عادت الوسوم المنادية برحيل الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، إلى صدارة مواقع التواصل الاجتماعي، من جديد، إلا أنها هذه المرة أخذت طابعا ساخرا، عندما حول الناشطون اسم «السيسي» في وسم «ارحل يا سيسي»، إلى «كيكي»، في إشارة إلى الرقصة الشهيرة التي انتشرت مؤخرا.
وتصدر وسم «ارحل يا كيكي»، قامة الوسوم الأكثر تداولا في مصر، في امتداد للوسوم التي تطالب برحيل «السيسي» عن الحكم، إثر تدهور الحالة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في البلاد، التي شهدت انقلاب عسكريا على أول رئيس مدني منتخب قبل 5 سنوات.
ووجد مطلقو هذا الوسم مبتغاهم في أحد تصريحات «السيسي» التي تهكم فيها من رقصة «كيكي» التي تجتاح المنطقة العربية، ويمارسها عدد كبير من الشباب والمشاهير بجوار سياراتهم.
وأثناء ضحك «السيسي»، وسخريته من هذه الرقصة خلال مؤتمر للشباب عق مطلع الأسبوع الجاري بجامعة القاهرة، طلب من وزير البترول «طارق الملا»، زيادة أسعار المحروقات مجددا، كرد على استخدام السيارات في هذه الرقصة. (شاهد)
وتوجَّه «السيسي»، إلى «الملا»، الذي كان حاضرا في المؤتمر، وقال له: «يا مهندس طارق.. زوّد البنزين متقلقش»، ثم أضاف: «يقول لك احنا منعمل كيكي، طيب اعمل كيكي»، وهو ما دفع الناشطون للسخرية منه وإطلاق هذا الوسم.
وعرف الوسم انتشارا كبيرا وسط معارضي «السيسي»، الذين تهكموا عليه، وعلى قراراته المتلاحقة بفرض رسوم وغرامات وضرائب على الشعب المصري.
وجاء احتلال وسم «ارحل يا كيكي»، مراتب متقدمة في قائمة الوسوم الأكثر تداولا في مصر، بالتزامن مع وسم «ارحل يا سيسي» والذي عاد إلى الصدارة حتى وصل السبت الماضي، إلى المرتبة الثانية عالميا، بعد ساعات من انتقاد «السيسي»، للوسم، وإبدائه غضبا منه.
وتسبب التعليق المثير الذي أدلى به «السيسي» حول الوسم في تفاعل كبير بمواقع التواصل الاجتماعي، ليعود للمركز الأول في مصر، والثاني على مستوى العالم، بعد أن كان قد شهد تراجعا نسبيا.
وأعرب «السيسي» عن غضبه من الوسم، مؤكدا أنه شعر بالحزن بسببه، لافتا إلى أنه يحاول إخراج الشعب المصري مما سماها «أمة العوز».
وقال «السيسي» خلال حضوره المؤتمر إن جهات لم يسمها أدخلت مصر في «أمة العوز»، موضحا أنه بينما يحاول أن يخرج المصريين من هذه الأمة، يظهر وسم يطالب برحيله وهو «ارحل يا سيسي».
وأضاف: «عندما حاولت أن أخرج المصريين من العوز وأجعلهم أمة ذات شأن، يطلقون وسم ارحل يا سيسي.. أزعل ولا مزعلش؟».
وبعد دقائق من هذه التصريحات، شهد الوسم حراكا كبيرا دفعه لاحتلال صدارة «تويتر» في مصر مجددا، حيث تفاعل الآلاف من الناشطين عبر عشرات الآلاف من التغريدات، التي طالبته مجددا بالرحيل، إن كان حقا يشعر بالحزن والغضب من الوسم.
وبرر كثير من مستخدمي «تويتر»، الانتشار الكبير لهذا الوسم، بأنه جاء بناء على رغبة «السيسي» نفسه، والذي صرح مقسما بالله عام 2017، بأنه سيغادر منصبه إذا طلب المصريون منه هذا.
قبل أن يطلق الناشطون، وسما آخر، بعنوان «ازعل يا سيسي»، في رد على ما ذكره الرئيس المصري.
وتشهد مصر في عهد «السيسي» حالة من التدهور غير المسبوق على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ إذ يعاني غالبية المصريين بشدة من الارتفاع الجنوني في أسعار السلع والخدمات.
كما تعاني البلاد من ارتفاع قياسي في معدلات التضخم، في ظل ارتفاع غير مسبوق للديون الداخلية والخارجية.
وحسب تقرير رسمي صادر عن وزارة المالية في مصر أواخر 2016، فإن 21 مليونا و710 آلاف مصري باتوا غير قادرين على الحصول على احتياجاتهم الأساسية، من بينهم 3.6 ملايين مصري لا يجدون قوت يومهم، ويواجهون عجزا في الحصول على الطعام والشراب.
وتشهد مصر أيضا في عهد «السيسي» حملة قمعية غير مسبوقة تستهدف المنتقدين والمعارضين، وتعصف بالحقوق والحريات الأساسية، وترسخ دولة الاستبداد التي ثار عليها بشجاعة كثير من المصريين في 2011، فضلا عن استنزاف ثروات البلاد وبيع أراضيها.