجمات ضد (إسرائيل)، وبالتالي يصبح الهدوء على حدود دولة الاحتلال صعب المنال، ما يجعل «ميزان مصلحة موسكو مع تل أبيب» مع وضع اضطراب.

وفي المقابل، لا تقبل (إسرائيل) بترسيخ أقدام إيران في سوريا وتعلن أنها ستتصدى لذلك مهما كان الثمن، وهو ما ترجمه جيش الاحتلال إلى واقع تمثّل أخيرًا في إسقاط مقاتلة تابعة لنظام الأسد.

وبحسب الكاتب الإسرائيلي، فإن (إسرائيل) كانت قادرة على تغيير معادلة الصفقة مع روسيا عبر زعزعة الأوضاع في سوريا بتسليح جماعات المعارضة المسلحة (التي تعتبرها موسكو إرهابية) أو من خلال توجيه ضربات مباشرة لمؤسسات السلطة في سوريا، لكنها لم تفعل، وقررت عدم التصدي للهدف الاستراتيجي الروسي، وهو ضمان بقاء نظام «الأسد» على رأس الحكم في سوريا.

مأزق ميداني 

لكن الحرية التي منحها الروس لضرب أهداف إيرانية في سوريا، لم تسفر عن تقليص الوجود الميداني للميليشيات الشيعية، بحسب «هاكانا»، وذلك رغم وصول عدد الهجمات العسكرية الإسرائيلية ضدها إلى 2000.

ووفق هكذا تطورات، فإن المصالح الروسية، المرتبطة بإعادة الاستقرار إلى سوريا، تتناقض مع من التوجه الإسرائيلي الحالي نحو التصعيد، ما يعني أن صمود تبادل المصالح وفق الصفقة السرية بات على المحك، بحسب المحلل الإسرائيلي.

ويرى «هاكانا» أنه في الوقت الذي لا يضع الروس احتمال الاصطدام العسكري بـ(إسرائيل) في الحسبان إطلاقًا، فإن (إسرائيل) لا تريد ذلك أيضًا، الأمر الذي يضع الصفقة بينهما في حالة تجمد، فلا (إسرائيل) ضمنت أمن حدودها من الأذرع الإيرانية، ولا روسيا تمكنت من الانتقال بسوريا إلى مرحلة إنهاء الحرب.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل موسكو تل أبيب روسيا صفقة سرية سوريا إيران دمشق أريئيل كاهانا بوتين نتنياهو