أسباب حزن الإثيوبيين على مقتل مدير مشروع «سد النهضة»

الأحد 29 يوليو 2018 12:07 م

سادت حالة من الحزن الشارع الإثيوبي جراء مقتل مدير مشروع «سد النهضة»، «سيميغنيو بيكيلي» لما كان يمثله من رمزية لطموحات ذلك البلد الأفريقي.

وأعرب الكثيرون عن تعازيهم على وسائل التواصل الاجتماعي من صحفيين ورجال أعمال وأكاديميين وسفراء وحتى الخطوط الجوية الإثيوبية، وذلك عقب الإعلان عن العثور عليه قتيلا في سيارته الخميس الماضي.

وتحقق الشرطة الإثيوبية في ملابسات مقتله بالرصاص، بعد العثور على مسدس في سيارته التي كانت متوقفة في ميدان ميسكيل بوسط أديس أبابا.

وبحلول ظهيرة الخميس الماضي، تدفق المئات إلى الشوارع مطالبين بـ«العدالة» للمهندس الراحل.

ويعرف «سد النهضة» بأنه أكثر مشروعات البنية الأساسية في أفريقيا طموحا، وبمجرد بنائه بعرض 1.8 كم وارتفاع 155 مترا سيضاعف السد إنتاج إثيوبيا من الكهرباء ثلاث مرات.

وهذا السد واحد من بين عدد مشروعات البنية الأساسية الكبرى التي تأمل إثيوبيا أن تضعها بين الأمم متوسطة الدخل بحلول عام 2025.

ويعد المشروع بنطاقه والطموحات المرتبطة به بمثابة لحظة وحدة نادرة بين الإثيوبيين الذين تمزقهم النزاعات السياسية والعرقية.

وقالت مراسلة صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية «مارتينا ستيفس-غريدنيف» إنه كانت تعرف «سيميغنيو»، مشيرة إلى أنه كان يمثل تلك الطموحات الوطنية.

وقالت لبرنامج «Focus on Africa» بإذاعة «بي بي سي»: «كان شخصا وطنيا كرس حياته من أجل مستقبل إثيوبيا بالمساهمة بما يمكنه القيام به».

وكان المهندس الراحل البالغ من العمر 53 عاما قد حصل على شهادته في الهندسة من جامعة أديس أبابا، وقاد مشروعين كبيرين من قبل في مجال السدود وهما سدا «غيلغيل غيبي» و«غيلغيل غيبي 2».

ولفت الانتباه عام 2011 عندما تم تكليفه بقيادة مشروع «سد النهضة».

وكان «سيميغنيو» قد أصبح رمزا للسد، وربما يرمز مصرعه للمشاكل التي تواجه المشروع.

وتقول «ستيفس-غريدنيف»: «كان المتحدث باسم المشروع، كان الواجهة، ولست واثقة بإمكانية أن يحل آخر محله بسهولة».

وأضافت: «إنه فيما يواجه المشروع مشاكل لأسباب عملية فإنني أرى مصرع سيميغنيو بمثابة ضربة لرمزية المشروع».

وكان من المتوقع دفن «سيميغنيو» بعد يوم من مصرعه، ولكن بيانا صدر عن اللجنة الوطنية التي تشكلت لترتيب جنازته قال إنه تم إرجاء الدفن إلى اليوم الأحد لـ«ترتيب جنازة كبيرة يستحقها بطل قومي مثله».

ويعتقد أنه تم إنجاز 60%من السد، ولكن هناك غضب متزايد من التأخيرات.

ففي الأسبوع الأخير من يوليو/تموز قال رئيس الوزراء الإثيوبي «آبي أحمد» إنه بالوتيرة الحالية لبناء السد فإنه قد لا ينجز قبل 10 سنوات.

وتفخر إثيوبيا بأن السد قد تم تمويله على نطاق واسع محليا، ولكن أزمة الدولار أبطأت عملية البناء، وذلك بحسب «ستيفس-غريدنيف».

ويواجه بناء السد معارضة من مصر التي تخشى من أن يؤثر السد الذي يقام على مجرى النيل الأزرق على تدفق المياه إليها.

المصدر | الخليج الجديد + بي بي سي

  كلمات مفتاحية

سد النهضة حزن قتل مسدس دفن النيل الأزرق طموحات إثيوبية