للمرة الأولى.. صناع أفلام سعوديون جدد بمهرجان «كان»

الخميس 26 يوليو 2018 09:07 ص

يتواجد مجموعة صناع أفلام سعوديين جدد في كان، للمرة الأولى، في الوقت الذي شاركت فيه السعودية بجناح وطني في المهرجان.

ومن ضمن المشاركين، «معان» و«طلحة بن عبدالرحمن»، اللذين واجها العديد من الصعوبات في بلدهما التي كانت تحظر السينما وصناعتها إلى وقت قريب.

وتلقى الأخوان تدريبا راقيا في أكاديمية نيويورك للأفلام NYFA الشهيرة، حيث عكف الأخوان على تحصيل أكبر قدر من الاستفادة العلمية خلال المرحلة التعليمية.

ودربت الأكاديمية عددا من صانعي الأفلام السعوديين والمنتجين والممثلين، وعلى رأسهم المجموعة التي شاركت ضمن الركن الخاص بالمملكة في مهرجان كان السينمائي.

ويمتلك الأخوان «عبدالرحمن» خبرة ليست بالقصيرة في هذا المجال، حيث سبق لهما أن شاركا في مهرجان دبي السينمائي ومهرجان إيرفين السينمائي الدولي وأورلاندو وسان أنطونيو وغيرها، وجميعها محافل دولية راقية تهتم بشكل رئيسي بصناعة السينما والأفلام.

وفاز أحد أفلام «طلحة» و«معان بن عبدالرحمن» بجائزة الأفضل في مسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان هوليوود للكوميديا ​​السينمائي، بالإضافة إلى جائزة لجنة التحكيم لأفضل موسيقى وأفضل تصوير سينمائي.

ويروي الأخوان أنهما واجها صعوبة كبيرة في بلدهما بالماضي، ويقول أحدهم كان مشرف الطلاب يتصل بي ليخبرني أن ما أقوم به (من أداء مشاهد تمثيلية) غير مقبول بالمجتمع.

وتابع الأخوان «كل شيء الآن تغير عن الماضي، التغيير يأتي مع تغير الحكومة».

واستغلت السعودية حضورها في مهرجان كان السينمائي، والذي أُقيم في مايو/أيار الماضي بفرنسا، للإعلان عن سلسلة من الحوافز التي تهدف إلى جذب الإنتاج الدولي إلى البلاد، وتشجيع صناعة السينما بشكل واضح في السعودية.

وأبرزت مجلة «هوليوود ريبورتر» الأمريكية المعنية بالفن وصناعة السينما على المستوى العالمي، الحوافز التشجيعية التي أعلنت عنها المملكة في المهرجان السينمائي الدولي، حيث أكدت أن الأعمال التي تنفق 35% من إجمالي قيمة العمل داخل المملكة، سوف تحظى بدعم يقدر بـ50% من نفقاتها على المواهب السعودية.

وكانت هناك العديد من صالات السينما في السعودية خلال سبعينيات القرن الماضي، لكن رجال الدين أقنعوا السلطات بحظرها.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، حذر مفتي المملكة الشيخ «عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ» من «الانحلال» الذي تتسبب فيه السينما، قائلا إنها مفسدة للأخلاق.

وتعتقد السلطات السعودية وسلاسل دور العرض أن هناك سوقا ضخمة جديدة لدور العرض في السعودية، وقد تصل عائداتها إلى مليار دولار في العام من مبيعات التذاكر عبر 350 دار عرض بحلول عام 2030.

وافتتحت السلطات السعودية أول قاعة سينما في البلاد، في 18 أبريل/نيسان الماضي، وذلك بعد أكثر من ثلاثة عقود من إغلاقها.

وشهدت المملكة، في الآونة الأخيرة، سلسلة قرارات بالتخلي عن عدد من القوانين والأعراف الرسمية، التي اعتمدتها البلاد على مدار عقود، أبرزها السماح للنساء بقيادة السيارة، ودخولهن ملاعب كرة القدم، والسماح لهن بممارسة مهن كانت حكرا على الرجال.

وتأتي تلك التغييرات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية ضمن رؤية يقودها ويدفع بها ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» (33 عاما).

وتصدر «بن سلمان» عناوين الأخبار في أكتوبر/تشرين الأول 2017، بعد تعهده بعودة المملكة إلى «الإسلام المعتدل»، لكن تلك التغييرات في المجتمع السعودي لا تحظى برضا الجميع؛ حيث لا يزال الأمير الشاب يواجه معارضة واسعة لقراراته من السعوديين المحافظين الذين يعتقدون أن المملكة تميل عن الأسس التي أنشأت عليها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مهرجان كان السعودية السينما