«ستراتفور»: ماذا يعني الهجوم الحوثي على ناقلات النفط في باب المندب؟

الأحد 29 يوليو 2018 03:07 ص

حققت جماعة الحوثيين اليمنية انتصارا دعائيا في 25 يوليو/تموز، عندما استهدفت بنجاح ناقلات نفط سعودية عابرة لمضيق باب المندب، مما ألحق أضرارا بواحدة منها، ودفع الرياض لتعليق شحناتها النفطية مؤقتا عن طريق البحر الأحمر.

وأطلق الحوثيون النار على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن بشكل دوري، بما في ذلك السفن الحربية الإماراتية والأمريكية، لكن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا النشاط تغييرا جذريا في السلوك السعودي.

ولطالما سعى الحوثيون، المدعومون إيرانيا، إلى استخدام تهديد الشحن كوسيلة لكسب النفوذ على أعدائهم المتفوقين عسكريا، من السعوديين والإماراتيين.

غير أن انتصار الحوثيين لن يدوم طويلا، لأن التهديد المتصور للإمدادات العالمية من الطاقة سيمكن التحالف الذي تقوده السعودية من الظهور كمدافع عن النظام الدولي، وبالتالي سيقوض محاولات الحوثيين لقلب الطاولة الدبلوماسية على الرياض.

تهدد الحرب الأهلية في اليمن طريق التجارة العالمية الرئيسي عبر خليج عدن والبحر الأحمر، مما قد يؤثر على قدرة موردي الطاقة الرئيسيين في العالم على تسليم الشحنات لعملائهم. لذا فإن هناك احتمالات حدوث ارتفاعات في أسعار الطاقة.

أما الآن، فإن الحوثيين وأنصارهم في طهران يركزون على استغلال الحدث للطعن في خصومهم.

وادعى «قاسم سليماني»، قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني، أن البحر الأحمر لم يعد آمنا، حتى مع وجود قوات بحرية أمريكية فيه.

ولا يطعن هذا فقط في وضع أمريكا كراعية في الشرق الأوسط، ولكنه أيضا يضيف وزنا للتهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق «هرمز»، ذي الأهمية البالغة في الخليج العربي، وهو جزء أساسي من استراتيجية طهران الدفاعية ضد الولايات المتحدة.

وبالنظر إلى الموقف المتشدد المتزايد الذي يتبناه البيت الأبيض فيما يتعلق بإيران، وقدرة طهران المحدودة على الرد، فإن إغلاق الوصول إلى الخليج سيكون بمثابة بيان قوي، حتى وإن كان متهورا.

مزيد من التبعات

ولدى المملكة العربية السعودية خيارات لتجنب «باب المندب»، بما في ذلك خط أنابيب بين الشرق والغرب ينتهي في «ينبع» على ساحل البحر الأحمر في المملكة. ويمكن للمملكة العربية السعودية أيضا أن تستأجر سفنا أجنبية لنقل نفطها، لكن هذا سيزيد تكاليف الشحن، على الأقل مؤقتا. وستبدأ العقوبات الأمريكية على النفط الإيراني في نوفمبر/تشرين الثاني، وتراقب أسواق الطاقة عن كثب حالات انقطاع الإمدادات أو التأخير.

وتشكل نقاط الاختناق، المضايق، أماكن يسهل فيها تعطيل حركة النقل البحري. وعندما يتم حظر المرور عبر نقاط الاختناق هذه، يجب على السفن أن تقطع مسارات تستغرق وقتا طويلا، حتى بافتراض وجود طرق بديلة.

وفي الوقت الذي تتبع فيه الرياض طرق نقل بديلة، فإن الأزمة الاقتصادية على المدى القصير ستعزز قضية التحالف الذي تقوده السعودية لبناء الدعم الدولي لزيادة العمل العسكري في اليمن.

وأوقف الائتلاف هجومه على مدينة «الحديدة» الحاسمة من أجل السماح للمفاوضات الدبلوماسية بقيادة الأمم المتحدة بالاستمرار، ولإعداد القوة المشتركة، التي تقودها القوات الإماراتية في الغالب، من أجل المعركة الكبرى.

لكن التهديدات لسوق الطاقة العالمي تسمح للتحالف، الذي يتمتع بدعم ضمني من الولايات المتحدة، بأن يضع نفسه كمدافع عن النظام الدولي، ما يقوض القوة الدبلوماسية للحوثيين على مائدة المفاوضات.

وهذا بدوره سيسهل على التحالف التخلي عن المحادثات في نهاية المطاف، إذا اختار ذلك راغبا في تجديد جهوده لإنهاء الحرب الأهلية وهزيمة الحوثيين مرة واحدة وإلى الأبد.

المصدر | ستراتفور

  كلمات مفتاحية

معركة الحديدة خليج عدن ناقلات النفط الحوثيين باب المندب