في الوقت الذي تكثف فيه وزارة الشباب والرياضة المصرية، من جهودها لعودة الجمهور إلى مدرجات مباريات كرة القدم، وذلك قبل أيام قليلة، من انطلاق بطولة الدوري المصري الممتاز موسم 2018-2019، جاء الكشف عن عزم عدد من الأندية إطلاق قنوات فضائية خاصة بهم، بحجة أن تكون منبرا إعلاميا لهم وللدفاع عن حقوقهم، ولكنها في الحقيقة ستكون بابا جديد للفتنة بين الجماهير.

وكشف رئيس الزمالك، «مرتضى منصور»، عن أولى خطواته الرسمية لإطلاق قناة النادي الفضائية، بإعلانه عن توقيع عقود مع إحدى شركات الإنتاج الإعلامي، وقال: «أبرمت عقدين، واحدًا مع شركة أسما للإنتاج الإعلامي التي تمثل قناة الحدث، بالإضافة لقناة LTC بتمويل كامل من الشركة الراعية للنادي، وسنقدم برنامجًا عبر القناتين وستكون كل الإعلانات لصالح النادي».

وأضاف: «هذه التعاقدات ستكون نواة لقناة نادي الزمالك الجديدة، وحصلنا على 10 ساعات بث لبرامج زمالك الوطنية والكرامة، وستكون هناك لقاءات حصرية مع كل لاعبي ومدربي الزمالك في كل الألعاب».

وتابع رئيس الزمالك: «جميع أجور مقدمي البرامج والمعدين ستكون على حساب الشركة الراعية التي قدمت 20 مليون جنيه خارج العقد، تذهب منها عشرة ملايين للقنوات وباقي المستحقات من الإعلانات، وسيحصل النادي على 5 أيام في كل قناة، ما يعادل 10 أيام من القناتين».

وتفجرت أولى أزمات قناة الزمالك، بإعلان رئيس مجلس إدارة قناة «LTC»، «سميرة الدغيدي»، فسخ تعاقدها مع «مرتضى منصور»، رداً على تهديدات الأخير التي أصدرها بمجرد معرفته بتعاقد إدارة القناة مع المذيع «عبد الناصر زيدان»، لتقديم أحد البرامج الرياضية عبر شاشتها، الذي تربطه علاقة متوترة مع رئيس النادي الأبيض، وقد تبادلا التراشق بالألفاظ والتصريحات العدائية أكثر من مرة.

وأعربت جماهير الزمالك عن استيائها من العقلية التي يدار بها هذا الملف، مؤكدة أن ما كشف عنه «مرتضى منصور»، لا يليق بتاريخ القلعة البيضاء، وكان عليه العمل باحترافية لإطلاق قناة كاملة تحمل اسم النادي، على غرار قناة المنافس التقليدي الأهلي، وليس مجرد فقرة أو برنامج في قناة أخرى، وهو الأمر الذي عرضها للسخرية من جماهير الأحمر.

وفي نفس الإطار، أعلن نادي بيراميدز -الأسيوطي سابقاً-، إطلاق قناة تليفزيونية فضائية خاصة به، وتعاقدت إدارته مع الشركة العالمية للإنتاج الإعلامي.

وبدأت إدارة بيراميدز التخطيط لشراء حقوق مبارياته التي تقام علي أرضه في الدوري الممتاز وكأس مصر بالموسم الجديد، وهو ما قد يفجر أزمة مشابهة بتلك التي حدثت في الماضي بين قناة الأهلي والشركة المالكة لحقوق البطولات المحلية، حيث يخطط النادي الوليد لعدم إذاعة مبارياته علي أي قناة آخري وعرضها حصريا فقط على قناته.

وعلى الجانب الأخر، يمتلك النادي الأهلي قناته التليفزيونية الخاصة منذ 2008، ولم يحقق من ورائها أي استفادة مادية أو معنوية، فقد تعرضت لخسائر كبيرة، حيث تجاوزت مديونيتها لصالح الشركة المصرية للأقمار الصناعية «نايل سات» ما يقارب 150 ألف دولار.

ولم تحقق قناة الأهلي أي أرباح ولم تغطي تكلفة تشغيلها، ما جعل شركات الإنتاج الإعلامي المتعاقبة على إدارتها، بداية من «آيه أر تي» و«مسك» وأخيراً «برزنتيشن» تفكر في وقف جميع برامج البث المباشر بالقناة والاعتماد على إعادة برامج ومباريات الفرق القديمة، والاستغناء عن عدد من العاملين بها.

كما أوقعت الأهلي في أزمات كبيرة، فقد فسخت «آيه أر تي» تعاقدها بسبب عدم التزام إدارة الأهلي بمنح القناة حقوق بث مباريات الفريق، بعد أن قررت بيعها قنوات أخرى، كما حصلت «مسك» على حكم بتغريم المارد الأحمر 178.5 مليون جنيه مقابل الخسائر التي لحقت بها بسبب القناة، وهو ما يحاول الرئيس الشرفي السابق للنادي، «تركي آل الشيخ»، إيجاد حل ودي له.

ومؤخراً تبرأ مجلس إدارة الأهلي، من قناته الرسمية، على لسان المتحدث الرسمي باسم النادي، «شريف فؤاد»، الذي أكد أن ما يتم بثه عليها لا تمثل المارد الأحمر بشكل رسمي، وذلك إثر تجدد الخلاف مع «تركي آل الشيخ»، بسبب تصريحات أطلقها مستشار التعاقدات، «عدلي القيعي»، الذي عاد وأكد لم يقصد من قريب أو بعيد التحدث عن الرئيس الشرفي السابق للنادي.

ويقول عميد كلية الإعلام السابق، دكتور «سامي عبدالعزيز: «يعاني الإعلام الرياضي في مصر من أزمة كبيرة، باحتلال نجوم كرة القدم المعتزلين للشاشات التليفزيونية والمحطات الإذاعية وحتى أعمدة الرأي بالصحف الورقية والإلكترونية، دون أي دراية بالعمل الإعلامي وميثاق شرفه، ما جعل من البرامج الرياضية، تقدم مواد ساذجة وتتحول إلى ساحات للتراشق بالألفاظ وتبادل الاتهامات، وهو ما ينذر بخطر شديدة مع امتلاك كل ناد لقناته الخاصة التي ستتحول إلى بوق تستخدمه إدارته للهجوم على خصومها وعلى نظيرتها في الأندية المنافسة، ما يفتح باب جديد للفتنة بين الجماهير».