وصفت صحيفة «لوموند» الفرنسية إمارة أبوظبي بأنها «عاصمة العالم للجواسيس»، كاشفة أن أبوظبي تتجسس على السفارة الإيرانية لديها، عن طريق زرع كاميرات مراقبة مكثفة في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، والذي تقع السفارة بمحاذاته، مشيرة إلى أن تلك الكاميرات تغطي مداخل ومخارج سفارة طهران بالكامل.

وفي تحقيق استقصائي كتبه الصحفي الفرنسي «جاك فولورو»، نقلت «لوموند» عن دبلوماسي غربي، قوله إن «الممرات الأربعة في شارع الكرامة الفاصل بين المبنيين والغطاء النباتي الذي يخفي سفارة إيران، لا يشكلان عائقاً أمام عملية تحديد هوية الأشخاص والسيارات التي تخرج من مقر السفارة الإيرانية».

وأضاف الدبلوماسي الغربي، أن «الهاجس الجيوسياسي الذي يشغل بال ولي العهد ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، هو إيران، وبصفة أقل قطر، لهذا السبب، جرى تركيز نظام أمني متكامل من بين أهدافه الرئيسية التجسس».

ورأت «لوموند» أن دبي تبقى من أكثر النقاط نشاطاً في العالم في ما يتعلق بالقضايا «الكلاسيكية» لعمليات التجسس؛ لأنها تمثّل محور النقل العالمي، ومركزاً يحتضن المؤتمرات الراقية، ووجهة سياحية جذابة، بالإضافة إلى أنها نقطة التقاء العالم الإسلامي والأفريقي والجنوب آسيوي، لا سيما الهندي والأفغاني.

كما تمثل دبي مركزاً مالياً ومحطة لغسيل الأموال، بعد بيروت، وتجعل كل هذه الظروف من الإمارات «منطقة صيد» ملائمة للمخابرات.

ونقلت الصحيفة عن ضابط تابع للقاعدة العسكرية الفرنسية في أبوظبي حول قضية التجسس على السفارة الإيرانية قوله إن «السفارات الغربية في الإمارات أصبحت على يقين ألا شيء يمر دون أن تلاحظه السلطات الإماراتية».

ووصفت الصحيفة «أبوظبي ودبي» بأنهما مجال خاص للتجسس؛ الأمر الذي دفع القوى الكبرى في العالم إلى توظيف العديد من الموارد للتقرب منها، على غرار توقيع عقود التسلح، وعقود أخرى في مجالات الفضاء والملاحة الجوية.

وقال مسؤول سابق في مجموعة الفضاء والدفاع الجوي الأوروبية (EADS)، خلال المحادثة مع مراسل «لوموند» في حانة بأحد فنادق أبوظبي، إن المخابرات الأمريكية تعتمد بشكل رئيسي على مخبريها المندسين داخل حاشية الأمراء الإماراتيين ومكاتب الاستشارات الأنجلوسكسونية المكلفة بتقديم المساعدة في إبرام صفقات الأقمار الصناعية المعدة للمراقبة.