لماذا هوجمت السويداء؟.. وما مصير المختطفات؟.. وكيف يستغلها «الأسد»؟

السبت 28 يوليو 2018 06:07 ص

استهدف الهجوم الكبير الذي نفذته عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية»، على قرى السويداء، (جنوب غربي سوريا)، أسر أكبر عدد ممكن من المدنيين، بهدف مبادلتهم بمعتقلات من السنة، في سجون النظام السوري.

كشفت ذلك، مصادر لصحيفة «القدس العربي»، والتي قالت إن التنظيم استهدف تحقيق مكسب دعائي له، إضافة لمحاولة تخفيف الضغط عن عناصر التنظيم في «جيش خالد» في ريف درعا الغربي.

وحسب المصادر، فإن نحو 90 مقاتلاً من التنظيم انطلقوا بعد صلاة فجر الأربعاء، من معاقل التنظيم الموجودة في السويداء، في مناطق قرب «بئر القصب» و«تل دكوة» في البادية الشمالية، مقسمين إلى «سرايا» عدة، كل واحدة مكلفة بالسيطرة على قرية محددة بالاسم.

وكان أغلب عناصر التنظيم من المنسحبين من مخيم اليرموك، لذلك فهم يتميزون بشراسة كبيرة وخبرة قتالية، أما قائد الهجوم فهو نفسه القائد العسكري للتنظيم في مخيم اليرموك «أبو أيوب العراقي»، حسب المصادر.

اختطاف ومبادلة

واتفق قادة الهجوم على هدف محدد وهو «قتل كل قادر على حمل السلاح، وأسر ما يمكن أسره من النساء والأطفال، لمبادلتهم بالمعتقلات في سجون النظام».

ودللت المصادر، على صحة حديثها، بنشر التنظيم عدد من صور المعتقلات من القرى الدرزية، وإرسال رسائل لذويهن بهذا الشأن.

ووفقا لمصدر حقوقي من مدينة السويداء، فضّل عدم الكشف عن اسمه، فقد تم توثيق قائمة بها 17 اسما، في حين قال مصدر محلي آخر إن الرقم قد يصل إلى 40 مختطفا غالبيتهم من النساء والأطفال، حسب «بي بي سي».

من جانبه، قال الناشط العراقي «يونس خالد»، الذي يدير موقعاً مختصاً بمراقبة نشاط التنظيم، إن أحد عناصر التنظيم العراقيين، الذين يرتبطون بقرابة مع «أبو أيوب العراقي»، أبلغه بأن «نقل المدنيين المخطوفين تم من خلال الاستيلاء على إحدى الشاحنات، حيث تمكن التنظيم من نقلهم إلى خارج قرية رامي وصولاً لمناطق سيطرة التنظيم في بادية السويداء».

وبدأ قبل ساعات، بنشر صور الرهائن من النساء والمطالبة بمبادلتهن بمعتقلات النظام.

فيما قال مصدر الحقوقي، إن امرأتين، على الأقل، عادتا مساء الخميس، إلى قرية الشبكي.

وأوضح: «لم تستطع المرأة، وهي مصابة في ظهرها، وحماتها من متابعة المشي وتأخرتا عن البقية فنسيهما عناصر التنظيم أو تركتا عن عمد؛ فعادتا إلى ضيعة الشبكي ثم توجهتا إلى ضيعة بوسان».

لكنه أضاف أن «فرقة من الجيش كانت قد عثرت على عدة جثث أثناء تمشيط بادية السويداء، ما يعني أن عددا من المختطفين قد يكون قد قتلوا».

تعزيزات

وحسب المعلومات عن الهجوم، فإن التنظيم أرسل عدداً من عناصره إلى داخل السويداء قبل الهجوم بعدة أيام، وكان يخطط لتنفيذ هجمات انتحارية على مواقع الأجهزة الأمنية للنظام في السويداء، لكن مع بدء الهجوم تعرض عناصر التنظيم في قرى الشبكي والشريحي ورامي وتل بصير والمتونة وداما، لإطلاق نار كثيف من السكان المحليين.

ولعبت البيوت الصخرية في تلك القرى، حسب المصادر، دوراً في تحصين السكان وإرباك المهاجمين.

وبعد إعدام عدد من الرجال الدروز، وصلت تعزيزات كبيرة من مسلحي القرى المجاورة تمكنت من صد هجوم التنظيم، حيث قتل أغلب عناصر التنظيم، وتعطلت آليات من حاول منهم الفرار، مما اضطر بعض العناصر لأخذ سيارات من السكان المحليين والخروج بها بعد أربع ساعات من المواجهات، وقاتل بقية العناصر حتى فجروا أحزمتهم الناسفة، وقتل معظمهم ولم يتمكنوا من خطف عدد كبير من المدنيين، عدا قرية رامي، التي تأخر وصول الإمدادات إليها، حيث تمكن التنظيم من إعدام عشرات الرجال وخطف العشرات من النساء.

«الأسد» يستفيد

ووفقا للمصدر الحقوقي، فإن موضوع الاختطاف «له بالغ الحساسيّة في البنية المُجتمعيّة لدى الدروز، ولا سيّما أن مُعظم المخطوفين من النساء، لذا لا نرى هذا الموضوع إلّا ميداناً رحباً للنظام للاستثمار به لدى الدروز، وتصدير نفسهُ كحام للأقليات في العالم».

وأضاف: «محليّاً قد نشهد فيما بعد مُحاولات من قبل النظام لتحرير المخطوفين، لاستثماره في رفع رصيد أسهمه في المجتمع المحلي في السويداء، بعد أن انهارت تلك الأسهم بسبب ما وصفه أبناء المُحافظة من تخلّي وتواطؤ وخذلان النظام لهم»، وفي هذا إشارة إلى وجهة النظر التي تتبناها المعارضة السورية والتي تحمّل الجانب الحكومي مسؤولية ما جرى في السويداء.

في وقت تحدث مصدر آخر لصحيفة «العربي الجديد»، قائلا إن «ما حدث سيدفع أبناء المحافظة للجوء إلى الروس والنظام، لحماية أنفسهم، إذ ليس لديهم الإمكانيات العسكرية للدفاع عن أنفسهم لفترة طويلة، وهذا قد يكون مبررا مقبولا لإجراء تسوية للمتخلفين عن الخدمة، وتنظيمهم في الفيلق الخامس المدعوم من روسيا لإنهاء أي حالة عدم استقرار قد يعكر عملية التسوية التي تنفذها في سوريا بالتوافق مع الأميركيين والإسرائيليين».

يشار إلى أن الحصيلة النهائية، قالت إن 246 شخصا سقطوا في هجمات التنظيم، التي تعد الأكبر في هذه المنطقة منذ بداية النزاع بسوريا في 2011، فيما قتل 56 من مقاتلي التنظيم، بينهم سبعة انتحاريين.

وتسيطر قوات النظام على كامل المحافظة، فيما يقتصر تواجد مقاتلي التنظيم على منطقة صحراوية عند أطراف المحافظة الشمالية الشرقية.

وبعد طرده من مناطق واسعة في سوريا والعراق المجاور، لا يزال التنظيم قادراً على التسلل من الجيوب والمناطق الصحراوية التي يتحصن فيها لتنفيذ هجمات دموية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السويداء سوريا روسيا الأسد اختطاف معتقلات