رغم ما يعرف عن النجم البرتغالي «كريستيانو رونالدو»، من الاهتمام الزائد بصحته ولياقته البدنية، لكنه خضع لفحوصات طبية في يوفنتوس الإيطالي عند انتقاله قادماً من ريال مدريد الإسباني، كأي لاعب آخر، ما جعل البعض يتساءل عن أهمية الكشف الطبي، وما هي جودته وهل هو مجرد إجراء روتيني تتبعه الأندية للحفاظ على البروتوكولات أم خطوة رئيسية لإتمام أي صفقة؟

ويتم الشروع في الكشف الطبي بعد الاتفاق على بنود العقد من حيث قيمة الصفقة والأجر، الأمر يتباين من نادٍ لآخر سواء في الخطوات أو الإجراءات، وحتى في عدد أيام الفحوصات فقد تكون يومًا أو ثلاثة، ولكنه قائم على بعض الثوابت التي يجب أن يتضمنها جميع الفحوصات في أي ناد كان، وعددها 6 وهي: «اختبارات رسم القلب والصحة بشكل عام، اختبار استقرار هيكل العضلات، المسح الشامل بالرنين المغناطيسي والموجات فوق الصوتية، اختبار حركة العضلات وتأثيرها على أداء اللاعب، معرفة درجة الدهون بالجسم، اختبارات السرعة لمعرفة سرعة عدو اللاعب في مسافة مُحددة، فحوصات السمع، والبصر، وفحص الأسنان».

ويعد التقرير الطبي الأخير الذي يرفعه الأخصائيون لإدارة النادي هو كلمة الفصل في انتقال اللاعب من عدمه، لذا فإن الأمر يتم بطريقة دقيقة ومحكمة للغاية.

ومع تكرار حوادث وفاة وإغماءات لاعبي كرة القدم المفاجئة، فان الأمر كان إلزاميًا بضرورة إجراء فحوصات شاملة وصارمة على الوافدين الجدد.

ومن الناحية الاقتصادية، لا يعقل أن يتعاقد أحد الأندية مع لاعب بقيمة 50 مليون يورو وبأجر أسبوعي 100 ألف يورو وأكثر، ثم تكتشف أن لديه إصابة أو مرض، ولا يمكنه اللعب.

كما أن الكشف الطبي مهم للغاية في تحديد مواطن ضعف وقوة اللاعب الجسدية، وهو الأمر الذي سيساعد الطاقم الفني في تحديد التدريبات المناسبة، كما يمكن للمشاكل الصغيرة التي تكتشف بالفحوصات أن تساعد في تجنب إصابة اللاعب المستقبلية.

ولعب الكشف الطبي دوراً كبيراً في إيقاف بعض الصفقات، أشهر تلك الحالات، الفرنسي «لوك ريمي» الذي حال الكشف الطبي دون انتقاله إلى ليفربول الرهيب صيف 2014 بسبب مشاكل بالقلب، وفي العام 2003 كان الأرجنتيني «غابريل ميليتو» لاعب أنديبنتي وقتئذ، قاب قوسين أو أدنى من الالتحاق بريال مدريد الإسباني، لكن نصيحة الدكتور «ألفونسو دي كورو» أوقفت الصفقة بسبب مشاكل بركبة اللاعب أثناء الفحوصات، قبل أن ينتقل إلى برشلونة الإسباني بعد 4 أعوام.

كما فشل المهاجم الهولندي الأسطوري «رود فان نيستلروي»، في اجتياز الفحص الطبي بنادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، صيف 2001، بسبب إصابة سابقة بالصليبي، قبل أن يتمم اللاعب إجراءات انتقاله للشياطين الحمر، في العام التالي، بعد النجاح في الكشف الثاني.

وفي عام 1972، فشل لاعب هاديرسفيلد تاون الإنجليزي، «فرانك ورثينغتون»، بسبب ملاحظة الأطباء ارتفاع غير عادي في ضغط الدم، ومع الفحوصات الدقيقة تبين أنها بسبب كثرة ممارسة الجنس.