دول عربية تخطر واشنطن برفض «صفقة القرن»

الاثنين 30 يوليو 2018 07:07 ص

أخطرت دول عربية على رأسها السعودية ومصر والأردن، الإدارة الأمريكية، بأنها لن تدعم اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إذا لم يتطرق للقدس الشرقية.

وبحسب «رويترز»، فإن الرياض نقلت هذه الرسائل إلى الطاقم الأمريكي «جيسبون غرينبلات» و«جاريد كوشنر»، الذين زارا عواصم عربية من بينها الرياض، الشهر الماضي، حيث يبلور هذا الطاقم ما يسمّى بـ«بصفقة القرن».

وسلّمت السعودية هذه الرسائل إلى الرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، وعدد من القادة في الشرق الأوسط.

ونقلت صحيفة «هآرتس» العبرية عن مصدرين دبلوماسيين قولهما، إن الأردن ومصر نقلتا رسائل مشابهة للرسائل السعودية، إلى الإدارة الأمريكية.

وقال دبلوماسيون ومحللون إن الضمانات الخاصة التي قدمها العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» للرئيس الفلسطيني «محمود عباس» ودفاعه العلني عن المواقف العربية الثابتة في الأشهر الأخيرة ساعد في تغيير تصورات بأن السعودية غيرت موقفها تحت قيادة ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان».

وقال مسؤولون فلسطينيون في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إن «بن سلمان» ضغط على «عباس» لتأييد الخطة الأمريكية رغم مخاوف من أنها لا تعطي الفلسطينيين سوى حكم ذاتي محدود داخل مناطق غير مترابطة من الضفة الغربية المحتلة دون الحق في العودة للاجئين الذين نزحوا من ديارهم في حربي 1948 و1967.

وتتناقض مثل هذه الخطة مع مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية في عام 2002 والتي عرضت خلالها الدول العربية تطبيع العلاقات مع (إسرائيل) مقابل الاتفاق على إقامة دولة للفلسطينيين وانسحاب إسرائيلي بالكامل من الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967.

ويأتي الموقف السعودي بعد اعتراف الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، ونقله سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، مايو/أيار الماضي.

وقال السفير الفلسطيني لدي الرياض «باسم الأغا»، إن الملك «سلمان» أبدى تأييده للفلسطينيين في اجتماع عقد في الآونة الأخيرة مع «عباس»، قائلا إنه لن يتخلى عن الفلسطينيين وسيقبل ما يقبلون به ويرفض ما يرفضونه.

وقال إن إطلاق الملك «سلمان» اسم (قمة القدس) على مؤتمر جامعة الدول العربية لعام 2018 وإعلانه مساعدات بقيمة 200 مليون دولار للفلسطينيين يمثلان إشارات إلى أن قضيتي القدس واللاجئين عادتا إلى مائدة المفاوضات.

والموقف الحالي لواشنطن، الذي نقله مسؤولون كبار بالبيت الأبيض خلال جولة الشهر الماضي، لا يتضمن اعتبار القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، أو حق العودة للفلسطينيين، أو تجميد الاستيطان الإسرائيلي على أراض يطالب الفلسطينيون بالسيادة عليها.

وقال المحلل المستقل «نيل باتريك» إنه يبدو أن الملك «سلمان» قد قام بتحجيم الأسلوب المتهور سياسيا لولي العهد بسبب أهمية القدس للمسلمين.

ولم يعرض «كوشنر» وزميله المفاوض «جيسون جرينبلات» مقترحا شاملا بل مجرد عناصر مفككة، تضمنت فكرة إقامة منطقة اقتصادية في شبه جزيرة سيناء المصرية مع احتمال خضوع قطاع غزة لسيطرة القاهرة وهو ما وصفه دبلوماسيون عرب بأنه غير مقبول.

و«صفقة القرن»، تعتمد بشكل رئيس على إغراءات مالية من الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» للفلسطينيين، تقدمها دول خليجية، مع إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح وبدون جيش أو أسلحة ثقيلة، وإعلان قرية «أبوديس» شرق القدس المحتلة، عاصمة للفلسطينيين.

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

صفقة القرن السعودية إسرائيل ترامب كوشنر الملك سلمان مصر الأردن